المراكز الزراعية في شمال شرقي سوريا تبدأ عملية توريد الذرة الصفراء

المراكز الزراعية في شمال شرقي سوريا تبدأ عملية توريد الذرة الصفراء

بدأت المراكز الزراعية التابعة للإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، الأحد، استقبال محصول الذرة الصفراء، في وقتٍ توقع فيه الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة “سلمان بارودو” أن يصل الإنتاج إلى نحو 300 ألف طن.

وقال “بارودو” لـ(الحل نت)، إنهم قرروا في هيئة الاقتصاد والزراعة شراء كامل محصول الذرة لهذا الموسم، واصفاً إياه بـ«الاستراتيجي»، نظراً للاستفادة منه في معمل الزيوت النباتية التابعة للإدارة الذاتية، على حد وصفه.

وأضاف، أن قرار التسعيرة جاء «بعد اجتماعات شاركت فيها إدارة شركة تطوير المجتمع الزراعي واتحادات الفلاحين والرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، وبعد الاطلاع على الدراسات والمقترحات الواردة من مديريات الزراعة في كافة الإدارات الذاتية».

والخميس الفائت، منعت الإدارة الذاتية، الاتجار بمحصول الذرة أو نقله، دون الحصول على شهادة منشأ من شركة تطوير المجتمع الزراعي التابعة لهيئة الاقتصاد والزراعة، محدّدةً تسعيرة شرائه من المزارعين بـ1100 ليرة سوريّة للكيلو غرام الواحد.

وأشار “بارودو” ، إلى إن قرار منع الاتجار بمحصول الذرة ونقله سيمنع التجار من احتكار المحصول.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية من محصول الذرة الصفراء نحو 70 ألف هكتار، منها 25 ألف هكتار مرخصة لدى مديريات الزراعة في الإدارة الذاتية، بحسب “بارودو”.

ويعد محصول الذرة ثالث أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في شمال شرقي سوريا، بعد القمح والقطن، يستفاد منه في صناعة الزيوت النباتية وصناعة المعجنات والصناعات الغذائية.

في السياق ذاته، دعا “فرحان حسو”، وهو خبير زراعي في منطقة الدرباسية (شمالي الحسكة)، الإدارة الذاتية، إلى فتح المجال للفلاحين ببيع محصولهم من الذرة الصفراء للجهة الأكثر دعماً لتسعيرة شرائه، سواء للتجار أو تصديره إلى خارج المنطقة.

مشيراً إلى أن قرار منع الفلاحين من بيع المحصول دون سواها، يغلق الباب أمام أسعار منافسة أخرى.

وقال “حسو” لـ(الحل نت)، إن «تكاليف زراعة محصول الذرة باهظة ويحتاج إلى ري لأكثر من اثنتي عشرة مرة إلى موسم حصاده، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مواد السماد والمحروقات، فضلاً عن عدم توفرهما خلال الموسم الحالي».

وأشار الخبير الزراعي، إلى أن قرار الإدارة بشراء كامل المحصول «خطوة جيدة إذا ما أثرت إيجاباً على تخفيض أسعار الزيوت النباتية».

ومطلع العام الجاري، افتتحت الإدارة الذاتية معمل الوردة الذهبية لإنتاج الزيوت النباتية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 طن يومياً، وفقاً لمسؤولين في الإدارة الذاتية.

وتحتل مدينة الرقة، المركز الأول في زراعة محصول الذرة، نظراً لخصوبة تربتها ووفرة المياه، حيث تروى مساحات زراعية واسعة على نهر الفرات.

وبحسب المزارع “أحمد الحميد”، من منطقة “العكيرشي” بريف الرقة الجنوبي، فإن التسعيرة المحددة من قبل الإدارة الذاتية «تعتبر جيدة مقارنةً بأسعار الشراء لدى التجار، والتي تتراوح بين 850 إلى 900 ليرة».

وأضاف “الحميد” لـ(الحل نت)، أن المزارعين «باعوا التجار بأسعار منخفضة خلال العام الماضي، وكانت غالبية الكميات تنقل إلى منبج، بينما نقلت كميات قليلة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية».

وتأثر محصول الذرة هذا العام بموجة الجفاف التي ضربت المنطقة، وبانخفاض منسوب نهر الفرات باعتبار الذرة من المحاصيل التي تحتاج لكميات مياه عالية خلال فترة زراعته، بحسب “بارودو”.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.