القطاعات الاقتصادية والخدمية في سوريا، باتت أحد أبرز أهداف الهيمنة الإيرانية، فإيران التي تعتبر أنها دعمت دمشق منذ العام 2011، بمبالغ هائلة، تسابق الزمن لتحقيق مكاسبها في مختلف القطاعات السورية، ومن بينها قطاع الكهرباء.

كهرباء حلب بيد إيران

بحسب تقرير لموقع “أثر برس” المحلي اليوم الأحد، فقد أعلنت شركة “مبنا” الإيرانية، يوم أمس السبت، انتهائها من أعمال إعادة تأهيل المجموعة الخامسة من المحطة الحرارية في حلب، وذلك عبر صفحة “المستشارية الثقافية الإيرانية” في سوريا على منصة “فيسبوك”، في حين أكد وزير الكهرباء السوري، غسان الزامل، أن الوزارة لا تزال تقوم بإجراءات واختبارات ما قبل التشغيل النهائي، وهي الآن باتت في المراحل النهائية وعندما يتم الانتهاء منها سيتم الإعلان عن تشغيل المجموعة الخامسة مباشرة.

وأوضحت “المستشارية الإيرانية”، أن شركة “مبنا” تمكنت من إصلاح المحطة، مشيرة إلى أن محطة حلب الحرارية رافعة كبيرة ومهمة في شبكة الكهرباء السورية، حيث كانت تُنتج قبل الحرب 1100 ميغاواط، أي أنها ستحدث تغييرا في موضوع الكهرباء إذا ما عادت لكامل طاقتها الإنتاجية.

وبقيام إيران بإصلاح هذه المحطة، يرى مختصون أنها باتت تتحكم بقطاع الكهرباء في حلب، بالإضافة إلى تغلغلها في قطاع الكهرباء في محافظات ومدن أخرى.

إقرأ:مصانع إيرانية جديدة في سوريا.. ماذا بعد ذلك؟

محطة حلب ليست الوحيدة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أن إيران حصلت صيف العام الماضي، على استثمار صيانة محطة محردة لتوليد الكهرباء مقابل الفوسفات، حيث أعلنت حكومة دمشق حينها أن هناك تفاوضا مع شركة إيرانية لتأهيل مجموعات توليد محطة محردة على أساس المقايضة بالفوسفات.

كما أعلن وزير الكهرباء، غسان الزامل، في نيسان/أبريل 2021، أن غسان الزامل، عن تعاقد مع إيران بقيمة 124 مليون يورو، لتأهيل عدد من المحطات الكهربائية.

وفي سياق متصل، في نهاية العام الماضي، جرت العديد من الاجتماعات انتهت باتفاقات بين المؤسسة العامة للإسكان، وشركة “لاسازة غستران ولاية مدار” الإيرانية، ويبحث من خلالها آلية تطوير العمل المشترك، في مجال بناء الوحدات السكنية المزودة بالطاقة الشمسية، وذلك من خلال صندوق دعم استخدام قانون الطاقة المتجددة لدى وزارة الكهرباء، والذي صدر بقرار من الرئيس السوري بشار الأسد في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

وأيضا، أشار تقرير سابق لـ”الحل نت”، إلى أن إيران تبذل جهودا مستمرة ومتكررة في سوريا، من أجل إيجاد مشاريع اقتصادية طويلة الأمد، من بينها مصنع الطاقة البديلة ومعمل لتصنيع الحديد الاسفنجي وتطوير القضبان.

وعلى الرغم من أنه مشروع مكلف وطويل الأمد، إلا أنه منتج أيضا، وبالتالي فإن إيران ستتمكن من توسيع نفوذها أكثر ولسنوات طويلة، حيث تسعى من خلال هذه المشاريع، لإمداد وتأمين رواتب الميليشيات التابعة لها في سوريا ولبنان، وعلى رأسها ما يسمى بـ “الدفاع الوطني” التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني و “حزب الله” اللبناني.

وبين التقرير، أن إيران تسيطر بالفعل على الكثير من المفاصل الاقتصادية والخدمية، وتسعى لأن تكون هي من تستحوذ على هذه القطاعات للاستثمار فيها، بصرف النظر عن المعاناة التي يعيشها السوريون.

قد يهمك:إيران وروسيا تتقاسمان استثمار الكهرباء في سوريا.. ما الثمن؟

يذكر أنه قبل العام 2011، كانت تعمل في سوريا، 13 محطة كهرباء باستطاعة 400 واط، دُمر منها 6، وأعيد لاحقا 3 منها للعمل كما يوجد 82 محطة تعمل باستطاعة 230 كيلو فولت، دُمر منها 35 محطة،وأُعيد تشغيل 17 منها، بالإضافة لوجود 345 محطة باستطاعة 66 فولط، دُمر منها نحو 132 محطة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة