قاعدة “التنف” العسكرية جنوب شرقي سوريا، تعرضت لعدة استهدافات خلال الفترة الماضية، وكان آخرها اليوم الإثنين، حيث استُهدفت القاعدة بهجوم بطائرات مسيّرة مجهولة الهوية، ما دفع التحالف الدولي للتعليق من جهته، وقال إن “هذا النوع من الهجمات تقوّض حرب التحالف على تنظيم داعش الإرهابي”.

هجوم مجهول!

قاعدة “التنف” العسكرية التي يستخدمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تعرضت صباح اليوم الإثنين، لهجوم شنته طائرات مسيّرة مجهولة المصدر استهدف فصيل “مغاوير الثورة” المتمركز داخل القاعدة في منطقة التنف بريف حمص الشرقي بسوريا.

وأفاد “مغاوير الثورة” في تغريدة على حسابه الرسمي في منصة “تويتر” إن “حامية التنف تعرضت صباح اليوم لهجوم بطائرات مسيّرة معادية مزودة بالمتفجرات بهدف قتل جنودنا”.

وأردف “مغاوير الثورة” أن قواته تصدت مع القوات الأميركية لهذه المسيّرات، مشيرا إلى أن الهجوم “لم يتسبب في وقوع إصابات أو أضرار”.

وخلص في تغريدته بالقول: “نقف معا على أهبة الاستعداد للدفاع عن منطقة 55 كم، والقتال من أجل سوريا الحرة”. وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم ولم يتم تحديد الجهة التي تقف وراءه.

التحالف الدولي يرد

في المقابل، علق التحالف الدولي من جانبه عبر بيان حول هذا الاستهداف، إن قواته ردت على الاستهداف باعتراض طائرات مسيّرة “بالاشتراك مع حلفائنا (مغاوير الثورة)”، في حين انفجرت أخرى داخل “مجمع سكني” تابع لـ”مغاوير الثورة”.

وأضاف البيان أن التحالف تمكن من إسقاط إحدى الطائرات وتفجيرها داخل القاعدة والتصدي لطائرة أخرى ومنعها من توجيه ضرباتها، مشيرا إلى أنه لم يتمكن من ضرب طائرات أخرى نفذت ضرباتها بدون أن توقع أي إصابات أو خسائر.

من جانبه، أدان قائد قوات المهام المشتركة لعملية “العزم الصلب”، اللواء جون برينان، الهجوم الذي وصفه بـ”العدائي”، وأردف برينان بالقول: “تعرض هذه الهجمات أرواح المدنيين السوريين الأبرياء للخطر وتقوّض الجهود الكبيرة التي تبذلها قواتنا الشريكة للحفاظ على الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش الإرهابي. يحتفظ أفراد التحالف بالحق في الدفاع عن النفس، وسنتخذ الإجراءات المناسبة لحماية قواتنا”.

هجوم روسي سابق

استهداف قاعدة “التنف” العسكرية لا يعتبر الأول من نوعه، إذ استُهدف نقاطا عسكرية لفصيل “مغاوير الثورة” في محيط قاعدة “التنف” في حزيران/يونيو الماضي، وبعدها بأيام قليلة، نشرت وزارة الدفاع الروسية تسجيلا مصورا، أكدت فيه استهدافها المنطقة.

وجاء الهجوم الروسي ردا على مزاعم تفيد بأن فصيل “مغاوير الثورة” نفّذ هجوما بقنبلة زرعت على جانب الطريق ضد القوات الروسية تسببت بوقوع جرحى وقتلى بين صفوف العسكريين الروس.

في حين أكدت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، أن الجيش الروسي شن ثاني هجوم له خلال شهرين بالقرب من قاعدة “التنف” العسكرية في سوريا، بحسب ما قاله المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية لمجلة “نيوزويك“.

قد يهمك: استفزازات روسية ضد قاعدة التنف.. ما النتائج؟

دعم لمواجهة إيران؟

فصيل “مغاوير الثورة” أكد أواخر تموز/ يوليو الفائت، إجراء التدريبات في قاعدة “التنف“، وقال عبر حسابه الرسمي في مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر“، إن تدريبات مشتركة مع القوات الأميركية جرت باستخدام الأسلحة والذخيرة الحية في “التنف“.

