المسلسل الكارتوني الشهير “ذا سيمبسونز” والتنبؤات التي صدمت المشاهدين من خلال حلقاته، وسط مزاعم بأن منظمي البرنامج هم مسافرون عبر الزمن، مرة أخرى يثير الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول ناشطون مقطع فيديو قديما من المسلسل يعود إلى عام 2013، وقد توقع أبطاله ارتفاع أسعار الطاقة وخاصة الكهرباء خلاله.

سلسلة “ذا سيمبسونز” قد بدأ بث حلقاته منذ عام 1987 كرسوم كاريكاتورية قصيرة في برنامج “تريسي أولمان”، وهو برنامج متنوع كان يبث عبر شركة “فوكس” للإذاعة.

وبعدها امتد البرنامج إلى نصف ساعة، وظهر لأول مرة كعرض خاص بمناسبة فترة الأعياد في 17 كانون الأول/ ديسمبر 1989، ثم بدأ بثه بانتظام، في كانون الثاني/يناير 1990، بحسب موقع “بريتانيكا”.

لقد أثبت هذا المسلسل أنه ينبأ بشكل دقيق إلى حد ما للعديد من الأحداث السياسية والثقافية، حتى يشار إليه بقدرته على النظر إلى المستقبل بطريقة تفوق المحللين أو العرّافين أو علماء الفلك.

فمن هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وصولا إلى تنبأ دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، إلى تفشي فيروس “كورونا” المستجد من الصين، إلى أزمة الطاقة الحالية وخاصة في أوروبا.

التنبؤ بأزمة الطاقة

وفق المتداولون، فإن ارتفاع أسعار الطاقة ظهر في حلقة بعنوان “اختبار قبل التجربة”، تم بثها خلال عام 2013، ويظهر فيها أبطال المسلسل، وهم يعلنون عن ارتفاع قريب في أسعار الطاقة، وتتحدث فيه الشخصية عن تطبيق قواعد السوق الحرة بدون أي قيود للوصول إلى رقم فاتورة محدد، وفق تقارير صحفية.

وفقا للتقرير الصحفي، خلال المقطع المتداول لمسلسل “عائلة سيمبسون”، يظهر رقما بنسبة 17 بالمئة، يمثل الزيادة المتوقعة في فواتير الطاقة في ذلك الوقت، وهذا بالفعل ما يحدث حاليا، وفقا لمكتب الولايات المتحدة الأميركية وقالت الاحصاءات الوطنية سابقا أن أسعار الغاز والكهرباء للمستهلكين، ارتفعت بنسبة 17.1 ايضا. 8.7 بالمئة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها المسلسل الجدل، من ناحية استباق عرضه لأحداث أصبحت واقعا بالفعل بعد سنوات على عرضها، كما حدث شهر تموز/يوليو الفائت، حين قال ناشطون، إن المسلسل ذاته توقع حدوث موجة الحر الكبيرة في المملكة المتحدة.

قد يهمك: رحلة بشرية بين كواكب المجموعة الشمسية.. هل حلمتم يوماً بها؟

تنبؤات شهيرة سابقة

ضمن سياق تنبؤات المسلسل الشهيرة، هي أحداث 11 أيلول/سبتمبر، ففي موسم 1997، ظهرت صورة تذكرة كبيرة بأحد مشاهد المسلسل وكتب عليها في الأعلى “نيويورك”، وظهر فيها برجا التجارة العالمية اللذين دمرا في الهجمات الإرهابية عام 2001، ورقم تسعة وإشارة الدولار وعليها خطين، مما اعتبر حينها توقعا للحدث، واعتمد عليها الكثير من أنصار نظرية المؤامرة.

وفي مقابلة مع “نيويورك أوبزيرفر”، عام 2010، تطرق أوكلي، الذي كان حينها المنتج التنفيذي للبرنامج، إلى المصادفة “الغريبة”.

وقال: “لقد اخترنا سعر المجلة لأننا رأينا أنه رخيص بشكل يدعو للسخرية”، موضحا “أعترف بالفعل أنه أمر غريب، لأن رقم 9 دولارات يظهر في الحلقة الوحيدة بأي سلسلة بثت على الإطلاق، وكانت مبنية على فكاهات تخص مركز التجارة العالمي”.

كما ظهر في المسلسل أخطاء في الأصوات الانتخابية الأميركية، إذ في موسم عام 2008، كان رب العائلة يريد التصويت لصالح باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكن صوته يذهب إلى منافسه الجمهوري، جون ماكين، بسبب خلل في أجهزة تصويت المرشحين، وهذا ما حدث بالفعل في بعض مراكز الاقتراع بعد 4 سنوات حينما نافس أوباما، ميت رومني.

كذلك، خلال عام 2021 الفائت، أعاد ناشطون عرض مقاطع سابقة من المسلسل الكرتوني، عُرضت عام 2000، توقع خلالها وصول كامالا هاريس، إلى منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية.

https://twitter.com/simply_pharrell/status/1555994121436893184?s=20&t=ECsvf46Q-tW6iWIxxHmFfQ

وتظهر في الحلقة الجدلية، ليزا وهي الابنة الوسطة في عائلة سيمبسون، وقد تمكنت من الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة حين كبرت، ونقطة التشابه بين ليزا وكامالا، تكمن في أن الأخيرة كانت ترتدي ذات الملابس التي ارتدتها ليزا حين وصلت إلى البيت الأبيض، وهي عبارة عن سترة بنفسجية اللون، وطوق من اللؤلؤ، إلا أن بعض المشككين اعتبر أن ما ارتدته كامالا، جاء من وحي ملابس ليزا بشكل متعمد.

