بعد انتهاء الاقتراع لاختيار رئيس لحزب المحافظين البريطاني، خلفا لرئيس الوزراء المستقيل، بوريس جونسون، فازت وزيرة الخارجية في حكومة جونسون، ليز تراس، برئاسة الحزب، لتكون رئيسة جديدة لوزراء بريطانيا.

ليز تراس على خطى جونسون

ليز تراس رئيسة للحكومة البريطانية بعد فوزها بزعامة حزب المحافظين، اليوم الإثنين، ك بعد إعلان الحزب، نتائج انتخاباته الداخلية.

وعقب إعلان فوزها مباشرة، ألقت تراس خطابا، شكرت فيه جونسون لتصديه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإنجازه عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بركسيت”، وطرح لقاح كوفيد، و”سحق” الزعيم السابق لحزب العمال المعارض جيريمي كوربين. كما تعهدت بالوفاء بوعودها الانتخابية، قائلة إن لديها “خطة جريئة” لخفض الضرائب ودعم النمو الاقتصادي، بحسب تقارير صحفية اطلع عليها “الحل نت”.

وقد حصلت ليز تراس على 66 بالمئة من أصوات المحافظين، في الانتخابات التي جرت في 10 داونينغ ستريت، بعد ثمانية أسابيع من تقديم جونسون استقالته.

وكانت وزيرة الخارجية ليز تراس، أقرب من منافسها وزير الخزانة السابق ريشي سوناك للفوز بزعامة حزب المحافظين الحاكم، لتصبح رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة.

إقرأ:أزمة سياسية في بريطانيا.. ما علاقة بوريس جونسون؟

من هي تراس؟

ليز تراس، أمضت طفولتها شمالي إنجلترا، ودرست في مدرسة حكومية في ليدز، وهي من أبوين يؤيدان حزب العمال، وتوجهاتهما يسارية، درست السياسة والاقتصاد والفلسفة في جامعة أوكسفورد.

التقلبات السياسية تميز ليز تراس، كانت تنتمي للحزب الليبرالي الديمقراطي ثم انتقلت لحزب المحافظين عامَ 1996 لتتولى عبر السنواتِ مناصب وزاريةً في حكومات ديفيد كاميرون وتيريزا ماى وبوريس جونسون، لتكون الخارجيةُ البريطانية أحدثَ الحقائبِ الوزارية.

وتعتبر من معارضي “بريكست” بشدة لتعود وتؤيد خروجَ بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتسعى في سياستها إلى خفض الضرائب وتخفيف أعباء الأزمةِ المعيشية على المواطنين. مواقفُها متشددة في السياسة الخارجية خاصة ضد الصين وروسيا، وهي من مؤيدي برنامج رواندا لترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

كيف بدأ صعود تراس؟

عقب استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من المنصب القيادي لـ”حزب المحافظين”، مؤخرا، في مؤتمر صحفي أمام مقر الحكومة في لندن، الذي أكد في الوقت نفسه أنه سيبقى رئيسا للوزراء حتى يتم اختيار شخصية جديدة بدلا عنه لقيادة الحزب، تم تأهل 4 مرشحين لجولة جديدة من السباق داخل “حزب المحافظين” لخلافة جونسون.

ضمن السياق ذاته، منحت غالبية أعضاء مجلس العموم الثقة للحكومة التي دعت بنفسها لهذا الاقتراع في وقت سابق، وقد اختار أعضاء “حزب المحافظين” الحاكم منح أصواتهم للوزراء لتجنب إجراء انتخابات على مستوى البلاد.

وفي سياق إعلان نتائج الجولة الثالثة من الاقتراع بين النواب الأربعة المرشحين من “حزب المحافظين”، لاختيار شخص لتولي منصب جونسون على رأس الحزب، أوضح غراهام برادي، المسؤول عن تنظيم الانتخابات الداخلية للمحافظين، أن وزير المالية البريطاني السابق، ريشي سوناك، حصل على 115 صوتا، متقدما على وزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت، التي حصلت على 82 صوتا، وجاءت في المرتبة الثالثة وزيرة الخارجية ليز تراس حيث نالت 71 صوتا، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

بينما جاءت وزيرة الدولة للمساواة السابقة، كيمي بادنوك، في المركز الرابع في الاقتراع بحصولها على 58 صوتا، في حين تم إقصاء رئيس لجنة الشؤون الخارجية، توم توغنهات، الذي جمع 31 صوتا.

وتم الاتفاق في ذلك الوقت، أن يتم إعلان اسم رئيس الوزراء الجديد في الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل بعد أن يدلي أعضاء “حزب المحافظين” البالغ عددهم 200 ألف بأصواتهم عبر البريد خلال الصيف.

أسباب استقالة جونسون

حول أسباب إعلان جونسون الاستقالة من قيادة حزبه، قال أستاذ العلوم السياسية في “الجامعة الأميركية في السليمانية”، عقيل عباس في وقت سابق، أن الأسباب تتعلق بشخص جونسون نفسه، والأزمة السياسية في بريطانيا تنتهي برحيله.

وأردف عباس في حديثه السابق لـ “الحل نت”، إن جونسون شخصية كارزمية، امتاز بأدائه الإعلامي، لكن أصل المشكلة يتعلق بفقدان المصداقية من قبل حزبه، والكثير من الجمهور بخطاباته.

وتابع في حديثه، أن الأزمة اشتدّت منذ قوله إنه لا يعلم بأداء وسلوك النائب السابق عن “حزب المحافظين” كريس بينتشر، الذي عينه بمنصب نائب رئيس مكتب الانضباط في “حزب المحافظين”، قبل أن يتبين لاحقا أنه يعرف الحقيقة.
توجد اتهامات ضد بينتشر، تتعلق بسوء السلوك والتحرش، وأنكر جونسون في بادئ الأمر معرفته بذلك، ثم اعترف في نهاية المطاف أنه تم إبلاغه بالشكوى في عام 2019، وأنه ارتكب “خطأ كبيرا” بعدم التصرف بناء عليها.

وبين عباس أن ذلك لم يكن السبب الوحيد، بل يضاف له أزمة الاحتفالات الجماعية التي كانت تحدث من قبل أعضاء حكومته وبحضوره في مقر الحكومة، إبان فترة الإغلاق الصحي بسبب وباء “كورونا”، وإنكار جونسون لذلك، ثم اعترافه بها لاحقا.

في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، خرجت أولى التقارير التي تتحدث عن إقامة حفلات في مقر رئاسة الوزراء ببريطانيا، في الوقت الذي كانت التجمعات في الأماكن المغلقة محظورة في البلاد، كجزء من إجراءات الإغلاق التي فرضت لمواجهة “كوفيد – 19″.

أنكر جونسون في بادئ الأمر حضوره أيا من الحفلات، ليعترف لاحقا أنه حضر حفلا دعي المشاركون فيه إلى إحضار مشروباتهم الروحية، لكنه قال إنه كان يعتقد أن الحفل كان “تجمع عمل”.

في بريطانيا، تتم المنافسة في الانتخابات العمومية بين الأحزاب المتنافسة، وقائد الحزب الفائز، يصبح بشكل مباشر هو رئيس الوزراء للبلاد.

قد يهمك:حكومة جديدة في بريطانيا.. من هو الأقرب لخلافة بوريس جونسون؟

ومن الجدير بالذكر، أن ليز تراس، التي عارضت أشهر نساء عالم السياسة رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، مارغريت تاتشر وتظاهرت ضد سياساتِها وحكومتِها في الماضي، عاد اليوم بعد عقود لتقود بريطانية من خلال حزب تاتشر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.