وأشار الفصيل المعارض، إلى أن “التدريبات الإرشادية والتدريبية الروتينية تعتبر حيوية في بناء قدرات مقاتلي مغاوير الثورة“.

وفي ضوء تقارير عن توترات روسية – أميركية في أعقاب القصف الروسي الأخير لمقر فصيل “مغاوير الثورة”، قامت القوات الأميركية في قاعدة “التنف” مطلع تموز/ يوليو بتدريبات عسكرية مستخدمة لأول مرة منظومة الصواريخ الأميركية “هيمارس”.

وخلال التدريبات العسكرية في منطقة التنف، بالقرب من الحدود الأردنية، نشر “مغاوير الثورة” صورا لمنظومة الصواريخ الأميركية “هيمارس” ومراحل إطلاقها.

وكان الهدف من التدريبات، بحسب بيان “مغاوير الثورة”، والذي اطلع عليه “الحل نت”، هو “إظهار قدرات القوات على حماية سكان المنطقة من أي اعتداء”، على الرغم من أن الفصيل لم يحدد موعدا محددا للتدريب، اكتفت بالقول إنه “تم مؤخرا”.

من جانب آخر، الصحفي والمحلل السياسي عقيل حسين، يرى أن إبقاء الولايات المتحدة الأميركية، على فصيل “مغاوير الثورة” بعد انتهاء معركة “داعش“، هو غالبا للتجهيز للمواجهة المحتملة مع الميليشيات الإيرانية في سوريا.

ويقول حسين في حديثه السابق لـ“الحل نت“: “هذه المواجهة يمكن أن تبقى مؤجلة إلى أن تحسم واشنطن قرارها في التعامل مع الجانب الإيراني، وهذا يتوقف على نتيجة المفاوضات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والغرب ودول الخليج وإسرائيل من جهة، وبين إيران من جهة أخرى فيما يتعلق بالملف النووي، وكل الملفات الأخرى العالقة بين الطرفين“.

وحول تصاعد وتيرة التحركات العسكرية في التنف، يمكن وفق رأي حسين، أن تكون هذه التحركات في إطار التصعيد ضد نشاط ميليشيات المخدرات بين سوريا والأردن.

“فصيل مغاوير الثورة” يكسب مؤخرا مزيدا من الاهتمام، خاصة بعد زيارة العميد الأميركي كارل هاريس، نائب القائد العام لعملية “العزم الصلب” التابعة للتحالف الدولي، لقاعدة التنف، واجتماعه بمهند طلاع، قائد الفصيل، الشهر الماضي. وسط أنباء عن مخطط لتوسيع انتشار الفصيل خارج حدود المنطقة 55، المحيطة بالتنف، بدعم من قوى إقليمية ودولية.

وفي تأكيد آخر على بقاء القوات الأميركية لردع التنظيمات الإرهابية والميليشيات الإيرانية، كشفت وزارة الدفاع الأميركية في وثيقة مالية، منتصف الشهر الفائت، عن الزيادة المتوقعة لعدد المقاتلين السوريين المعارضين خلال العام المقبل، والتي ستكون بمقدار 3 آلاف و500 عنصر، وبالتالي سيصبح التعداد الكلي 19 ألفا و500 عنصر.

وبحسب وثيقة “البنتاغون” فإن مهمة العناصر الجدد، ستتركز في “تولي حراسة مراكز الاعتقال التي يتواجد بداخلها مقاتلو داعش في سوريا“، لا سيما وأن تلك المراكز الواقعة في الحسكة، تضم التعداد الأكبر لمقاتلي “داعش” في العام، إذ تشير الوثيقة إلى أن “حماية هذه المراكز بشكل فعّال ضرورية لمنع عودة التنظيم من الظهور“.

قد يهمك: هل تُستخدم قاعدة التنف لمواجهة التحركات الإيرانية في سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.