بعد أربعة أشهر من فك الحصار عن أحياء كردية في مدينة حلب، بوساطة روسية، أواخر نيسان/أبريل الماضي، أقدمت قوات “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات حكومة دمشق، مجددا، بفرض حصار آخر منذ أكثر من 20 يوما، على حيي شيخ مقصود والأشرفية ومناطق الشهباء بريف حلب الشمالي.

ومنذ منتصف شهر آذار/مارس 2022، تمنع “الفرقة الرابعة” للمرة الثانية، وصول مواد غذائية ومحروقات إلى حي الشيخ المقصود بحلب، والذي تديره إدارة مدنية خارجة عن سيطرة حكومة دمشق.

توقف المولدات ورشات العمل

مصادر محلية من داخل حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، قالت لموقع “الحل نت”، إن العمل متوقف في كامل الورشات نتيجة توقف المولدات الكهربائية، منذ ثلاثة أيام، بعد انقطاع كامل للمحروقات عن الحي.

وأضافت المصادر، أن “الفرقة الرابعة منعت دخول المحروقات منذ مطلع شهر آب/أغسطس الجاري، إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، ما تسبب بتوقف المولدات وبالتالي توقف ورشات العمل”.

ومنذ أربعة أعوام، تتعمد عناصر “الفرقة الرابعة” التابعة لحكومة دمشق، بين الحين والآخر بفرض حصار خانق حيي “الشيخ مقصود والأشرفية” بدءا من منع دخول المحروقات مرورا بفرض الإتاوات على المدنيين وصولا إلى منع دخول مادة الطحين إلى تلك الأحياء.

ووصل سعر المازوت في الأسواق السوداء (الحر)، إلى نحو 5500 ليرة سورية للتر الواحد، فيما تسعى القوات الحكومية بفرض الحصار لفرض الإتاوات والحصول على كميات أكبر من المحروقات، وفقا للمصادر.

إقرأ:4 مليارات حصيلة تلاعب بمخصصات المازوت في حلب

لأسباب مالية وفرض ضغوطات سياسية

المصادر ذاتها، أشارت إلى أن “الفرقة الرابعة” أقدمت على فرض الحصار لأسباب ومضايقات مالية، مدفوعا من حكومة دمشق كأحد الأساليب لفرض ضغوطات سياسية على “الإدارة الذاتية”، فيما لم تدل الأخيرة بأي بيان رسمي حتى الآن على هذا الحصار ولم تعلق لموقع “الحل نت” حول دوافع وخلفيات الحصار.

إلى ذلك، أدانت شبكة نشطاء “عفرين تباد”، الثلاثاء الفائت، عبر بيان، استمرار الحصار الحكومي على حيي الشيخ مقصود و الأشرفية وشقيف و السكن الشبابي و مناطق الشهباء التي يقطنها غالبية من مهجري مدينة عفرين، منذ مطلع 2018.

وقال البيان، إن القوات الحكومية تمنع دخول المواد الغذائية والمحروقات والأدوية والطحين إلى تلك الأحياء، داعية المنظمات الدولية المعنية بالملف السوري للتدخل ووقف هذا الحصار بحق المدنيين.

كما دعا البيان حكومة دمشق إلى “الابتعاد عن استخدام معاناة المدنيين كسلاح في سياساتها و مفاوضاتها مع الأطراف الكردية والتركية”.

قد يهمك:الأسد ووزير دفاع تركيا في حلب.. تفاهمات قريبة؟

إجراءات مشابهة لفك الحصار

“شبكة نشطاء “عفرين تباد”، طالبت عبر بيانها، “الإدارة الذاتية” إلى القيام بإجراءات مشابهة على المربعات الأمنية الحكومية في مدينتي الحسكة والقامشلي بهدف “الضغط على الحكومة وفك الحصار عن 600 ألف مدني غالبيتهم من المهجرين والنازحين”، بحسب البيان.

وأواخر نيسان/أبريل الماضي، قامت القوات الحكومية بفك الحصار عن أحياء كردية بمدينة حلب، بعد مضي 46 يوما، بوساطة روسية مقابل قيام “قوى الأمن الداخلي” (الأسايش) بإزالة الحواجز الأمنية على المربعات الأمنية، التي فرضتها الأخيرة كضغط لفك الحصار عن حلب.

وفي التاسع من أبريل الماضي، عادت التوترات الأمنية مجددا إلى مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، و سيطرت “الأسايش”، آنذاك على عشر مؤسسات حكومية في القامشلي -الذي نفته “الأسايش” لاحقا- وذلك على خلفية الحصار حكومي على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب.

إقرأ:موظفون في حلب لم يتقاضوا منحة حتى الآن.. ما علاقة الكهرباء؟

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر من العام 2018، تقوم الحواجز الأمنية التابعة لحكومة دمشق، بين حين وآخر، بإغلاق معبر المسلمية الذي يفصل بين ريف حلب الشمالي ومركز مدينة حلب، فيما تتعمد عناصر “الفرقة الرابعة” التابعة لحكومة دمشق، بين الحين والآخر بفرض حصار خانق حيي “الشيخ مقصود والأشرفية” بدءا من منع دخول المحروقات مرورا بفرض الإتاوات على المدنيين وصولا إلى منع دخول مادة الطحين إلى تلك الأحياء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.