لا تزال الجندرما التركية المتمركزة على طول الحدود السورية التركية، من الجهة الشرقية والشمالية الغربية من البلاد، تزيد من حصيلة انتهاكاتها المستمرة، في منع اللاجئين السوريين من العبور إلى أراضيها بطريقة غير شرعية، لتشبع ممن يتم إلقاء القبض عليه ضربا، إضافة لإطلاق الرصاص الحي عليهم بشكل مباشر، ولم يكن ذلك ليحصل لولا تجار البشر الذين يعملون إما لصالح فصائل المعارضة السورية، أو لصالح الضباط الأتراك نفسهم المتواجدين ضمن المحارس المنتشرة على طول الجدار التركي. 

3500 دولار مقابل الرحلة 

الصحفي غيث السيد، قال لموقع “الحل نت”، إنه ” في الخامس عشرة من الشهر الحالي، حاولت العبور إلى تركيا، بطريقة غير رسمية، بعد أن استنزفت جميع المحاولات بطريقة قانونية عن طريق المعابر، وكان يأتي الرد بالرفض، أو بعد طلب مبالغ مالية هائلة من قبل الفصائل المسيطرة على المعابر، وبطلب من المخابرات التركية”. 

وأضاف السيد، أن “محاولة الدخول بطريقة غير شرعية، كانت عبر طرق التهريب التي توصل إليها عبر مجموعة من تجار البشر(المهربين)، والذين تربطهم علاقة مع فصائل الجيش الوطني في منطقة ريف عفرين الواقعة تحت إدارة الجانب التركي شمال غرب سوريا”.

وأشار السيد، إلى أن “العدد الذي كان ضمن الدفعة المقرر خروجها، 10 أشخاص بينهم ثلاثة نساء وأطفال، وأن المهرب أخذ مقابل دخول كل شخص 3500 دولار أمريكي، ليضعهم في منتصف الطريق،  ويكتشفون بعدها، أن دخولهم بهذا الطريق لم يكن بتنسيق مع الضباط الأتراك، وكانت وعود المهرب كاذبة”. 

الجندرمة تعتدي بالضرب والشتائم 

السيد أكد خلال حديثه لموقع “الحل نت”، أن “عناصر الجدرمة التركية ألقت القبض عليهم في منتصف الطريق، بعد أن أصبحو على مقربة من إحدى قواعد الحراسة على الجدار التركي”.

وتابع السيد تفاصيل الحادثة بقوله، “وجدونا داخل الوادي ومن ثم قاموا بضرب جميع الشباب وتفتيشهم وأخذ هواتفهم وتوجيه كلمات بذيئة وتصويرنا أمام العربة، ثم تم اصطحابنا إلى جانب برج مراقبة للحراس بالقرب منه يوجد به حفرة شبيهة بتلك التي ظهرت في مجزرة حي التضامن”.

وأردف قائلا، “وطلبوا منا النزول بانتظام والوقوف في صف كأن عملية التصفية ستتم ، بعد ذلك بقليل، سمعنا تلقيم البنادق التي كانوا يحملونها، وساد الصمت أكثر خمسة عشر دقيقة بعد أن وضعونا في الحفرة تحت أشعة الشمس وبعد سماعهم لبكاء الأطفال والنساء، تحدث إلينا جندي وطلب منا الانعطاف إلى الأمام”.

أكد السيد، أن “عناصر الجندرمة التركية وجهوا العديد من اللكمات والركلات مباشرة على ركبتي الشباب بهدف التسبب في إصابة خطيرة، وثم تسليمنا مع جميع ملحقاتنا دون إنقاص عبر سُلّماً من خلال الجدار لأفراد أحد الفصائل العسكرية الذين بدورهم قاموا بحماية المهرب وتركوه بعد أن تعرفوا عليه”.

ونوه السيد إلى أن “عناصر من الجيش الوطني، نقلونا إلى أحد المقرات وأخذوا شهادة الجميع، ثم نقلونا إلى سيارة أخرى باتجاه مركز آخر عندما تسمع اسمه يراود اليك أن الهدف من عمله سيكون هو حماية المواطن ومكافحة من يسيء للعوام ويرهبهم، حيث أخبرنا الشخص الذي ينقلنا إما أن يدفع كل شخص غرامة قدرها 300 ليرة تركية، أو ينقل إلى المركز بدافع التخويف والترهيب” .

وفي 21 شباط / فبراير الماضي، قتل الطفل رشيد الرفاعي 12 عاما، بعد استهدافه بشكل مباشر من قبل القوات التركية، أثناء تواجده قرب مخيم للنازحين في قرية عين البيضا المحاذية للحدود السورية التركية.

ولم تكن حادثة مقتل الطفل رشيد الأولى من نوعها، بل عملت القوات التركية نهاية كانون الثاني/ يناير على إطلاق الرصاص بشكل مباشر على الطفل عبد الله خالد سكيف البالغ من العمر 14 عام، مما تسبب بإصابته بجروح خطرة نقل على إثرها إلى المشافي القريبة من المنطقة، ليلقى حتفه بعد إسعافه من قبل أهالي قريته.

وتشهد الحدود التركية السورية، بشكل متكرر حوادث قتل تطال مدنيين بينهم أطفال، يحالون العبور إلى الجانب التركي بطرق غير شرعية، ولطالما كانت وراء عملية القتل، عناصر من الجندرمة التركية، وقوات من الحرس الحدود التركي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.