منذ مساء أمس الخميس، عجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بأنباء حول هدم زائرين إيرانيين لجدار مدرسة بمحافظة كربلاء جنوبي العراق، لغرض نصب موكب عزاء بمناسبة إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين بن علي – حفيد رسول الله، حيث يحتشد مئات الألوف من الأشخاص الذي يصلون المدينة سيرا على الأقدام من داخل البلاد، وآخرين من خارجها، ما أثار ضجة واسعة على تلك “التجاوزات”.
منصات على مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن اقدام زائرين إيرانيين على هدم جدار ورصيف إحدى المدرس المخصصة للبنات في كربلاء، والتي يتخذها الزائرين مثل باقي المرافق العامة للإقامة بها خلال أيام أربعينية الإمام الحسين، والتي تستمر على مدى 10 أيام من توافد المعزين إلى المدينة من مختلف مناطق العراق والعالم حتى يوم ذكرى الأربعين التي يبدأ فيها الزائرين برفع مواكبهم ومغادرة كربلاء.
سبب “التجاوز” على المدرسة الحكومية، كان لغرض إدخال الزائرين الإيرانيين لشاحناتهم داخل المدرسة، وما يحملونه معهم من مؤونة، بحسب ما تم تناقله على مستوى واسع في العراق، وهذا ما عززته صور تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي اطلع عليها موقع “الحل نت”، وهي تظهر تهديم جدار المدرسة وإدخال الشاحنات داخلها.
الحادثة، تسببت بحالة من الاستياء المجتمعية بين العراقيين لما وصف بـ “عدم احترام الأنظمة والقوانين، وإلى ما وصلت إليه البلاد من انعدام الانضباط وغياب القانون الذي سمح للأخرين بالعبث بمقدراته وممتلكاته دون الشعور ولو بأدنى مستوى من المسؤولية، أو الاحترام”، ما دفع بعضو مجلس النواب العراقي عن حركة “امتداد” ضياء الهندي، عن المحافظة بالتوجه إلى موقع الحادثة ومطالبة الجهات الإيرانية الرسمية بتقديم الاعتذار.
اقرأ/ي أيضا: مقتل مدير بلدية كربلاء.. القصة بالتفصيل
موقف كربلائي غاضب
الهندي ظهر في تسجيل مصور، وهو يخاطب أحد الزائرين الإيرانيين القائمين على الموكب “المتجاوز”، قائلا له: “”كعراقي وكربلائي، عندما أذهب لزيارة إيران ليس من حقي هدم حائط أو التجاوز على طابوقة مقرنصة من الأرض”.
النائب المستقل، طالب الحكومة الإيرانية بتقديم اعتذار رسمي للشعب العراقي، موجها كلامه إلى القنصل الإيراني في كربلاء، بالقول: “أنت مطالب بتقديم اعتذار للشعب والحكومة العراقية على هذا التصرف”.
كما طالب من القنصلية بأن تأخذ على عاتقها متابعة المواكب الإيرانية، من خلال تخصيص لجان كشف لهم ومتابعة قضاياهم وتصرفاتهم في كربلاء، مشددا على أن ذلك لا ينطبق فقط على المواكب الأجنبية بل العراقية أيضا التي يجب متابعتها.
الهندي أشار إلى أن “محافظة كربلاء في الوقت الحالي هي في حالة إعمار لذلك يمنع أي شخص هدم أي بناء”، مؤكدا أنه “نحن ككربلائيين لا نسمح بذلك إطلاقا”، واختتم حديثه بمطالبة أصحاب الموكب الإيراني بإيصال رسالته إلى الحكومة الإيرانية.
اقرأ/ي أيضا: العراق: شقوق أرضيّة “غريبَة” في كربلاء والنجف
موقف حكومة كربلاء المحلية
من جهتها الحكومة المحلية لمحافظة كربلاء، كشفت عن توجيهها انذارا شديد اللهجة الى المواكب الإيراني، الذي آقدم على التجاوز على مدرسة البنات داخل المحافظة.
