لا يزال القطاع الطبي في سوريا يعاني من تدهور كبير نتيجة للدمار الذي لحق ببنيته التحتية، وهجرة مئات الأطباء، وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا القطاع لم ينجُ هو الآخر من ارتفاع الأسعار بالنسبة للخدمات التي يقدمها من خلال القطاع الحكومي، وخاصة ما يتعلق بالأطفال.

مشفى الأطفال وحُمى ارتفاع التسعيرات

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، اليوم الأربعاء، أشار إلى أن، الهيئة العامة لمشفى الأطفال الجامعي بدمشق، عدّلت سعر الإقامة ليوم واحد في القسم الخاص (الجناح الخاص) بالمستشفى.

وبموجب القرار، تم تعديل تسعيرة غرفة الخصوصي المفردة الممتازة من 3500 إلى 20 ألف ليرة سورية، وتعديل تسعيرة غرفة الخصوصي المزدوجة من 3 آلاف، إلى 15 ألفا باليوم الواحد، كما تم تحويل نسبة 10بالمئة من عدد الحواضن، لتصبح بشكل مأجور وقدره 25 ألف ليرة لليوم الواحد.

كما عدّل القرار أيضا أجرة المعاينة في العيادات الخارجية بمشفى الأطفال، لتصبح 500 ليرة، بدلا من 200 ليرة، للعيادات العامة، بينما تصبح 1000 ليرة، للعيادات الاختصاصية، والمراجعة مجانية مرة واحدة خلال أسبوع من تاريخ المعاينة.

مدير المشفى، رستم مكية، تحدث مسبقا عن صعوبات عمل الهيئة العامة لمشفى الأطفال الجامعي، والحلول المقترحة باعتباره مشفى تعليمي تخصصي شامل، ونوعي على مستوى سوريا.

وحول الصعوبات التي يواجهها المشفى، فإن أولها نقص الأطباء الاختصاصيين بكافة أقسام المستشفى، وصعوبة التعاقد مع أطباء اختصاصيين لأسباب إجرائية ومالية، ما دفع إدارة المشفى لاقتراح تسهيل الإيفاد الداخلي، والمرونة بآليات الاستجرار المركزي الخاص بوزارة الصحة، وتشييد مشافي تخصصية بالمحافظات لتخفيف الضغط عن مشفى الأطفال بدمشق.

ويُقبل الأطفال في المشفى منذ الولادة حتى 13 سنة للذكور فقط، ومنذ الولادة 14 سنة للإناث فقط، وتحديدا الحالات التالية، حالات إسعاف الحواضن من عمر 1 إلى 28 يوم، حالات إسعاف الرضوض، حالات إسعاف داخلية والتسممات.

ويرتبط المشفى بوزارة التعليم العالي إداريا، وبكلية الطب في جامعة دمشق علميا، وتضم عدة أقسام هي قسم الإسعاف، ومخبر زرع النقي، والعمليات، ووحدة القثطرة القلبية، ومخبر الحموض الأمينية ووحدة الكلية الصناعية، والخديج والحواضن، وشعبة أمراض الدم والأورام، وغرفة زراعة نقي العظام، أما بالنسبة للجناح الخاص، فيحتوي على 30 سرير، وهو مخصص لمن يرغب بناء على طلب ذوي المريض.

إقرأ:المشافي السورية قائمة على أكتاف الممرضين.. أين دور الأطباء؟

مبالغة في أجور العمليات والإقامة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أن هناك مبالغة في أسعار بعض العمليات الجراحية وأصبحت مكلفة جدا بالنسبة لدخل المواطن.

وأوضح التقرير، أن التسعيرة الجديدة مرتفعة فمثلا عملية “الولادة القيصرية” بمعدل 15 – 20 وحدة طبية، أي 80 ألف ليرة سورية على الأقل.

أما في سياق تكاليف الإقامة في المشافي، فإن ذلك يعتمد على تصنيف المشافي لدرجات اعتمادا على إمكانية المشفى، وعدد الغرف وعدد الأسرّة، وتحدد الإقامة وكلفة السرير من 50 إلى 100 ألف ليرة سورية في اليوم الواحد، أما في حال تجاوز هذا الرقم فهذا يعتبر مخالفة. إلا أن التكاليف الحقيقية للإقامة في المستشفيات في العاصمة دمشق، تتجاوز الـ 100 ألف ليرة سورية، لليوم الواحدة مهما كان تصنيف المشفى.

قد يهمك:الكشف عن قائمة جديدة من الأطباء المزيفين في سوريا

سمسرة نقل المرضى

تقرير سابق لـ”الحل نت”، بيّن أنه في بعض الأحيان بمستشفى “المواساة” الجامعي بدمشق، في قسم الإسعاف، يتم نقل المريض إلى مستشفى خاص. بالاتفاق بين بعض المسعفين وأحد المستشفيات الخاصة مقابل نسبة مالية معينة لكل مريض يتم تحويله إلى المستشفى الخاص.

ويتم الأمر بعدة حجج من قبل المسعفين، إما لعدم وجود أماكن، أو بمحاولة إقناع المريض بأنه لن يلقى العلاج بشكل كبير إلّا في مستشفى خاص.

من جهة ثانية، أدى عدم اهتمام ودعم الحكومة السورية بالقطاع الطبي، وخاصة من ناحية الرقابة ورفع الأجور، إلى خلق فوضى في تسعيرة “الكشفيات”، فضلا عن وجود أطباء مزيفين يمارسون الطب بشهادات مزورة.

فبحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، تمت إحالة بعض الحالات لأشخاص مارسوا مهنة الطب بعد أن تبيّن أنهم ليسوا أطباء أمام القضاء، ومن بين الحالات التي تم ضبطها، وجود شخص يمتهن المعالجة الفيزيائية، وهو لا يحمل شهادة في هذا التخصص.

كما تم القبض على شخص آخر لأنه حاصل على شهادة معهد في مجال المعالجة الفيزيائية، ولكنه افتتح عيادة خاصة له كطبيب لسنوات، وبعد ذلك اكتشف أنه ليس طبيبا.

يذكر أن هناك نقصا بعدد الأطباء في كثير من الاختصاصات كالنفسية والعصبية، وخاصة خلال الفترة السابقة، إضافة للنقص في عدد أطباء التخدير على الرغم من الحاجة الكبيرة لهم للتدخل في اختصاصات كثيرة أخرى، حيث لا يمكن إجراء أي عمل جراحي أو تصوير للأطفال دونه.

إقرأ:تصرفات صادمة في دمشق.. سمسرة بنقل المرضى من المشافي العامة إلى الخاصة

ويبلغ عدد أطباء التخدير المسجلين بفرع دمشق 245 طبيبا، وتخلى عن عمله 41 طبيبا، وما تبقى موزعين على القطاعات الطبية المختلفة، بحسب “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.