على مدار يومين متتاليين، التقى المبعوث الأميركي الجديد نيكولاس جرانجر، عدة أطراف سياسية شمال شرقي سوريا، أكد خلالها بقاء قوات بلاده لمحاربة تنظيم “داعش” وحفظ الأمن والاستقرار، حسبما أفاد قيادي سرياني لـ “الحل نت”.

وتأتي هذه الزيارة بعد تسلم المبعوث الجديد للخارجية الأميركية نيكولاس جرانجر، منصبه حديثا، في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال وشرق سوريا، خلفا للمبعوث السابق ماثيو بيرل في مهامه بالمنطقة.

دعم المنطقة

رئيس حزب الاتحاد السرياني في سوريا، سنحريب برصوم، قال لموقع “الحل نت”، إنهم اجتمعوا خلال وفد من الأحزاب السياسية بشمال شرقي سوريا، أمس الخميس، بالمبعوث الأميركي الجديد، في المنطقة نيكولاس جرانجر، وناقشوا عدة ملفات أبرزها الأوضاع الراهنة والتصعيد العسكري التركي الأخير ومستقبل المنطقة والدعم الدولي.

وأضاف برصوم، أن “وجود تمثيل كبير للولايات المتحدة الأمريكية في شمال شرقي سوريا، يؤكد على جدية الحكومة الأميركية في دعم المنطقة والسعي لتثبيت الأمن والاستقرار “.

وأشار برصوم إلى أن المبعوث الجديد أكد لهم بقاء وجود قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، مع استمرار الدعم الاقتصادي والسياسي وليس فقط في الجانب العسكري.

وتناول الاجتماع الحديث عن حساسية المرحلة التي تمر بها مناطق شمال شرقي سوريا، في ظل التصعيد من قبل القوات التركية، عبر استهداف أمن واستقرار المنطقة، منوها بأن ردعه يقع على عاتق الولايات المتحدة الأميركية، وفق برصوم.

مقاربة جديدة

زيارة المبعوث الأميركي الجديد، تكشف عن مقاربة جديدة، بحسب المحلل السياسي، جوان يوسف، الذي أوضح خلال حديث لموقع “الحل نت”، أن الإسراع الأميركي يأتي في ظل التقارب بين أنقرة ودمشق بعد الرفض الأميركي للعملية العسكرية التركية المزمعة منذ أواخر أيار/مايو الماضي.

وقال يوسف، إن الولايات المتحدة الأميركية لن تنسحب من سوريا، وستبقى داعمة للمنطقة، مضيفا أن زيارة المبعوث الجديد لمخيم الهول شرقي الحسكة، الذي يأوي الآلاف من عائلات تنظيم “داعش”، تهدف لحل المعضلة وحث الدول الحلفاء على سحب رعاياها من المخيم.

وكان المبعوث الجديد للخارجية الأميركية في المنطقة، أشار إلى أنهم يبذلون جهودا “لإعادة الرعايا الأجانب في مخيم الهول شرقي الحسكة، إلى بلادهم”.

وجاء ذلك خلال زيارته لمبنى دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” بمدينة القامشلي، بعد ساعات من زيارته لمخيم الهول شرقي الحسكة، وتفقد العملية الأمنية في المخيم، في الوقت الذي تستمر فيه “قوى الأمن الداخلي” (الأسايش) بالمرحلة الثانية من حملة “الأمن والإنسانية” في مخيم الهول شرقي الحسكة.

الملف الكردي

المحلل السياسي جوان يوسف، نوه بأن الملف الكردي، من أولويات الحكومة الأميركية، فيما يتعلق إنجاح الحوار الكردي – الكردي بالظروف الدولية والإقليمية، على حد قوله.

وتغيب الملف الكردي، بشكل غير مسبوق، عن اللقاءات التي جمعت بين المبعوث الأميركي الجديد وممثلي القوى السياسية الكردية شمال شرقي سوريا.

والأربعاء الفائت، اجتمع المبعوث الجديد مع رئاسة “المجلس الوطني الكردي” في سوريا، تباحثوا حول عدة قضايا، أهمها الحل السياسي في سوريا، دون التطرق إلى ملف الحوار الكردي – الكردي.

فيما لم يجتمع المبعوث الجديد مع الطرف المحاور مع “المجلس الوطني الكردي”، وهذا ما أشار إليه سكرتير حزب “البارتي” الكردي في سوريا، نصر الدين إبراهيم، الذي اكتفى خلال حديث سابق لموقع “الحل نت”، بالقول إنه “لا جديد حاليا بشأن استئناف الحوارات الكردية مجددا، بين طرفي الحوار المجمد منذ أكثر من عامين.

ومنذ صدور بيان مشترك بين طرفي الحوار (أحزاب الوحدة الوطنية الكردية – المجلس الوطني الكردي)منتصف شهر حزيران /يونيو 2020 عقد الطرفان 11 جلسة حوارية بحضور الجانب الأمريكي وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وتوقف الحوار منذ 4 تشرين الأول/أكتوبر 2020، نتيجة عوامل إقليمية وكردستانية إلى جانب المرحلة الانتقالية في تشكيل الإدارة الأميركية الجديدة بعد انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.