بشكل كبير، تتفاقم عمليات الاتجار بالبشر في العراق، تحديدا في العاصمة بغداد ومحافظة أربيل في إقليم كردستان، ولا يبدوا السبب واضحا فيما إذا كان فقط لانتشار النوادي الليلة في تلك المحافظتين، كما قال مدير مكافحة الاتجار بالبشر في جانب الكرخ من بغداد، العميد وسام نصيف الزبيدي، بإن “أعلى نسب الاتجار بالبشر تجري غالبا في القاعات الليلية“، أما هناك سببا آخر؟

الزبيدي، أكد اليوم الأحد، لشبكة “رووداو الإعلامية“، وتابعه موقع “الحل نت“، إن البيانات المتوفرة لديهم تشير إلى أن أعلى نسب الاتجار بالبشر في العراق، هو ببغداد وأربيل، وتجري هذه التجارة في الغالب في قاعات النوادي الليلية حيث يجري الاحتيال على الناس.

وفي الغالب أن ضحايا تلك العمليات، هم من النساء والأطفال، بحسب الزبيدي، الذي أوضح أن الكشف عن هذه الجرائم يتم بالاعتماد على الجهود الاستخبارية، مشيرا إلى اكتشاف 30 عملية اتجار بأعضاء بشرية و60 عملية اتجار بالبشر، قبل اتمامها خلال هذا العام.

ويعود سبب تفشي الاتجار بالأعضاء البشرية إلى سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والافتقار إلى الوعي القانوني بتلك القضايا، وفق ما تحدث به العميد وسام الزبيدي، وهذا ما لم يكتفي به موقع “الحل نت” الذي قرر الذهاب إلى أبعد من ذلك بالبحث عن الأسباب.

اقرأ/ي أيضا: الاتجار بالبشر في العراق: أسواق لبيع الأطفال والأعضاء البشرية وسط عجز الأجهزة الأمنية

ما علاقة الميليشيات؟

المهتم في شؤون حقوق الإنسان علي الدلفي، قال لـ “الحل نت“، إن “الاتجار بالبشر قضية كبيرة وتحتاج لإدراك واسع كما أنها متعددة الأسباب، لكن نشاطها في العراق بهذا الشكل الذي نشهده، هو لسبب واحد وواضح جدا وهو غياب القانون“.

وأضاف، أن “غياب القانون والعدالة الاجتماعية أدت لتفاقم الاتجار بالبشر، حيث أتاح للجماعات الخارجة عن القانون بممارسة نشاطها بكل أريحية، واصطياد المواطنين الذين يعانون اقتصاديا بالدرجة الأساسية”.

الدلفي، بين أن “الحديث عمن يقف خلف عمليات الاتجار بالبشر لا يمكن الإجابة عنه شفهيا، بل يحتاج إلى دلائل وجهد كبير، لكنه في ذات الوقت لا يخفى في العراق، أن من يقف خلف شبكات الاتجار بالبشر ويدعمها، هي الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران“.

وتابع، أن “الميليشيات تعتمد على شبكات الاتجار بالبشر في تمويل نفسها، لما توفره عمليات الاتجار بالبشر من مردود مادي كبير، وهذا لا يعني أنهم فقط المسؤولون عن ذلك، بل أيضا هناك جماعات اختصاصها الاتجار بالبشر، لكن حتى تلك الجماعات تعتمد على ما توفره الميليشيات من غطاء“.

وبالعودة إلى مدير مكافحة الاتجار بالبشر في الكرخ، العميد الزبيدي، يقول إن “الحد من هذه الجرائم يتطلب حملة إعلامية توعوية، وأنهم تمكنوا من السيطرة على الوضع لحد ما، وبلغوا مستوى متقدما في التصدي لتلك الجرائم“.

اقرأ/ي أيضا: حقوق الإنسان تطالب بوضع حد فوري لتفاقم “الاتجار” بالبشر في العراق

الاتجار بالبشر والقانون العراقي

جدير بالذكر أن القانون العراقي، يسمح للشخص بالتبرع بأحد أعضائه بدون التعرض لأي تبعات قانونية، لكن بيع الأعضاء البشرية يعد جريمة يعاقب عليها القانون.

قانون منع الإتجار بالبشر، أو الأعضاء البشرية رقم 28 لسنة 2012 يعاقب كل من يقوم ببيع الأعضاء البشرية بالسجن لمدة تصل إلى 15 سنة، وغرامة تصل الى 10 ملايين دينار.

والعام الماضي، كشفت منظمة حقوقية عراقية، عن أرقام صادمة حيال ظاهرة الاتجار بالبشر التي تُسجل تناميا في البلاد مع اتساع رقعة الفقر والبطالة وتصاعد الجريمة المنظمة.

وحينها نقلت صحيفة “الصباح” الرسمية، عن مديرة منظمة “المصير“، المعنية بالملف الحقوقي في العراق، إيمان السيلاوي، قولها، إن البلاد سجلت 300 حالة اتجار بالبشر خلال العام المنصرم.

https://twitter.com/ahmed_iq_yahoo/status/1555813663453454336?s=21&t=-xxzIGME50OO3QJ8i2ohdQ

النساء والاتجار بالبشر في العراق

كما أكدت السيلاوي، “تعرض جميع الأعمار للاتجار سواء كانوا أطفالا أو نساء أو شبابا“، متحدثة عن تسجيل زيادة في تورط النساء بهذا النوع من الجرائم، وتحديدا المتاجرة بالفتيات والأعضاء البشرية.

ويصنف العراق جرائم بيع الأعضاء، والاستغلال الجنسي والتسول، والإكراه على العمل، ضمن جرائم الاتجار بالبشر.

وأوضحت، أن “عدد المختطفين خلال العام الماضي بلغ 125 مختطفا، وأغلب عمليات الاختطاف وقعت لغرض الحصول على مبالغ مالية أو الاعتداء الجنسي وضحاياها من النساء والشباب والأطفال، وتصدرت بغداد أيضا باقي المحافظات بعمليات الاختطاف ثم بابل وديالى وذي قار“.

كما بينت أن، القضاء العراقي ما زال يتجنب في بعض أحكامه اللجوء إلى قانون مكافحة الاتجار بالبشر رقم 28 لسنة 2012، ويحكم وفق قانون العقوبات العراقي 111 لسنة 1969 خصوصا ما يتعلق بالاستغلال الجنسي للضحايا، إضافة إلى افتقار المؤسسات الحكومية لوجود تعريف موحّد لمفهوم الاتجار بالبشر.

اقرأ/ي أيضا: من دون محاسبة.. الاتجار بالبشر ينتعش في العراق وأرقامٌ مخيفة لعدد تلك الشبكات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.