مع استمرار التدهور الذي يعاني منه قطاع الكهرباء في سوريا، وعدم تنفيذ الوعود العديدة التي أطلقتها الحكومة حول تحسين واقع الكهرباء، كان لا بد من إيجاد بدائل للأجهزة الكهربائية الضرورية، حيث برزت مع بداية الصيف المراوح التي تعمل على البطارية، ومؤخرا البرادات التي تعمل بنفس الطريقة.

برادات تعمل على البطارية

تقرير لموقع “سناك سوري” المحلي، يوم أمس الإثنين، أشار إلى أن بعض الشركات بدأت تنتج برادات خاصة تعمل على البطارية بوجود “الانفيرتر” يشتريها من هم بحاجة ماسة إلى تبريد دائم.

ونقل التقرير، عن عدد من المواطنين، أنهم اضطروا لشراء براد من هذا النوع. ليستطيعوا الحفاظ على العديد من المواد خلال ساعات التقنين الكهربائي الطويلة.

وأوضح المواطنون، أنهم يستطيعون تشغيل البراد على البطارية المخصصة للإنارة، لعدة ساعات في حال كانت استطاعة البطارية جيدة.

ويحتاج هذا النوع من البرادات إلى بطاريات بسعة 100 أمبير، فما فوق، كما يقول بائعوها، حيث أشار صاحب متجر بيع أدوات كهربائية، إلى أن هذا النوع من البرادات لا يبرد على الهواء إنما تبريد ثلجي عادي، كون براد الهواء يحتاج إلى جهد كهربائي أكبر في حالة الإقلاع.

وبحسب التقرير، فإن من يمتلك برادا يعمل بالثلج يستطيع تحويله، ليصبح قادرا على العمل عبر البطارية والإنفيرتر، وفق التاجر، مضيفا أن هناك الكثير من الورش موجودة لهذه الغاية.

وحول أسعار هذه البرادات، يبلغ ثمن هذا النوع من البرادات بشمل وسطي، نحو مليون و139 ألف ليرة، لقياس 19 قدم، ومليون و740 ألف ليرة لقياس 21 قدم، ويحتاج إلى إنفيرتر، يبدأ سعره من 70 ألف ليرة. وبطارية بسعر 250 ألف ليرة.

إقرأ:سعرها يقارب النصف مليون ليرة.. انتشار المراوح المزودة بالبطاريات في سوريا

مراوح على البطارية

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أن السوريون باتوا يشترون أدوات التكييف التي تعمل على البطاريات. وخاصة المراوح التي تعمل بالبطاريات، هي الأكثر مبيعا في هذه الأيام، حيث يقارب سعر المروحة الواحدة ذات البطارية الداخلية نحو 400 ألف ليرة سورية.

بالنسبة للأنواع والأسعار فهناك أنواع متعددة والأحجام متنوعة، فمنها سوري المنشأ ومنها صيني، وبمقاسات مختلفة، ومنها ما هو مزود ببطاريات داخلية وأخرى تعمل ببطارية خارجية فقط، ومنها ما يعمل بالاثنتين إضافة للكهرباء.

في حين تراوحت الأسعار ما بين 150 ألف ليرة سورية، للمروحة ذات البطارية الخارجية، و400 ألف ليرة، لذات البطارية الخارجية، أشاروا إلى أن المراوح ذات البطاريات الخارجية هي المطلوبة أكثر من غيرها، لكونها رخيصة الثمن، وتتناسب إلى حد ما مع مستوى مداخيلهم.

وبحسب التقرير، فإن الأسعار هذا العام زادت عن سابقه بنحو 40-30 بالمئة، بسبب زيادة تكاليف الاستيراد، أو الإنتاج وأجور الشحن بين المحافظات وفق التجار الكبار، والمستوردين.

قد يهمك:“300 ألف ليرة” الكلفة الشهرية للكهرباء المقطوعة في سوريا

غياب الكهرباء سبب لشراء المراوح

بحسب تقرير “الحل نت”، ذكر مواطنون للصحيفة المحلية أنهم اشتروا هذه المراوح القابلة لإعادة الشحن، وهي أفضل من نظيراتها التي تعمل بالكهرباء فقط، لأن الكهرباء غائبة في معظم الأوقات، فحاليا تصل لمنازلهم نصف ساعة فقط مقابل خمس ساعات ونصف ساعة قطع.

وأضاف آخرون، أنهم يستخدمون تلك المراوح في ظل هذه الحرارة الشديدة، خاصة إذا كان لديهم أطفال صغار أو كبار السن في المنزل.

ونوّهوا أنهم في هذه الأيام يشحنونها في بعض المحال التي تتوافر فيها مولدات، وبـ100 ليرة سورية، وهو ما يكفي لتشغيل المروحة ما بين 5-3 ساعات، حسب حجم البطارية.

وذكر آخرون أنهم حوَّلوا مراوحهم الكهربائية القديمة الأرضية أو العمودية، لتعمل بالبطاريات أيضا. وأن ذلك لم يكلفهم كثيرا، فهو أوفر من شراء مروحة جديدة. ولفتوا إلى أن تكلفة تحويل المروحة نحو 65 ألف ليرة، ولكنها تفقد خاصية التحكم الرقمي بسرعاتها، ويصبح ذلك يدويا.

وبشكل عام تلجأ بعض العائلات إلى إصلاح وإعادة تأهيل الأدوات الكهربائية القديمة، لتشغيلها مجددا، بسبب عدم قدرتهم على تجديدها وشراء أدوات جديدة، كل ذلك أفضى إلى تنشيط سوق لبيع الأدوات الكهربائية المستعملة في كل محافظة على حدا.

إقرأ:مراكز صيانة الأدوات الكهربائية بورصة جديدة في سوريا

لا التزام بالفواتير

تقرير “الحل نت”، وفي سياق الحديث عن هذا النوع من المراوح، نقل تصريحا لرئيس دائرة الأسعار بمديرية التجارة الداخلية بحماة أحمد حوراني، لإحدى الصحف المحلية، أن أسعار المراوح تندرج ضمن بند “بيان الاحتفاظ”. أي أن التاجر يقدم للدائرة بيانات تكلفة وتصدق من المديرية ويحتفظ بها لديه.

أما إذا كان المستورد، أو التاجر الرئيسي من محافظة ثانية، فيكتفي التاجر الذي يبيع مراوح بالمحافظة بالفواتير النظامية لإبرازها لحماية المستهلك عند اللزوم. وكشف أنه لم يتقدم أحد حتى يوم أمس ببيان تكلفة للدائرة.

من جهته، بيَّن مدير التجارة الداخلية بحماة، رياض زيود، للصحيفة المحلية، أن دوريات حماية المستهلك نظمت منذ بداية الشهر الجاري وحتى تاريخه، أكثر من 63 ضبطا، بحق المخالفين الذين ارتكبوا مخالفات عدم حيازة فواتير، وعدم منح فواتير صحيحة، ومنها العديد من الضبوط التي تتعلق بمحال الأدوات المنزلية، والأجهزة الكهربائية.

ونقل “الحل نت” عن بعض التجار في وقت سابق، أن “الارتفاع في الأسعار، يعود بالدرجة الأولى لصعوبة الاستيراد، وعدم منح إجازات استيراد “وهذا أدى لانخفاض المعروض وارتفاع الأسعار، إذ إن السوق يعاني من حالة ركود، فالأسعار لا تتناسب مع واقع دخل المواطنين.

قد يهمك:سوريا.. استمرار أزمتي الغاز والمحروقات

ومن الجدير بالذكر أن أسعار التجهيزات الكهربائية تواصل ارتفاعها في سوريا، متأثرة بانخفاض قيمة الليرة السورية مقابل القطع الأجنبي وارتفاع درجات الحرارة المترافق مع ازدياد في الطلب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.