تسارع إيران إلى تعزيز دورها والتوسع في بسط نفوذها على أكبر مساحة ممكنة من محافظة دير الزور شرقي سوريا، متبعة أساليب عدة، أبزرها تشكيل ميليشيات جديدة تابعة لها بين الحين والآخر، تقوم بنشر عناصرها في المنطقة.

التركيز على الشبان

مصادر مقربة من “الحرس الثوري” الإيراني، أفادت لـ “الحل نت” بأن ميليشيا “الحرس”، أسست ميليشيا تابعة لها في مدينة الميادين خلال الأيام القليلة الماضية، أطلقت عليها اسم “الأحزاب” حيث بلغ عدد العناصر المنتمين لها من أبناء المدينة والنواحي التابعة لها قرابة 300 عنصرا، منتشرون حاليا في مدينة الميادين وبلدتي العشارة ومحكان.

وخضع العناصر الجدد لدورات تدريبية في مركز الطلائع بمدينة دير الزور على يد ضباط من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، كما انضم إليهم مقاتلين من الجنسية الإيرانية والعراقية أيضا، قبل أن يتم إرسالهم إلى مواقعهم ونقاطهم الجديدة.

وأوضحت المصادر بأن الميليشيا الجديدة يترأسها القيادي جعفر حيتان من الجنسية العراقية، اتخذت مقرا لها، منزلا كبيرا بوسط المدينة استولى عليه “الحرس” في وقت سابق، حيث رفعت عليه علم الحكومة السورية، تحسبا لأي استهداف جوي قد تتعرض له.

وتابعت المصادر، أن النسبة الأكبر من المنتسبين الجدد لم تتجاوز أعمارهم 20 عاما، وقد تم إغراؤهم للانضمام إلى الميليشيا، مقابل تأمين الحماية الأمنية لهم وتجنب التحاقهم بالخدمة العسكرية الإلزامية.

مشيرة إلى المنتسبين الجدد، يتقاضون راتبا شهريا يتراوح بين 70 ألف و100 ألف ليرة سورية، فضلا عن حصولهم على مساعدات غذائية شهرية.

استغلال لحاجة الأهالي

من جهته، صرح الصحفي أمجد الساري لـ “الحل نت” قائلا بإن طهران تريد ترسيخ جذورها بشكل أكبر في محافظة دير الزور ذات الموقع الاستراتيجي بالنسبة لإيران وميليشياتها العاملة في المنطقة، فتقوم بأمور عدة لتعزيز ذلك، سواء من خلال عمليات تجنيد الشبان والرجال مستغلة الظروف الاقتصادية المتدنية وانعدام فرص العمل، كما تقوم عبر المنظمات والمراكز الثقافية التابعة لها، بزيادة نشاطها الديني من خلال الأنشطة والدورات التي تستهدف بها الأطفال وطلاب المدارس والنساء أيضا.

مشيرا إلى أن ميليشيا “الحرس الثوري”، أنشأت أواخر الشهر الفائت، معسكرات جديدة لها بريف مدينة البوكمال بعد وصول تعزيزات عسكرية لها من العراق، تضم أكثر من 300 عنصرا بعتادهم الكامل، واختارت مكانا للمعسكر الأول في حي الكتف بوسط المدينة، والمعسكر الآخر بالقرب من منطقة الكورنيش.

الجدير ذكره، لا تزال الميليشيات الإيرانية تعمل على تعزيز وجودها في ريف دير الزور الشرقي غربي الفرات، باعتباره البوابة الوحيدة التي تصل الميليشيات التابعة لـ إيران بطهران عبر العراق.

وتعدّ مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، من أهم أماكن انتشار الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الأخرى التابعة له شرقي سوريا، كما تعد مركزا لدعم القواعد العسكرية وتحركات الميليشيات التابعة لإيران في المحور الشرقي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة