الأزمة الاقتصادية في سوريا، لم تترك أي قطاع دون أن تطاله ليتأثر بارتفاع الأسعار غير المسبوق، فمع ارتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات وغيرها ارتفعت أجور صالونات التجميل النسائية ومراكز التجميل بشكل عام.

“مكياج” بنصف مليون

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، يوم أمس الخميس، أشار إلى ارتفاع بأسعار الخدمات بالمراكز التجميلية وصالونات الحلاقة النسائية، التي باتت تختلف أسعارها وترتفع من شهر لآخر.

وحول أسعار أسعار الخدمات ببعض المراكز والصالونات في دمشق، وصلت تكلفة قص الشعر بأحد الصالونات إلى 12000 ليرة، والسيشوار 15000 ليرة، أما صبغ الشعر فبات يكلف بين 80000 إلى 125000 ليرة حسب طول الشعر، في حين بات يكلف مع سحب لون و”هايلايت أو بلياج” من 250000 إلى 600000 ليرة، وذلك حسب ما طلبه أحد الصالونات المعروفة في العاصمة.

أما بالنسبة لتكلفة تجهيز العروس (شعر، ماكياج ) فتراوحت الأسعار بين 400000 ليرة إلى 800000 ليرة، وبالنسبة لتقليم الأظافر والاعتناء بها مثل، جل إكستينشن وجيل بوليش وتركيب أظافر، فالأسعار تتراوح بين 30 و95 ألفا وأكثر، بحسب المركز أو الصالون ومكانه.

خدمات المراكز التجميلية، أيضا باتت أسعارها باهظة، فعلى سبيل المثال تنظيف البشرة يتراوح بين 70000 و150000 ليرة، مع الإشارة إلى أن أسعار باقي الخدمات مثل (الفيلر والبوتوكس والميزو والبلازما) باتت مرتفعة للغاية وقد تصل إلى المليون حسب نوع المادة المستخدمة.

إقرأ:مواد تجميل سورية يسرقها الإيطاليون.. ما قصتها؟

أسباب ارتفاع التسعيرة

التقرير نقل عن رئيس جمعية الحلاقين، سعيد قطان، مفاجأته من هذه الأسعار المبالغ بها، ولكن في الوقت نفسه طالب برفع التسعيرة ولكن ليس بشكل مبالغ فيه، وإنما أسعار عادلة ومنصفة تتماشى مع ارتفاع أسعار المواد التي يستخدمها الحلاق التي ارتفعت أضعافا، وتتماشى مع أجور العمال والموظفين لديه الذين يوجد لديهم تكلفة مواصلات أيضا والتي بدورها باتت باهظة جدا، مع الأخذ بعين الاعتبار أيضا أن الصالون في كثير من الأوقات يستخدم مولدة في أثناء تقنين الكهرباء، وبالتالي هذه المولدة تحتاج إلى مازوت والذي بات الحصول عليه مكلفا للغاية.

وأوضح قطان، أن هناك ضرائب باهظة يدفعها أصحاب الصالونات أيضا، قائلاً: “أحد الصالونات تصل ضريبته إلى 168 مليون سنويا، وهناك صالونات تدفع 100 مليون، وهناك صالونات تدفع 84 مليونا وأخرى 56 مليونا ولا يوجد ضريبة تحت 50 مليون ليرة”.

وبالإضافة إلى هذه الضرائب، يوجد إيجار المحل، حيث أن 98بالمئة من صالونات دمشق هي ليست ملكا وإنما إيجار استثمار، فهناك صالونات استثمارها بالشهر يصل إلى مليونين ونصف، وبالسنة 30 مليونا، وبالتالي تكون ضريبة هذا الصالون 58 مليونا، بحسب قطان.

ولفت إلى أن هناك تعرفة جديدة صدرت منذ حوالي الأسبوع وتم توزيعها على الصالونات، لكنه غير راضٍ عنها فهي غير عادلة مع هذه التكاليف.

وطالب قطان برفع التسعيرة على أن تكون عادلة ولا تتجاوز حدها، وعلى أن تأخذ بالحسبان تكلفة الضرائب والإيجار، ومازوت المولدة، وأجرة العامل الذي يأخذ بدل مواصلات، والمواد، والضيافة الموجودة في المحل، مضيفا أنه يتم التواصل مع المالية لأنها تضع 45بالمئة نسبة أرباح، وهنا تتم المطالبة بتخفيض هذه الضريبة، لأن الأرباح تذهب بين ضرائب 45بالمئة وإيجار محل ورواتب عمال 45بالمئة، فيما يبقى لصاحب الصالون فقط 10بالمئة أرباح.