قائممقام كربلاء حسين المنكوشي قال لشبكة “رووداو” إن “أحد المواكب الحسينية التابعة لايران، التي تستغل مدرسة اعدادية كربلاء للبنات في حي الحسين، وتخصصها لهم خلال المناسبات الدينية، قام بإدخال شاحنة الموكب إلى داخل المدرسة”.
وأكد أن “هذا الفعل تسبب بالعبث بالرصيف الخاص بالمدرسة، ومن ثم هدم جدار المدرسة، رغم أن الجهات الإدارية لا علم لها بالموضوع”، مشيرا إلى أنه “تم تبليغ الموكب بشكل رسمي بوجوب إعادة الرصيف مثلما كان وسور المدرسة بشكل يليق بها، وإلا سيدرجون ضمن القائمة السوداء ويتم منعهم من الزيارات الدينية مستقبلا”.
المنكوشي، شدد على أنه “يجب أن يتحلى الزائر بأخلاق الحسين وأهل بيته وعدم التجاوز على أموال الدولة والمواطنين”، محذرا من أن “أي تصرف آخر مثل هذا سيتسبب بحرمانهم من المشاركة في المناسبات الدينية المقبلة”.
يتوافد على مدينة كربلاء في العراق مئات الألوف من الشيعة القادمين من مدن عراقية أخرى ومن خارج البلاد، لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين التي تتزامن هذا العام مع تاريخ الاثنين 17 أيلول/ سبتمبر القادم بحسب التقويم الميلادي.
- “مصير مجهول”.. ما لا تعرفه عن إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس
- ارتفاع أسعار وفروق كبيرة بين المحافظات السورية.. ما هي الأسباب؟
- عراقجي في دمشق: بحث عن صفقة لإنهاء الحرب وإعادة تموضع الميلشيات الإيرانية
- هبة نور في ورطة بسبب فيديو السيارة: ما الجديد؟
- على وقع الضربات الإسرائيلية.. إخلاء مقرات لـ “الحرس الثوري” و”حزب الله” في سوريا
كربلاء وذكرى أربعينية الإمام الحسين
أربعين الحسين من أبرز المناسبات الدينية لدى الشيعة، يحيونها بزيارة ضريح الحسين بن علي بن أبي طالب، ثالث الأئمة لدى الشيعة المدفون في كربلاء، وضريح أخيه أبو فضل العباس المجاور له.
هذا الطقس الديني الضخم يقوم على السير لمسافات طويلة من مدن العراق الأخرى، وصولا إلى كربلاء، حيث يتدفق الزائرين من البصرة أقصى جنوب البلاد، على شكل قوافل سيرا على الأقدام قبل عشرين يوما من الأربعين.
ومن إيران التي يفد منها بعض الزوار مشيا أيضا تنطلق المسيرات قبل شهر من الأربعين، أما بالنسبة للزوار القادمين من دول أخرى جوا، فيحيون الذكرى بالسير على مدى يومين متواصلين من النجف حيث مقام الإمام علي بن أبي طالب، باتجاه كربلاء.
يعد السير على الاقدام خلال هذا الفصل الديني، أشبه بمواساة لأهل بيت الحسين الذين ساروا لمسافات طويلة بعد عودتهم من الشام، بعد واقعة الطف التي قتل فيها الإمام الحسين، وبحسب الروايات الشيعية التاريخية فأنه عندما سبيت زينب أخت الحسين ومن كان معها من أصحابه وأفراد عائلته وأولاده، وفي طريق عودتهم إلى المدينة، مررن بكربلاء لزيارة قبر الحسين.
وفي ذكرى الأربعين، يفتح العراقيون أبوابهم للزوار حيث يقومون باستقبالهم وإوائهم وخدمتهم، فيما تتولى العتبات الدينية تأمين الخدمات اللوجستية، مع استنفار القطاعات الحكومية من الصحة والأمن التي تمتد على كل مفارق الطريق وطوله المؤدي إلى كربلاء، بينما ينصب الأهالي الخيام على طول الطرق التي يستخدمها الزائرين لتقديم الطعام والمنام وغيرها من الخدمات التي تصل حد “غسيل الملابس”.
اقرأ/ي أيضا: اكتمال التحقيق مع قاتل مدير بلدية كربلاء: متى الحكم عليه؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.