لدعم خطة إعادة مليون لاجئ سوري والتي أعلن عنها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أيار/مايو الماضي، ارتفعت أعداد منازل “الطوب” المبنية في شمال سوريا إلى 62 ألفا و145 منزلا، بينما من المتوقع أن تصل إلى 100 ألف و603 منازل، وفق ما أكده وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، بداية الشهر الحالي.
ومنذ يومين وتحت عنوان “إذا عدت، بعد 10 سنوات، سيكون المنزل الذي تسكنه لك”، ذكرت صحيفة “يني شفق” التركية، أنه ستُعطى المنازل للسوريين الذين يعودون طوعا في نهاية هذا العام، ويتعين على هؤلاء السكن في المنزل لمدة 10 سنوات، فإن بقي فيه سيتم منحه إياه.
الصحيفة، ذكرت في تقريرها أيضا، أن “هناك قرابة 70 بالمئة من السوريين في تركيا سيعودون طوعا للحصول على سكن دائم، حسب استطلاع للرأي”.
في المقابل، يبدو أن هناك حالة رفض لدى غالبية اللاجئين السوريين الذين تواصلنا معهم خلال إعداد التقرير لمسألة العودة الطوعية إلى سوريا، وسط ترقب وحذر لما قد يتعرضون له في الأشهر القادمة.
ومع حالة الرفض هذه، تتزايد أعداد المرحلين السوريين، حيث ارتفعت أعداد الذين تعرضوا للترحيل إلى 142 بالمئة منذ بداية العام الحالي مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.

استطلاع للرأي

مع تواتر الأخبار التي يتلقاها السوريون في تركيا حول تزايد أعداد المساكن التي تم الانتهاء من بنائها شمال سوريا، يتخوف لاجئون سوريون مما تخبئه لهم الأشهر المقبلة فيما يتفق معظمهم على أن هذه الخطة لإعادتهم لا تعالج القضية التي لجأوا إلى تركيا بسببها.
واستطلع مراسل “الحل نت” في تركيا، آراء العديد من اللاجئين السوريين للوقوف على مشروع بناء الوحدات السكنية، حيث يقول محمود وهو لاجئ سوري مقيم في غازي عنتاب لـ “الحل نت”: “بالتأكيد لن تحل هذه المساكن مشاكل اللاجئين، فالمشاكل ليست فقط سكن إنما قضايا أخرى مثل انعدام الأمن والعمل وغير ذلك، إضافة لذلك، الحرب لم تنتهي في سوريا”.
من جانبه، يقول بلال لـ “الحل نت”: “قضية اللاجئين ليست قضية بيئة آمنة ومساكن ستتوفر لهم فيما بعد من أجل إعادتهم لها، وفي حال حصلت فالبيئة الآمنة يعني أن الناس لن يعيشوا حالة رعب وخوف مستمر على عكس ما نراه اليوم في المنطقة”.
الشاب يضيف، بأن “من سيعود لتلك المنطقة ويبقى فيها سيصبح بمثابة السجين، فلا يملك هوية رسمية معترف بها ولا جواز سفر ولا بنى تحتية تستوعب الاكتظاظ السكاني الذي سيحصل، لذلك الأمر لا يقتصر على مجرد توفير سكن”.

تغيير ديمغرافي؟

حسب من استطلعنا رأيه، فإن غالبية من تحدثنا معهم لا يوافقون على العودة بشكل طوعي إلى شمال سوريا في الوقت الراهن لأسباب كثيرة فيما يتخوفون من التعرض للترحيل في الفترة المقبلة وسط تحذيرات من حصول تغيير ديمغرافي شمال سوريا بسبب ذلك.
تعليقا على الموضوع، يقول الصحفي السوري، يمان الخطيب، لـ “الحل نت”: “على الإطلاق، بناء وحدات سكنية لا يحل قضية اللاجئين السوريين في تركيا أو بلدان أخرى، لأسباب كثيرة منها أن هذه الوحدات السكنية مهددة بالقصف أو الاجتياح العسكري فيما بعد، فأبدا لا يمكن لهذه المشاريع المؤقتة أن تحل مشاكل اللاجئين السوريين”.
الخطيب يضيف، بأن “الهدف من هذه المشاريع إحداث تغيير ديمغرافي ممنهج، فابن مدينة حلب لا يمكنه العودة لمنزله في حلب وابن مدينة حمص كذلك وقس على ذلك بقية المهجرين من المناطق السورية الأخرى، لذلك نحن كسوريين نرغب في إيجاد حلب سياسي حقيقي يضمن للسوريين عودة آمنة بعد رحيل النظام السوري”.
الجدير بالذكر أن جميع الأطراف الفاعلة في تركيا تتفق بشكل ما على ترحيل اللاجئين السوريين ولكن الاختلافات تبرز في الطرق والخطط المعدة لتنفيذ ذلك، في الوقت الذي يوجد فيه ما يزيد عن ثلاثة ملايين و754 ألفا و591 لاجئا سوريا لا يعرفون ما مصيرهم في الفترة المقبلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.