قد يهمك:عمليات التجميل في سوريا.. 25 بالمئة من الرجال وغياب للرقابة

الحلاقة الرجالية وارتفاع التسعيرة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أنه، تم تقاضي أحد محلات الحلاقة بدمشق 50 ألف ليرة سورية كلفة حلاقة طفل قبيل عيد الأضحى الفائت، الأمر الذي اعتبره رئيس جمعية الحلاقين، سعيد قطان، غير مقبول، ويمكن للأهل التواصل مع الجمعية لمتابعة الأمر والتحقق من تقاضي هذا المبلغ.

وأشار القطان إلى أنه “ببعض الحالات تقاضى صاحب أحد المحلات 20 ألف ليرة وتبين لاحقا أن نصفها إكرامية”، وفق زعمه.

وأوضح أن “هناك تصنيفات للحلاقة الرجالية (ممتاز، أول، ثانٍ، شعبي)، وتسعيرة الممتازة كانت بـ 5000 ليرة، وستصبح 6500 ليرة، أما شريحة المحل الشعبي فأدنى حد هو 2000 ليرة، أما بالنسبة للحلاقة النسائية أصبح قص الشعر 5500 ليرة، بعد أن كان 4000 ليرة، أما السيشوار مع تسريحة 7000 ليرة.

ونوّه القطان إلى أنه، ليحقق الحلاق الربح من شريحة التصنيف الممتاز يجب أن يتقاضى 10 آلاف ليرة على الحلاقة، ووفقا لاستطلاع أجراه تبين أن 98 بالمئة من الحلاقين يستأجرون المحلات وليسوا مُلَّاكا، ولا يوجد محل يدفع صاحبه أقل من 500 ألف أجرا في الشهر، إلى جانب تكاليف المازوت للمولدة، كما أن 90 بالمئة من الصالونات النسائية التي ليس لديها مولدة لا تعمل وقت التقنين، وتعتمد على المواسم، أما صالونات الشباب تعمل صيفا وشتاء، إضافة إلى تكاليف الضرائب المالية التي تصل إلى الملايين في بعض الأحيان.

وفي حديث سابق مع أحد الحلاقين من العاصمة دمشق لموقع “الحل نت”، قال “الحلاق عادة ما يتقاضى ما بين 30-20 ألف ليرة سورية أي حوالي 4 دولارات، لحلق الذقن والشعر، أما إذا كان الشعر طويل ويطلب الزبون موديل معين مع سيشوار وهذا بالطبع يتطلب جهد إضافي، ومن الطبيعي أن يقوم الحلاق بتقاضي مبلغ أكبر وتصل أحيانا إلى 50 ألفا”.

ونوّه الحلاق في حديثه إلى أن “الأجور طبيعية إذا قارناه بالوضع المعيشي في البلاد، حيث لا يعقل أن نعمل بخسارة، فإيجار المحل ونفقات تشغيل مولدة الكهرباء وغيرها من مستلزمات المحل يصل إلى حوالي مليون ليرة سورية شهريا، فهل من المنطقي أن نعمل مقابل أجر أقل من هذا؟”.

واختتم حديثه بالقول: “المشكلة ليست في تسعيرة الحلاقين، إنما بتدني مستوى رواتب ومداخيل المواطنين في سوريا، وتدهور الليرة السورية أمام النقد الأجنبي، وارتفاع الأسعار بين فترة وأخرى، خاصة وأننا نشهد ارتفاع الأسعار في الأسواق يوما بعد يوم والناس غير قادرين على الشراء وهناك تقشف عند معظمهم”.

إقرأ:أطباء التجميل الأكثر عدداً بين الأطباء في سوريا

يذكر أن جمعية الحرفية للمزينين بدمشق وعن موافقة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، قامت في العام الفائت برفع أجور الحلاقة الرجالية والنسائية بنسبة 20 بالمئة رغم مطالبة الجمعية بزيادتها 50 بالمئة عن التسعيرة الأخيرة، بحسب “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.