نتيجة للتوترات الإسرائيلية الأميركية مع إيران، التجأت الأخيرة إلى تجهيز نحو 50 من مدنها وبلداتها بأنظمة دفاع مدني، ورفعت مستوى تأهب قوات الدفاع الجوي لإحباط أي هجوم أجنبي محتمل.

كذلك، الضربات الجوية الأخيرة في سوريا، الإسرائيلية على دمشق وحلب، والأميركية خلال الأسبوعين الماضيين ضد “الفروع الإيرانية” في دير الزور، ترسم صورة للتوترات المتصاعدة بين إيران، وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، في الوقت الذي يتحدث فيه الغرب عن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

رفع مستوى حالة التأهب

في السياق، قال مسؤولون عسكريون، يوم أمس السبت، إن إيران جهزت 51 من مدنها وبلداتها بأنظمة دفاع مدني، ورفعت مستوى تأهب قوات الدفاع الجوي لإحباط أي هجوم أجنبي محتمل، وسط تصاعد للتوتر مع إسرائيل، والولايات المتحدة الأميركية.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن البريغادير جنرال، مهدي فرحي، نائب وزير الدفاع، قوله إن معدات الدفاع المدني ستمكّن إيران من “تحديد ومراقبة التهديدات باستخدام برامج تعمل على مدار الساعة وفقا لنوع التهديد والخطر”.

وأفاد فرحي، “في هذه الأيام، بناء على قوة الدول، أصبح شكل المعارك أكثر تعقيدا”، مشيرا إلى أن الأشكال الهجينة للحرب، مثل الهجمات الإلكترونية والبيولوجية والإشعاعية، حلت مكان الحروب الكلاسيكية. في حين لم يسمي أسماء الدول التي يمكن أن تهدد إيران، وفقا لـ”رويترز”.

عنصر من قوات الدفاع الجوية الإيرانية – “رويترز”

من جانبه، قال البريغادير جنرال، قادر رحيم زادة، قائد مقر الدفاع الجوي الإيراني، إن جاهزية قواته في أعلى مستوياتها. ونقلت وكالة “مهر”، شبه الرسمية للأنباء عن رحيم زادة، قوله “المجال الجوي للبلاد اليوم هو الأكثر أمانا للرحلات المرخصة، والأقل أمانا للمعتدين المحتملين”.

هذا وتتهم إيران، إسرائيل والولايات المتحدة لسنوات بشن هجمات إلكترونية أضرت بالبنية التحتية للبلاد. كما تتهم إسرائيل بتخريب منشآتها النووية، الأمر الذي لم تؤكده إسرائيل أو تنفيه.

قد يهمك: تحالف “الوهم” الإيراني-الروسي.. لا اتفاق نووي وتصعيد في سوريا؟

تصعيدات منذ فترة

يسود توتر عسكري منذ وقت طويل بين الولايات المتحدة، وإيران في المنطقة، وفي أحدث حادث، استولت إيران على زورقين مسيرين للجيش الأميركي، في البحر الأحمر يوم الخميس الفائت، حتى في الوقت الذي يواصل فيه البلدان المحادثات النووية الإيرانية.

وقالت البحرية الأميركية، الثلاثاء الماضي، إنها أحبطت محاولة للقوات البحرية التابعة “للحرس الثوري” الإيراني لاحتجاز زورق مسير تابع للأسطول الخامس الأميركي في الخليج. وقالت إيران، إن الزورق كان يشكل خطرا على حركة الملاحة، وفقا لوكالة “رويترز”.

كما وتصاعدت الضربات الإسرائيلية-الأميركية خلال الأيام الماضية ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا، وفي المقابل نفذت الأخيرة عدة هجمات على قواعد التحالف الدولي (بقيادة واشنطن)، مما يشير إلى أن حدود المواجهة بين هذه الأطراف تتجه نحو التصعيد أكثر بناء على اعتبارات ميدانية، وعلى صلة بملفات أخرى، مثل الملف “النووي الإيراني”، والمخططات الإيرانية التي تسعى دائما للتوسع بالمنطقة وداخل العمق السوري على وجه الخصوص، بالإضافة إلى حقيقة أن الساحة السورية تحولت إلى أرض خصبة لتصفية الحسابات، وتوجيه الرسائل الإقليمية والدولية.

إيران اتهمت إسرائيل بتنفيذ هجوم تسبّب في إلحاق أضرار بمنشأة نطنز النووية “رويترز”

وأشار تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست”، مؤخرا، إلى أن جولة الضربات الأخيرة تثير العديد من الأسئلة حول كيفية تغير ساحة المعركة السورية، وكيف أصبحت سوريا بؤرة نشاط على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

واعتبرت الصحيفة، أن ما سبق “يقدم صورة لما قد يبدو عليه المستقبل حتى مع وجود صفقة”، في ظل “نقل إيران أسلحتها بشكل متزايد إلى سوريا ونحو لبنان، حتى عندما تحصل على شيء من الغرب”.

الكاتب السياسي، صدام الجاسر، رأى أنه من الملاحظ في الفترة الماضية أن الهجمات الإسرائيلية تركزت على المطارات، فيما تركزت الهجمات الأميركية على مواقع الميليشيات الإيرانية، ونتيجة لاستهداف مطار دمشق الدولي، في المرة الماضية فقد وقع خلاف روسي إيراني.

وأضاف الجاسر، في وقت سابق لـ”الحل نت”، أن إسرائيل تسعى إلى زعزعة هذا التحالف، فعندما رأت الخلاف الروسي الإيراني عقب استهداف مطار دمشق الدولي، وقيام إيران بنصب منظومات دفاع جوي بمحيط المطار، قررت متابعة استهداف المطارات كرموز سيادية من جهة، ولأنها شريان نقل السلاح من إيران إلى سوريا من جهة أخرى، ولذلك تم استهداف مطار حلب، الذي اعتمدت عليه إيران بعد استهداف مطار دمشق.

وبحسب تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فقد قال بعض المحللين الإيرانيين، إنهم ينظرون إلى الهجمات الأميركية على أنها محاولة من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لاسترضاء منتقدي الاتفاق النووي، وإثبات أنها ستحتفظ بموقف متشدد ضد طهران، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق نووي.

ووفق العديد من التقارير الصحفية التي اطلع عليها “الحل نت”، فإن المسؤولين الإسرائيليين، يؤكدون دائما، أن إسرائيل لن تردد باستهداف إيران وستتحرك في أي وقت ومكان لضمان أمن إسرائيل، فهم بالإضافة لما يرونه خطرا متمثلا بالبرنامج النووي الإيراني، يدركون أيضا الخطر الذي يشكله تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا على حدود الجولان، ولن تتردد في اغتيال القياديين البارزين والعلماء في قلب طهران.

قد يهمك: تطورات جديدة في ملف الاتفاق النووي مع إيران

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة