حذّر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الروسية إيغور كوستيوكوف، من أن “هناك خطرا من تحول سوريا إلى ساحة مواجهة إسرائيلية إيرانية”.

وأضاف كوستيوكوف، في مؤتمر موسكو للأمن الدولي، الذي عُقد في موسكو يوم أمس الثلاثاء، أن “التحول المحتمل لسوريا إلى ساحة مواجهة إسرائيلية إيرانية ينذر بالخطر”، وفق ما أوردت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية.

الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يعقوب ناجل، قال في حزيران/يونيو الفائت، إن “إسرائيل لن تترك سوريا تتحول إلى ساحة معركة لدول أخرى”، مضيفا أن “المكاسب المالية والتعافي السوري لن يتحقق ما دامت إيران موجودة في سوريا”، بحسب ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في حينه.

من جهة ثانية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أن إيران تبذل جهودا كبيرة في تحسين دفاعاتها الجوية، في المواقع التي تنفذ فيها إسرائيل هجمات جوية، في الوقت الذي تؤكد فيه تقارير صحفية، أن إسرائيل تعزز دفاعاتها الجوية بشكل كبير، هي الأخرى، في ضوء تهديدات الطائرات المسيّرة الإيرانية المتزايدة.

وبحسب تقارير استخبارية إسرائيلية، نقلتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مؤخرا، فإن إيران تحاول إنشاء مجموعة من صواريخ أرض جو في سوريا، ولبنان والعراق وأماكن أخرى، في محاولة لتعطيل الغارات، وإسقاط الطائرات الإسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة، أنه “كجزء من الرد على هذا التهديد، حثّ الجيش الإسرائيلي مصنّعي الدفاع على تشغيل نظام دفاع صاروخي قائم على الليزر، بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يتلقى الجيش مزيدا من أنظمة القبة الحديدية في غضون عامين”.

معطيات تشير إلى تصاعد التوتر بين الطرفين في سوريا، ما يُنذر باندلاع حرب تتعدى مجرد تنفيذ إسرائيل لهجمات على مواقع إيرانية داخل الأراضي السورية.

إقرأ:أسباب اعتراف إسرائيل بقصف دمشق.. تصعيد أوسع مرتقب؟

إيران لا تسعى للحرب

بحسب العديد من التقارير الصحفية، التي اطلع عليها “الحل نت”، فإن المسؤولين الإسرائيليين، يؤكدون دائما، أن إسرائيل لن تتردد باستهداف إيران، وستتحرك في أي وقت ومكان لضمان أمن إسرائيل، فهم بالإضافة لما يرونه خطرا متمثلا بالبرنامج النووي الإيراني، يدركون أيضا الخطر الذي يشكله تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا على حدود الجولان.

وخلال السنوات السابقة، اعتمدت إسرائيل نهجا قائما على تنفيذ غارات جوية وصاروخية على مواقع هذه الميليشيات وعلى شحنات الأسلحة، لكن ومع التمدد الإيراني الكبير في سوريا، والتوتر بين الطرفين، بات من الممكن أن تتحول سوريا لساحة حرب كبيرة بينهما.

وفي هذا السياق، يرى الباحث في الشأن الروسي، طه عبد الواحد خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن احتمال توسيع المواجهة بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية قائم منذ الساعات الأولى لدخول الإيرانيين وميلشياتهم الطائفية إلى سوريا، وتوسيع نشاطهم في المناطق الحدودية مع الجولان السوري، لافتا إلى أنه من الممكن أن تُقدم إسرائيل على شن حرب واسعة النطاق في سوريا ضد إيران وبدعم من حلفائها إذا كان هذا الحل، هو الوحيد للحفاظ على أمنها.

وحول رغبة إيران بحصول مواجهة من هذا النوع، أكد عبد الواحد، أن إيران، لا تريد هذه المواجهة، وهي تكذب حين تدعي أنها في سوريا أو لبنان من أجل المقاومة، والدفاع عن “القضية الفلسطينية”، هي كما يعلم الجميع تستغل هذه الشعارات لتعزيز نفوذها في المنطقة، وأي حرب مع أي طرف رئيسي في المنطقة، وخاصة إسرائيل يهدد بنسف كل ما حققته إيران خلال تواجدها في سوريا.

قد يهمك:ما نتائج زيارة جو بايدن إلى “إسرائيل”؟

احتمالات مفتوحة لحرب واسعة

العديد من الخبراء، أشاروا إلى أنه في حال اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل على نطاق واسع، فإن سوريا هي الجغرافية الأمثل لهذه الحرب خاصة بالنسبة لإسرائيل، فالمسافة الجغرافية بين الطرفين بعيدة وتحتاج لإمكانيات عسكرية ومادية مضاعفة، ولكن ذلك لا ينفي قدرة إسرائيل على توجيه ضربات في العمق الإيراني بشكل محدد الأهداف.

وفي هذا السياق، يرى عبد الواحد، أنه من الصعب تخمين شكل هذه الحرب إن اندلعت، لكن ما يمكن تصوره، أن إيران ستعمل على الزج بمجموعات طائفية من لبنان والعراق وأفغانستان في تلك الحرب إلى جانب قوات “الحرس الثوري” الإيراني، مبيّنا أنها ستكون حربا تعتمد على التقنيات الحديثة، وستكون الطائرات المسيرة عنصرا أساسيا فيها إضافة لمنظومات الدفاع الجوي الحديثة ووسائط الحرب الإلكترونية المتقدمة.

وأشار عبد الواحد، إلى أنه في حال اندلعت هذه الحرب بين إيران وإسرائيل، فإن الولايات المتحدة لن تقف جانبا، وستدخل على الخط بكل قوتها، ما يعني انتقال الحرب إلى إيران نفسها ومنطقة الخليج العربي، وبشكل عام فالسيناريوهات هنا كثيرة ومتشعبة ولا يمكن تصور في اي اتجاه ستسير الأمور.

إقرأ:إسرائيل تلوح بضرورة إعادة فرض العقوبات على إيران.. ما علاقة الملف النووي؟

الغارات مستمرة في سوريا

خلال اجتماع رؤساء مجالس الأمن القومي لروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، في صيف عام 2018، تم الاتفاق بين الأطراف الثلاثة على أن أمن إسرائيل أولوية قصوى بالنسبة لهم، ومنذ ذلك الوقت أُعطيت إسرائيل الضوء الأخضر لاستهداف المواقع والتحركات الإيرانية في سوريا.

وبحسب مراقبين لـ”الحل نت”، فإنه لا يوجد وقت محدد للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران، خاصة في سوريا، فالطائرات الإسرائيلية لم تتوقف أبدا عن استهداف المواقع الإيرانية، ومواقع “حزب الله” في سوريا، وهي تملك الضوء الأخضر للعمل بحرية في سوريا، من قبل الأميركيين والروس.

ولفت المراقبون، إلى أن إسرائيل تخوض حربا متعددة الأوجه ضد إيران وحتى في العمق الإيراني، من خلال اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين، أو من خلال هجمات سيبرانية وإلكترونية قادرة على تعطيل العمل بالمنشآت النووية الإيرانية، أو القيام بعمليات تخريب في بعض المنشآت من خلال عملاء وجواسيس تابعين لها داخل إيران.

قد يهمك:استراتيجية إسرائيلية جديدة ضد إيران.. تصعيد واسع؟

احتمالات مفتوحة للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران خاصة في سوريا، فإيران ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، تعمل على زيادة قوتها العسكرية في سوريا، وهذا ما يسبب قلقا أمنيا متزايدا لإسرائيل، ما يجعل التصعيد مستمرا وبانتظار لحظة الإنفجار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.