مع انتشار “الكوليرا” في مناطق شمال شرق سوريا، تتزايد مخاوف سكان المخيمات في محافظة إدلب، من تفشي المرض في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، والافتقار إلى الخدمات الصحية وخدمات الصرف الصحي وندرة مياه الشرب النظيفة.

مخاوف في المخيمات

عبد السلام اليوسف مدير مخيم “أهل التح”، قال لموقع “الحل نت”، إن “أكثر من 400عائلة في المخيم تعيش ظروف إنسانية هي الأسوأ منذ عشرة أعوام، بسبب تدني مستوى الدعم المقدم من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة”.

وأضاف اليوسف خلال حديثه، أن “جميع سكان المخيم متخوفون من انتشار وباء الكوليرا، بسبب عدم وجود مقومات الوقاية من المرض في المخيم، كالمياه النظيفة، ومشاريع الصرف الصحية الصحيحة”.

وأشار اليوسف إلى أن” المخيم يعتمد في عملية تصريف المياه الغير نظيفة عبر حفر صغيرة تقع على مقربة من الخيم المخصصة للسكن”.

وطالب اليوسف المنظمات المحلية والدولية بالتدخل سريعا، بهدف إقامة خط دفاع أول للمرض على حد وصفه.

من جانبه قال خالد المحمد أحد سكان مخيم “أهل التح” شمال إدلب، إن “الخوف كبير من انتشار الكوليرا وخاصة أنه لا توجد مشافي أو نقاط طبية قريبة من المخيم الذي نقيم به”.

لا إصابات مثبتة

وفي السياق نفسه، أكد الدكتور رفعات الفرحات معاون مدير “مديرية صحة إدلب”، أنه لا يوجد أي إصابات حتى الآن في محافظة إدلب بمرض “الكوليرا” الذي انتشر بمناطق شمال شرق سوريا.

وأوضح الفرحات خلال حديثه مع “الحل نت”، أن “عمل المديرية حتى الآن يقتصر على حملات التوعية في المخيمات، مؤكدا أن إدلب تعد منطقة عالية الخطورة في حال انتشر الوباء، بسبب الكثافة السكانية الكبيرة”.

مناشدات للمنظمات الإنسانية

محمد حلاج قائد فريق “منسقو استجابة سوريا”، قال لموقع “الحل نت”، إن ” تفشي المرض سيكون كاسحا لدى آلاف الأشخاص في حال انتشاره، وخاصة القاطنين في المخيمات الذين تتعرض حالتهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة التي تعاني منها مئات المخيمات ،إضافة إلى مخاطر الصرف الصحي المكشوف والذي يعتبر عاملاً لتفشي الأمراض”.

وأكد الحلاج خلال حديثه على ” أهمية تظافر الجهود مع المطالبة بتحرك المجتمع الدولي والأممي، لاسيما المنظمات الصحية المعنية، للقيام بدورها المطلوب، وتوفير الإمكانات اللازمة لمنع انتشار المرض بشكل فوري”.

وناشد الحلاج المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على التحرك بشكل عاجل لاتخاذ إجراءات الوقاية من مرض “الكوليرا” ضمن المخيمات.

ويبلغ عدد مخيّمات النازحين في شمال غربي سوريا 1489مخيما، يسكنها نحو مليون ونصف مليون نازحا، من بينها 496 مخيما عشوائيا.

ويفتقر النازحون في مناطق شمال غرب سوريا لمقومات الحياة، وتعيش المخيمات الواقعة قرب الحدود السورية التركية، أزمة إنسانية هي الأسوأ منذ سنيين، بسبب قلة الدعم المقدم من قبل المنظمات العاملة في المنطقة، إضافة لسوء الأوضاع الاقتصادية الناتجة عن التضخم العالمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة