حالة من التخبط الحكومي ظهرت بعد تعليق الدعم عن مئات الآلاف من السوريين، في إطار ما وصفته الحكومة السورية بـ “نقل الدعم للفئات الأكثر حرمانا وضعفا من السوريين”، حيث كشف الإجراء العديد من الأخطاء التي ناقشها السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت هدفا للنقد والسخرية، ما دفع الحكومة إلى إعلانها والاعتراف بها.

قطعت حكومة دمشق مساعدات دعمها عن 596 ألفا و628 عائلة سورية، بعد توقف عمل بطاقاتهم الذكية.

قرارات حكومية جديدة لهيكلة الدعم

وافقت الحكومة السورية، أمس السبت، على حصر الاستثناء من نظام الدعم لأصحاب السجلات التجارية من الفئة الممتازة وحتى الفئة الثالثة، فيما سيشمل نظام الدعم حاملي السجل التجاري من الدرجة الرابعة، كما لن يتم استبعاد الأسرة إذا كان أحد أفرادها يحمل سجل تجاري، بخلاف رب الأسرة إذ كان يمتلك سجلا تجاريا، حيث يقتصر الاستبعاد من الدعم عليه بشكل فردي.

وجاءت هذه الاختيارات بعد أن ترأس رئيس الوزراء، حسين عرنوس، اجتماعا مع عدد من الوزراء المعنيين بتنفيذ نظام دعم وإعادة الهيكلة، إضافة إلى ذلك، تناول الاجتماع إجراء تقييم أولي للنتائج المباشرة لتطبيق المنظومة، والمراحل التي وصلت إليها الوزارات في معالجة الاعتراضات المقدمة عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض، وضرورة الإسراع في البت بها.

وأجرى الحضور فحصا شاملا لسلامة المعايير التي تم اعتمادها كأساس لاستهداف هذا النظام والتعرف على الشرائح التي لا تحتاج إلى دعم، حيث تم التأكيد على الاستمرار في معالجة الحالات الخاصة التي ظهرت في أسرع وقت ممكن، بالتنسيق بين الجهات الحكومية والجهات الفاعلة في القطاع الخاص، وكذلك مراجعة النتائج التي تم التوصل إليها من خلال معالجة الاعتراضات. 

في حين شدد عرنوس، على أهمية التنسيق والتشبيك الكامل بين كافة الوزارات من أجل سد الفجوات فور ظهورها والاستمرار في معالجة طلبات الاعتراض وإتمام عملية التصحيح في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى توجه الحكومة لزيادة استهداف الفئات الأكثر ضعفا.

للقراءة أو الاستماع: بعد رفع الدعم.. وزير النفط للسوريين: لا حل لأزمة المحروقات

السيارات العامة خارج الدعم!

وفي السياق ذاته، قررت الحكومة خلال اجتماعها استثناء مالكي السيارات العامة العاملة على المازوت بكل أشكالها ومهما كان عددها، وإبقاء الدعم لأصحاب الفعاليات الزراعية المشتركين على التوتر (0.4) ك. ف. ا باستطاعة (100 ك. ف. ا)، والمستخدم حصرا لأغراض إرواء الأراضي الزراعية.

واقتصرت الإعادة لمنظومة الدعم على اعتراضات العاملين في الدولة والمتقاعدين ممن يمتلكون سيارة واحدة قبل تاريخ 1-1-2012.

كما تم خلال الاجتماع استبعاد أصحاب السيارات العامة بكل أنواعها بنزين ومازوت، وحتى في حال كان صاحبها يملك سيارة ثانية سياحية شريطة ألا تكون سنة صنعها 2008 فما بعد وسعة محركها 1500 سي سي فأكثر.

واختتمت المناقشة مع الجهات الحكومية وشركاء قطاع الأعمال بتحديث عملية الأرشفة الإلكترونية والأتمتة من أجل الحصول على معلومات دقيقة بناء على الرقم الوطني تلافيا للمشاكل التي حدثت، إذ بلغ عدد الاعتراضات الواردة لوزارة النقل وحدها نحو 45 ألف اعتراض.

للقراءة أو الاستماع: “لا تلحقني مدعومة”.. ارتفاع في أسعار السيارات غير المشمولة بآلية رفع الدعم

غضب شعبي بعد رفع الدعم الحكومي في سوريا

يقول العامل في مجال البناء، محمد القطيفان، لـ”الحل نت”، إنه بعد استبعاد آلاف الأسر من الدعم، سيضطر أفراد الأسرة إلى شراء الخبز والغاز المنزلي ووقود التدفئة من السوق السوداء بأسعار غير مدعومة، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف وتفاوتات في النفقات الشهرية.

وأوضح القطيفان، بأن العديد من الأسر تضررت عن طريق الخطأ بهذه القرارات التي لم يتم التدقيق فيها. حيث استعدت مئات العائلات بسبب سجلات تجارية قديمة لم تحدث من قبل النظام الإلكتروني التابع للحكومة. في حين شمل الاستبعاد من الدعم العديد من الأسر التي توفي رب المنزل فيها بسبب امتلاكه سابقا سجلا تجاريا.

وعقب إعلان الحكومة السورية، قرار رفع الدعم عن مئات العائلات، الثلاثاء الفائت، سجلت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المحلية، حالة استياء واسعة لجميع السوريين ممن تم اختيارهم ضمن مشروع الحكومة السورية لإعادة تنظيم الدعم وتوجيهه إلى المستفيدين. 

في غضون ذلك، كانت هناك مخاوف من أن قرار رفع الدعم قد يمتد إلى مجموعات جديدة. مما يؤدي إلى تفاوت حدوث فجوة اقتصادية كبيرة.

وعرّف عمرو سالم، وزير التجارة الداخلية، ما حدث بـ “مشاكل فنية” وليس قرارا تعسفيا. ووعد بإجراء فوري لتصحيح “الخطأ”، بما في ذلك الموقع الإلكتروني لتقديم الاعتراضات.

وفي غضون ذلك، قال وزير الداخلية، محمد الرحمون، إن 67 ألفا و83 شخصا قدموا اعتراضات لمنظومة الهجرة والجوازات حول استبعادهم. في حين وصلت الانتقادات إلى دعوات البعض إلى الخروج بمظاهرات أمام المؤسسات الحكومية ومقر مجلس الشعب السوري. احتجاجا على القرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة باستبعاد العائلات السورية من الدعم الحكومي.

للقراءة أو الاستماع: الفقر والجوع يقتربان أكثر من السوريين بعد إلغاء الدعم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.