لكن وكالة “رويترز” ذكرت آنذاك أن النساء اللواتي تقلدن مناصب رفيعة، ارتدين درجات مختلفة من اللون البنفسجي خلال مراسم التنصيب الرئاسي في السنوات السابقة، مثل وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، والسيدة الأولى السابقة، ميشال أوباما.

ويرمز اللون البنفسجي إلى الحركة النسائية، التي تمكنت من الحصول على حق الاقتراع للمرأة الأميركية في العشرينيات، كما يرى البعض أن اللون يرمز إلى الوحدة بين الولايات الزرق (الديمقراطية) والحمراء (الجمهورية).

كذلك، توقع المسلسل الكارتوني العديد من الأحداث التي حصلت بالفعل، مثل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى السلطة، ووفاة نجم كره السلة الأميركي كوبر براينت وابنته، كذلك ابتكار الآيبود، وفوز ألمانيا بكأس العالم، وتجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على مواطني البلاد، والعديد من الأمور الأخرى.

وأيضا القبض على مسؤول الفيفا بتهمة الفساد، حين طلب من رب عائلة سيمبسونز، هومر، أن يكون حكما في مباراة بنهائيات كأس العالم عام 2014، لكن اعتقل على خلفية قضايا فساد، وحدث شيء قريب من هذا الأمر في العام التالي 2015، حينما اعتقل العديد من مسؤولي الفيفا على خلفية تهم فساد، وذلك وفقا لما نقلته وسائل إعلام غربية.

وتنبأ المسلسل بانهيار اقتصادي في اليونان، حيث في موسم عام 2012، تنبأت إحدى حلقات المسلسل بحدوث أزمة اقتصادية كارثية في اليونان، فرب العائلة، هومر سيمبسونز كان يقرأ خبرا بعنوان “أوروبا تعرض اليونان للبيع على موقع إلكتروني”، وفي العام نفسه أصبحت اليونان أول دولة متقدمة تتخلف عن سداد قرض صندوق النقد الدولي، ثم تفاقمت أزمتها الاقتصادية الشهيرة.

“البرمجة التنبؤية”

مطلع العام الجاري، تداول مستخدمون من الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا منشورات زعمت أن سلسلة المسلسل الأميركي، الشهير تنبأت بالاحتجاجات التي أقامها سائقو الشاحنات بكندا في كانون الثاني/يناير عام 2022، بسبب الأزمة الناجمة عن جائحة “كورونا”.

وأشارت وكالة “فرانس برس”، حينذاك إلى أن هذا ليس صحيحا، وأن الفيديو المتداول، هو عبارة عن دمج لمقطعين مختلفين، وأنه تم تعديله كي يوحي بأن منتجي المسلسل تمكنوا من التنبؤ بالاحتجاجات.

وحظي مقطع الفيديو المعدّل للمسلسل تحت عنوان “سيمبسون يتنبأ بهروب ترودو مع وصول سائقي الشاحنات”، بآلاف المشاركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، منذ نشره في 28 كانون الثاني/يناير الماضي.

وكشفت وكالة “فرانس برس”، آنذاك أن الفيديو مكون من مقطعين، الأول يظهر الأب هومر سيمبسون، وابنه بارت وهما يقودان شاحنة، لتنضم إليهما شاحنات أخرى، ولا علاقة لهما بأي احتجاجات، أما المقطع الثاني، فيظهر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، وهو يهرول خائفا من مكتبه، بعد مكالمة مع ليزا سيمبسون عندما طلبت منه الكشف عن “فضيحة سياسية”، وبيّنت الوكالة أن الحلقتين منفصلتان ولا تمتان لبعضهما بصلة.

وهذه المقاطع تنتشر تحت تسمية “البرمجة التنبؤية”، وهو مصطلح عرفته جامعة “أوهايو” ضمن علم النفس على أنه “النظرية القائلة إن الحكومة، أو غيرهم من المسؤولين الكبار، يستخدمون الأفلام أو الكتب الخيالية كأداة للتحكم في العقل الجماعي، لجعل السكان أكثر قبولا للأحداث المستقبلية المخطط لها”.

وبعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس عام 2020، تداول مستخدمون مقطع فيديو لمشاهد من المسلسل، تشبه ما حدث في العاصمة اللبنانية، ويظهر في الفيديو هومر، وهو يشتري متفجرات من متجر، وفي المشهد التالي، يحدث انفجار ضخم، وتظهر سحابة كبيرة، مثل تلك التي ظهرت في بيروت.

وقال البعض أيضا، إن بناية ظهرت في المشهد الكارتوني تشبه بناية أخرى، صورت في بيروت، ضمن المشاهد التي أعقبت الانفجار، وفق تقارير صحفية.

إلا أن تقريرا لموقع “سنوبيس”، وجد أنه تم التلاعب بالفيديو، حيث يجمع بين مشهدين من حلقتين مختلفتين، وذكر أن شخصية هومر دمر بالمتفجرات التي اشتراها غسالة أطباق، وليس مدينة بأكملها، وهو ما يتعارض مع ما أوحى به الفيديو.

كما وانتشرت صورة ظهرت في المسلسل لترامب، وهو يضع يده على كرة زجاجية برفقة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وهو ما حصل بالفعل خلال لقاء في مؤتمر لمكافحة الإهاب استضافته مدينة الرياض في السابق.

وزعمت منشورات أن المسلسل استعرض بالتفصيل هذه الصورة في حلقة نشرت عام 2002، أي قبل انعقاد الاجتماع عام 2017، لكن في الواقع نشرت الحلقة بعد أيام من زيارة ترامب.

قد يهمك: 6 حركات في لغة الجسد تجعلكم أكثر جاذبية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.