إسرائيل ولبنان، على قائمة التوترات الجديدة في المنطقة، إثر الخلاف بين الطرفين على ترسيم الحدود، حيث وجهت إسرائيل خطابا تصعيديا إزاء لبنان متوعدة بنشوب حرب غير مسبوقة، فما هو الجديد في ملف التصعيد بين بيروت وتل أبيب ؟.

استئناف المفاوضات

الوسيط الأميركي في المفاوضات آموس هوكشتاين، اجتمع مع الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، في القصر الرئاسي بلبنان.

وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام“ اللبنانية الإثنين، إن هوكشتاين أعرب عن تفاؤله بعد المحادثات، بحصول المزيد من التقدم في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وأمل بالعودة قريبا إلى المنطقة للوصول إلى النتيجة المطلوبة.

هوكشتاين، عرض على الجانب اللبناني خلال الاجتماع، حصيلة المشاورات التي أجراها مع المسؤولين الإسرائيليين بخصوص مسألة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ثم استمع إلى الرد اللبناني.

اقرأ أيضا: آخرهم أيمن الظواهري.. هكذا استهدفت واشنطن قيادات تنظيمات إرهابية بين أفغانستان وسوريا

وبحسب مصادر لبنانية رسمية، فإن الجانب الإسرائيلي، قدم مقترحا، ينطلق من إحداثيات الخط “23″ وينحرف شمالا وصولا إلى خط الوسط بين لبنان وقبرص، ويمنح المقترح الإسرائيلي لبنان كامل حقل “قانا”، مقابل حصول تل أبيب على مساحة شمال الخط “23″.

ونقلت وكالة “رويترز“، الأحد، عن مسؤول إسرائيلي لم تسمِّه قوله، إن “هوكشتاين سينقل اقتراحًا إسرائيليًا جديدًا يتضمن حلًا يسمح للبنانيين بتطوير احتياطيات الغاز في المنطقة المتنازع عليها مع الحفاظ على الحقوق التجارية لإسرائيل“.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أنه إذا جرى التوصل إلى اتفاق فسيتمكّن اللبنانيون من إجراء بعض التنقيب في المنطقة المتنازع عليها، وفق الوكالة.

من جانبه اعتبر وزير الطاقة اللبناني، وليد فياض، بعد لقائه بالوسيط الأميركي، أن الأخير يحمل “طرحا جديدا” إلى المسؤولين اللبنانيين، واصفا إياه “بالإيجابي“.

ومنذ بداية حزيران/يونيو الماضي، تسارعت وتيرة التوتر بين بيروت وتل أبيب، بشأن ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، وذلك بعد وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل “كاريش“، الذي يعتبره لبنان داخل المنطقة المتنازَع عليها، تمهيدا لبدء استخراج الغاز منه.

وتوقفت المفاوضات التي انطلقت بين لبنان وإسرائيل عام 2020 بوساطة أميركية في أيار من 2021، جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.

تهديدات متبادلة

وقبل استئناف المفاوضات قال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، في بيان منتصف الشهر الفائت، “لقد حددنا آلاف الأهداف في لبنان بينها منظومات صواريخ يمتلكها العدو وسندمرها في حال نشوب حرب“، في إشارة منه لـ“حزب الله” اللبناني.

وأضاف كوخافي، “كل الأهداف موجودة في خطة الهجوم، لاستهداف مقار القيادة والقذائف الصاروخية والراجمات ومزيد من هذه الأهداف، كل ذلك سيتم ضربه في لبنان“، موضحا أن إسرائيل ستعطي تحذيرا مسبقا لسكان الحدود اللبنانية للمغادرة قبل اندلاع أي حرب.

تصريحات كوخافي، جاءت بعد أيام من إعلان “حزب الله” اللبناني، أنه قادر على منع إسرائيل من استخراج النفط والغاز من المنطقة البحرية المتنازع عليها جنوبي البلاد، في حين لم يصدر تعليق فوري من لبنان حول التصريحات الأخيرة.

الصحفية اللبنانية سوسن مهنا، رأت خلال حديث سابق لـ“الحل نت“، أن الخلاف جاء على خلفية توقف مفاوضات ترسيم الحدود، والخلاف هو على الخطين 23 و29، “للبنان حق قانوني في الخط 29، لكن الحكومة اللبنانية تحاول الهروب نحو الخط 23، وحسن نصرالله صرح أنه سيقف خلف قرار الحكومة“.

لا أحد يرغب بالحرب؟

مهنا، تعتقد أن التصعيد الإسرائيلي هو تصعيد إعلامي، فإسرائيل حاليا لن تستطيع الدخول بحرب، وفي لبنان لا أحد يرغب بأي تصعيد ، حتى الدول الكبرى والسعودية وإيران التي تعاني موقفا صعبا بعد تجميد المفاوضات الخاصة بالملف النووي، وتريد مهادنة المجتمع الدولي.

وبالإضافة لذلك، فإن هناك وضعا داخليا لبنانيا يضغط على “حزب الله“، كذلك فإن إسرائيل لديها مشاكل داخلية أيضا، “لذلك لن يكون هناك حرب، حتى وإن حدثت بعض المناوشات وإطلاق بعض الصواريخ على الحدود“.

قد يهمك: هل ينسف “مسار أستانا” خيارات الحل السياسي في سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة