مع استمرار أزمة النقل الخانقة في سوريا، تبرز العديد من الأفكار لإيجاد بعض الحلول التي تناسب بعض المناطق، إلا أن هذه الأفكار لا تبدو قابلة للتطبيق ومن بينها مشروع مترو دمشق، ومشروع الباص البحري في الساحل السوري.

الباص البحري فكرة حتى الآن

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي يوم أمس الأحد، أشار إلى أنه في ظل ما يعانيه الساحل السوري الممتد على طول 180 كم، من أزمة مواصلات خانقة، وما يتمتع به من مقومات تجعله أحد أجمل المواقع على البحر الأبيض المتوسط، يعتبر مشروع النقل بين المدن الأربع المطلة على البحر (اللاذقية، جبلة، بانياس، طرطوس) عبر مراكب بحرية أو ما يسمى باص بحري من المشاريع القديمة المطروحة من قبل المعنيين في محافظة اللاذقية منذ سنوات، لكنها لم ترَ النور حتى الآن.

ونقل التقرير عن مواطنين في اللاذقية، أن تنفيذ مشروع خط بحري للتنقل بين المدن الساحلية الأربع سيزيد من شبكات النقل العام، كما سيوفر خدمات النقل بين المناطق الأربعة، ويسهم في زيادة النشاط السياحي، بما يحقق التنمية الاقتصادية والمساهمة في تنمية المواقع والواجهات البحرية المحلية.

من جهته، أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في اللاذقية الدكتور مالك الخيّر، أن فكرة إيجاد وسيلة نقل بحرية، مع ضرورتها وقيمتها، فكرة ممتازة من حيث المبدأ سواء من جانبها الخدمي أم السياحي، مضيفا أنه قد تكون بمثابة باص بحري يتجول على الساحل السوري ضمن المياه البحرية السورية ويستقله الركاب ساحليا من مدينة إلى أخرى.

ولفت الخير، إلى أن موضوع إيجاد وسيلة نقل بحرية يحتاج إلى تظافر الجهود بين الجهات المعنية بهذا المشروع لتذليل المعوقات أمامه على طريق إمكانية تنفيذه، مؤكدا أن المشروع لم يطرح عليه أثناء فترة عمله الحالي كعضو مكتب تنفيذي لقطاع النقل، وأن المشروع هو خطوة إيجابية في مجال النقل البحري بما يخدم تنشيط حركة النقل البحري في الساحل والعمل مع وسائل النقل العامة على نقل المواطنين بين المدن الأربع.

في حين كان محافظ اللاذقية السابق، إبراهيم خضر السالم، أوضح في تصريح سابق عام 2015، أن فكرة إحداث وسيلة نقل بحرية بين (اللاذقية – جبلة – بانياس- طرطوس)، تعتبر ممتازة ولا بد من طرحها ودراستها بعد التنسيق بين النقل البحري والموانئ لدراسة الجدوى الاقتصادية وكل الأمور الفنية.

كما أوضح مدير شؤون السفن في مديرية النقل البحري خلال تصريح في العام ذاته، أن إحداث باص بحري ينقل المواطنين والسياح بين ضفتين على الساحل ليس أمرا مستحيلا ولكن يتطلب دراسة جدية من مختلف النواحي والأخذ بالحسبان عامل الوقت وتحديد ممرات بحرية معينة يمر به، بحسب “أثر برس”.

إقرأ:المترو بديل عن باصات النقل الداخلي في دمشق.. هل ينجح المشروع؟

مشروع المترو المتوقف

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أوضح أنه نتيجة مشاكل خطوط النقل الداخلي في دمشق، أعادت الحكومة السورية الحديث عن مشروع “مترو دمشق”، في محاولة منها لامتصاص الغضب الشعبي الناتج عن أزمة مواصلات غير مسبوقة تعيشها العاصمة منذ سنوات.

ونقل التقرير تصريحا سابقا لمدير الأملاك في محافظة دمشق، حسام الدين سفور، بأن وفودا خارجية من الصين وإيران التقت مع الحكومة السورية، بهدف إعادة إحياء المشروع الذي كان يجري العمل عليه منذ عام 2007.

وفيما يخص تطوير النقل الداخلي في دمشق عبر مشروع المترو، أكد سفور أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، مشيرا إلى أن “مشروع المترو مكلف اقتصاديا، والشركات لا تقدم عليه بسبب التكلفة الباهظة وعدم التناسب مع الدخل ففي حال تنفيذه سيكون سعر التذكرة 5000 ليرة سورية كي يكون مجديا اقتصاديا للمستثمر كون سعر التذكرة الدولية تتراوح بين 1 و2 دولار، وهذا السعر لا يتناسب مع الدخل في سوريا”.

وكان الكاتب المتخصص في الشؤون الاقتصادية، سمير طويل، أكد لـ”الحل نت” في وقت سابق، أن مشروع دمشق كان مهيأ منذ عام 2007، وذلك من قبل الخط الحديدي الحجازي، لكن رامي مخلوف عمل تزامنا مع إدارته شركة “شام” القابضة، على وضع عقبات أمام جميع الشركات الأجنبية التي أرادت الاستثمار في هذا المشروع.

وأضاف الطويل، أن الموضوع واجع عقبات كثيرة رغم أنه الخط الحديدي الحجازي المسؤول عن المنطقة الجنوبية، كان على استعداد للمساهمة في المشروع وكان يعمل على تجهيز كافة لوازم البنى التحتية من أنفاق ومحطات وسكة حديد، لافتا إلى أن أزمة المواصلات التي تعيشها دمشق، مرتبطة بـ التقاعس الحكومي عن تنفيذ مشروع “مترو دمشق”.

قد يهمك:دمشق: تكديس الركاب في باصات النقل الداخلي بحسب “مزاجية الشوفير”

يشار إلى أن أزمة المواصلات مستمرة بشكل كبير في مناطق الحكومة السورية، دون أن يتم إيجاد حلول حقيقية لها، وما تقوم به الحكومة ليس أكثر من وعود، هي في الحقيقة غير قابلة للتطبيق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.