تشهد سوريا منذ سنوات ارتفاعا يصفه باحثون بـ“المخيف“، في معدلات العنف المنزلي، والتي يستهدف بالدرجة الأولى النساء والأطفال، حيث وثّقت الجهات المعنية تعرض طفل لحرق جسده ولسانه في دمشق من قِبل والدة.

حرق جسد طفل

وزارة الداخلية السورية، أفادت بتعرض طفل يبلغ من العمر 12عاما، لحرق جسده ولسانه بواسطة سيخ حديد، على يد والده في مدينة القطيفة القريبة من العاصمة دمشق.

وجاء في بيان وزارة الداخلية الذي نشرته السبت: “أثناء تجوال إحدى دوريات مركز شرطة القطيفة، ضمن المدينة شاهدت طفل جالس على الرصيف وعليه آثار سحجات، حيث تم إحضار الطفل إلى مركز المنطقة للوقوف على حقيقة وضعه، ليتبين وجود آثار التعذيب والحروق على جسده ولسانه“.

وبحسب ما أوضحت الداخلية، فإن الطفل أفاد بتعرضه للتعذيب من قِبل والده، ليتم إحضار الأب، الذي اعترف بإقدامه على “تعذيب ولده علوان، وضـربه وحـرق جسده ولسانه بسيخ الحديد، بسبب افتعال ولده المشاكل ضمن المنزل ومع الجوار“.

وشهدت السنوات الماضية ارتفاعا في معدلات العنف الأسري ضد الأطفال، في وقت صُنفت فيه سوريا عام 2019، من بين أكثر الدول خطورة على الأطفال إلى جانب كل من أفغانستان والعراق والكونغو ونيجيريا ومالي، وأفاد تقرير أصدرته منظمة “أنقذوا الأطفال“، أواخر 2020، أن نحو واحد من بين كل خمسة أطفال يعيشون في مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها.

ودعت منظمة “أنقذوا الأطفال”، الجهات المانحة، والمجتمع الدولي إلى زيادة استثماراتهم في برامج الصحة العقلية في المنطقة، لمحاولة منع الأسباب المحتملة لمشكلات الصحية النفسية.

التأثيرات النفسية للعنف الأسري

يؤدي العنف الأسري إلى تدمير العلاقة الأسرية، وتحويلها إلى علاقة غير صحية يتعامل أطراف العلاقة فيها مع بعضهم بشكل قسري، بخاصة في مجتمع يعتبر الانفصال آخر الحلول لهذا العنف، تتفاوت التأثيرات النفسية على المرأة والأطفال من عائلة لأخرى، وذلك يتبع البنية النفسية للمرأة وكيفية تلقيها لهذا العنف ورد فعلها عليه، فمن المحتمل أن تتحول هذه المرأة لشخصية عنيفة في حالة من التماهي مع المعتدي، ومحاكاته فتمارس عنفها كرد فعل على أطفالها، أو تتلقى العنف بخضوع تام يسلب منها شخصيتها، ويجعلها غير قادرة على ممارسة حياتها بشكل طبيعي، وباعتبار أن العنف يشكل أنماط السلوك الإنساني، ويتوقف نمو الأفراد في الأسرة على وجود علاقة صحية فيما بينهم، فإن الآثار النفسية للعنف ستبقى حاضرة في حياة هؤلاء الأفراد طوال حياتهم محددة لقيمهم وسلوكهم في المجتمع، ويسبب العنف لدى الأطفال انعدام الثقة بالنفس، وتشوها في فهم العالم والعلاقات واهتزازا في السلوك.

بحسب المختص النفسي، أنس الحلبي، فإن للعنف تأثيرا نفسيا سلبيا على الأم والأبناء بالأخص. وقال حول ذلك في حديث سابق لـ“الحل نت“: “تتحول العلاقة في الأسرة إلى دائرة من العنف، فالزوج يعنف زوجته، وهي تعنف ابنها والطفل يمارس عنفه على أخيه، وقد ينتقل هذا العنف إلى المجتمع عن طريق ممارسة الأطفال له مع أقرانهم، ويؤدي العنف بين الزوجين إلى تبلد انفعالي لدى الأطفال حيث يصبحون عاجزين عن التعبير بالكلام وإنما بالعنف“.

في سياق متصل، تنطوي معظم العلاقات الأسرية على عنف من نوع آخر ليس جسديا وإنما رمزيا أو نفسيا، ولا تقل خطورة هذا العنف عن العنف الجسدي فهو يترك آثارا وتشوهات في بنية الفرد النفسية ومشاكل في التعبير عن الذات، وقد تناقلت تقارير صحفية مؤخرا، عن موت امرأة بسكتة قلبية في الثلاثين من العمر في ريف دمشق، واعتُبرَ موتها نتيجة لممارسات تعنيفية نفسية من قبل زوجها، الذي اعتاد على إحضار نساء إلى منزله، وإقامة علاقات معهن وزوجته داخل المنزل، الأمر الذي دفعها لأخذ أبنائها وترك المنزل والتوجه لمنزل والدها الذي يعيش مع زوجته بعد موت والدتها، لكن الزوج لم يكتف بذلك بل قام بأخذ الأطفال منها مما أدى إلى إصابتها بجلطة أفضت للموت.

قد يهمك: أثار شكوكها بالزواج عليها.. سيدة سوريّة ضربت زوجها بأداة حادة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.