تعاطي المخدرات أو الاتجار بها في سوريا، توسعت دائرتها مع بدء الأزمة السورية قبل نحو 11 عاما نتيجة الحرب المستمرة والفوضى الأمنية، والعامل المعيشي والاقتصادي الذي يلعب دورا في انحراف الشباب، وفق مسؤول أمني في “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا.

وتجارة المخدرات منتشرة بمختلف مناطق السيطرة في سوريا ولو بنسب متفاوتة، لكن المراقب لواقع الشمال السوري يستشعر توسع دائرة المتعاطين مع الزمن، بالرغم من الحملات الأمنية المتكررة لاعتقال التجار والمروجين.

ملاحقة شبكات الترويج

نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الداخلية في “الإدارة الذاتية” بإقليم الجزيرة، ريان آخته، قال لموقع”الحل نت”، إن “قوى الأمن الداخلي (الأسايش) وقسم مكافحة المخدرات صعدت في الآونة الأخيرة حملاتهم لملاحقة الخروقات وشبكات الترويج والمتعاطين بالحبوب المخدرة شمال شرقي سوريا”.

وأضاف آخته، أنه “تم إلقاء القبض على العديد من الشبكات التي تروج لتلك المواد، أو تتاجر بها أو تقوم بتصنيعها، كما صادرت قواتنا كميات كبيرة من الحبوب المخدرة والكوكائين والحشيش”.

وأواخر تموز/يوليو الفائت، ألقت “الأسايش” القبض على ستة أشخاص تثبت تورطهم بتجارة الحبوب المخدرة والترويج لتعاطيها في مدينة الحسكة، وفق بيان لـ “الأسايش” على موقعها الرسمي.

وأشار البيان، إلى أنه “ضبط بحوزتهم كمية من حبوب أنديترو التي تصنف ضمن قائمة الحبوب المخدرة ويؤدي الإفراط من تعاطيها للإدمان والهلوسة كما بلغ عددها 8970 (ثمانية آلاف وتسعمئة وسبعون حبة)”، بحسب البيان.

وأواخر حزيران/يونيو الماضي، نشرت “الأسايش” حصيلة عملياتها وضبوطاتها في مجال مكافحة المخدرات خلال عام كامل، حيث ضبطت “ثلاثة ملايين و أربعمائة و اثنان و أربعون ألف و أربعمائة و ثلاثون حبة مخدرة، وخمسمائة و عشرة كيلو غرام و سبعمائة وسبعة وثمانون غرام من مادة الحشيش المعجون”. 

إقرأ:استثمارات خليجية في سوريا.. هل تنتعش مناطق الشمال؟

أماكن تصنيع المخدرات

المسؤول الأمني في “الإدارة الذاتية”، أشار إلى أن أكثر المناطق التي تصدر هذه المواد أو تصنع فيها، هي مناطق سيطرة حكومة دمشق، مضيفا أنها تصدر هذه المواد إلى دول الجوار كلبنان والأردن ومصر السعودية بكميات كبيرة وأساليب تهريب مختلفة.

وأواخر حزيران الماضي، كشف تحقيق نشرته المجلة الألمانية دير شبيغل، تورط حكومة دمشق عبر وحدات عسكرية وعصابات مسلحة ومقربين من الرئيس السوري بشار الأسد، في تجارة مخدرات تجاوزت قيمتها في عام واحد 5.7 مليار دولار، وأضحت حاليا أهم ما يتم تصديره من سوريا، بحسب التحقيق.

كما تتركز تجارة هذه المواد السامة في مناطق السيطرة التركية والفصائل السورية المعارضة المدعومة منها، شمال غربي سوريا، وفق المسؤول الأمني.

وبحسب نشطاء، فإن “الكمية الأكبر من المواد المخدرة، كالحبوب المخدرة مثل الكبتاغون والترامادول والهيدروكسي، في مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني السوري والنفوذ التركي، مصدرها مناطق حكومة دمشق.

حيث يجري نقلها “عن طريق الميليشيات الإيرانية وعملائها من لبنان، وصولا إلى مناطق ريف حلب المتاخمة لمناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف عفرين، ويجري تسلمها من قبل تجار في مناطق المعارضة والإتجار بها في المنطقة”.

قد يهمك:الشمال السوري.. كيف يكسب “أبو عمشة” 30 مليون دولار سنوياً

خطوط تهريب رئيسية

مركز “جسور” للدراسات، أكد في دراسة نشرها مطلع العام الجاري، وجود معامل لكبس حبوب الكبتاغون في شمال غربي سوريا، تتبع لشبكات استفادت من علاقاتها مع “فصائل المعارضة”، وتستفيد من خطوط التماس مع حكومة دمشق للعمل مع شبكات تهريب تابعة لـ “حزب الله” اللبناني في ريف حلب، وإدخال أنواع مخدرات جاهزة للبيع، أو مواد أولية.

وكشفت الدراسة عن خطوط رئيسية لتهريب المخدرات، الأول عند نقاط التقاء بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لميليشيا مرتبطة بـ “حزب الله”، حيث يتم تهريب المخدرات منها إلى عفرين، وبعدها يتم التوزيع ضمن مناطق سيطرة المعارضة أو التصدير خارج سوريا.

ويقع الخط الثاني بين بلدة الراعي بريف حلب الشمالي وتركيا، وهذا لا يعني عدم وجود نقاط أخرى على طول الشريط الحدودي، لكن الاعتماد عليها يرتبط بالظروف الأمنية، بحسب الدراسة.

إقرأ:إعفاء مناطق “الإدارة الذاتية” من عقوبات “قيصر” يفتح الأبواب أمام مشاريع استثمارية

والسبت الفائت، أعلنت وزارة الداخلية التركية، عن ضبط مليوني حبة كبتاغون مخدرة، أثناء تفتيش شاحنة بمنطقة أكدنيز في مدينة مرسين جنوبي البلاد، قادمة من سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.