بشكل متكرر، يتعرض لاجئون سوريون في تركيا إلى حوادث ذات طابع عنصري، بينما بات من الملاحظ ازدياد وتيرة هذه الحوادث بالتزامن مع تصاعد خطابات الكراهية والعنصرية بحقهم في البلاد.

منذ يومين، تعرض خمسة لاجئين سوريين لهجوم بالسكاكين من قبل مواطنين أتراك في مدينة بولو الواقعة في القسم الشمال من تركيا، الأمر الذي أدى لإصابة اثنين منهم بجروح خطيرة ليتم نقلهم إلى المشفى على الفور.

وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، بل سبقتها عدة حوادث عنصرية كان السوريون ضحيتها، أما السبب فيبدو لأنهم سوريين فقط.

نائب وزير الداخلية التركي، إسماعيل تشاتاكلي، علق على حادثة الهجوم التي وقعت في مدينة بولو مخاطبا زعيم حزب النصر التركي، أوميت أوزداغ، بالقول: “أنت لست إنسان، بسبب أكاذيبك تعرض أربعة أبرياء كانوا جالسين في حديقة في بولو للطعن وضرب أحدهم أيضا”.

ويعرف عن أوميت أوزداغ مدى عدائه لتواجد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، فيما تم تفنيد العديد من المزاعم والادعاءات التي كان قد أعلن عنها أوزداغ في أوقات سابقة، في الوقت الذي لا تحرك السلطات التركية ساكنا.

تحولت لجرائم!

مع تنامي خطاب الكراهية والعنصرية في الشارع التركي، يبدو أنه بات من الواضح مدى ارتباط ذلك مع تلك الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها السوريون في البلاد.

على إثر ذلك، يقول الصحفي السوري، عقيل حسين، لـ “الحل نت”: “بات واضحا للجميع بمن فيهم الحكومة والمسؤولين الأتراك، العلاقة الوثيقة بين تصاعد خطاب العنصرية والكراهية ضد اللاجئين السوريين في تركيا وبين تعرض هؤلاء اللاجئين للاعتداءات الجسدية والمعنوية”.

حسين يضيف، “بل إن مساعد وزير الداخلية نفسه اتهم رئيس بلدية بولو بالمسؤولية غير المباشرة عن حادثة الطعن الأخيرة بسبب خطاب هذا المسؤول المستمر والمليء بالتحريض على الأجانب ونشر الأكاذيب حول اللاجئين السوريين”.

وتعليقا على الهدف من ذلك، يتابع حسين، “على أي حال، بات ديدن العديد من أحزاب وقادة المعارضة التركية الذين بدأوا من سنتين على الأقل هذا النهج لكسب الرأي العام وصوت الناخبين في الانتخابات التشريعية القادمة عام ٢٠٢٣، لكن اللافت أن الحكومة ومسؤولين فيها باتوا يجارون هؤلاء العنصريين ببعض المزاودات وكذلك من خلال ممارسات غير قانونية كالترحيل القسري والعشوائي والتمييز بين التركي والسوري بالتعامل وحرمان اللاجئ من أي حقوق فقط من أجل كسب الناخب التركي والرأي العام، بالطبع ضاعف ذلك من حدة الخطاب العنصري ومن عدد حالات الاعتداءات ومن ظاهرة الكراهية للسوريين”.

سكوت وتجاهل

منذ قرابة سنتين والسوريون في تركيا يتعرضون لمواقف وتصريحات تحمل طابعا عنصريا فيما ازدادت وتيرة الترحيل القسري مقابل استمرار حديث المسؤولين الأتراك عن ارتفاع أعداد السوريين العائدين “طوعا” إلى سوريا.

وتصدرت خلال ذات الفترة أسماء مسؤولين أتراك، بات غالبية السوريين يعرفونهم بسبب تصريحاتهم المستمرة التي تحمل كراهية لتواجد اللاجئين السوريين في تركيا.

حسين يعلق على ذلك بالقول: إن “السبب الرئيسي لعدم التعامل الحكومي الحازم مع المسألة في البداية، ومن ثم الانخراط بها لاحقاً، عجز الحكومة أو تراخيها بالأصل عن مواجهة هذا الخطاب وهذه الظاهرة السلبية، لتجد نفسها بمرور الوقت مضطرة لمجاراة المعارضة في الأمر خشية خسارة الناخبين”.

وتزامن ما سبق مع انتشار مقاطع مصورة وصور وشهادات للاجئين سوريين تعرضوا للترحيل القسري، حتى أن العديد منهم يحمل وثائق “الكيملك” ولا يواجه أية مشاكل قانونية في البلاد.

الجدير بالذكر، أن الظروف المريرة التي يمر بها اللاجئون السوريون في تركيا، زادت من أعداد أولئك الذين يحاولون اللجوء إلى دول أوروبا في الآونة الأخيرة، وفق ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.