صورة الملكة البريطانية الراحلة، إليزابيث الثانية، ظهرت في العديد من جوانب الحياة في المملكة المتحدة، سواء على الطوابع أو الأموال والوثائق الرسمية. وبينما يتولى الملك تشارلز الثالث العرش، تشير التساؤلات حول كيف ستتغير الأمور، ومتى سيظهر تشارلز على العملة النقدية، لا سيما وأن هناك 4.5 مليار ورقة نقدية من الجنية الاسترليني متداولة، منقوش عليها صورة الملكة، وليس هذا فحسب، بل وفي دول الكومنولث، تظهر صورة الملكة أيضا على عملة معينة.

أين ستتغير العملة؟

من المتوقع أن يجري تغيير على عملات 15 دولة، لتحمل وجه الملك تشارلز، خليفة الملكة الراحلة. لكن هذا التغير في شكل العملة، لن يكون فوريا، كما أن العملات الحالية، سيستمر العمل بها بشكل قانوني، وقد يجري استبدالها بشكل تدريجي.

وفقا لموسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، تظهر صورة الملكة على عملة 35 دولة حول العالم، أكثر من أي ملك آخر، حيث ظهرت على بعض العملات الورقية، والعملات المعدنية نظرا لمنصبها كرئيسة للكومنولث. ومن المحتمل أيضا أن تخضع الأوراق النقدية في هذه الدول لتغييرات، إلا أن هذا يرجع إلى القرارات الفردية لهذه الدول.

الدول الخاضعة للتاج البريطاني أو ما يعرف بـ “مجموعة الكومنولث”، وهي تتكون أساسا من 54 دولة، بعضها كانت خاضعة للإمبراطورية البريطانية، وأخرى لم تكن تحت الاستعمار البريطاني، ومن بين هذه الدول، 15 دولة فقط ما زالت تحت التاج البريطاني.

والدول الـ 15 هذه هي: أستراليا، كندا، نيوزيلندا، أنتيغوا وبربودا، الباهاس، بيليز، غرينادا، بابوا غينيا الجديدة، سانت لوسيا، جزر سليمان، سانت كيتس ونفيس، والقديس فيسونت، سانت فينسنت والغرينادين، وجامايكا، والبهاما.

وتضم مجموعة “كومنولث”، نحو ثلث سكان العالم (2.6 مليار نسمة)، بالنظر لكون الهند تنتمي لهذه المجموعة، إضافة إلى باكستان ونيجيريا، وبنغلاديش، والمملكة المتحدة.

توقيت تغيير العملة

التخلص التدريجي من العملة القديمة التي تظهر صورة الملكة عليها لن يتم في وقت قريب، إذ وفقا لما أعلنه بنك إنجلترا، فإن الأوراق النقدية التي تظهر الملكة إليزابيث الثانية، ستظل تعتبر أموالا قانونية يمكن استبدالها، وأنه سيتم إصدار إعلان إضافي حول الأوراق النقدية الحالية للبلاد بمجرد الانتهاء من فترة الحداد.

ومع ذلك، فمن المحتمل أن تكون هذه العملية تدريجية، مما يعني أن العملة التي تظهر صورة الملكة، قد تظل متداولة بعد شهور وسنوات من وفاتها، إذ تحتاج اللجنة الاستشارية الملكية لصك العملة إلى إرسال توصيات بشأن عملات معدنية جديدة إلى المستشار، والحصول على موافقة ملكية قبل حدوث أي شيء. لذلك من المحتمل أن تمر فترة طويلة من الوقت قبل تسليم ملاحظة تحمل صورة الملك تشارلز الثالث.

أما بخصوص دول “الكومنولث”، فإنه من المقرر تحديث العملات الأسترالية، والأوراق النقدية بقيمة 5 دولارات، لإبراز وجه الملك تشارلز الثالث. حيث ظهرت صورة الملكة على الورقة النقدية الأسترالية البالغة 5 دولارات، منذ عام 1995.

تظهر صورة الملكة أيضا على حوالي 20 ورقة، من الأوراق النقدية في كندا، والعملات المعدنية الصادرة في نيوزيلندا، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من “الكومنولث”، وبحسب بعض الخبراء، فإنه من المتوقع أن يظهر وجه الملك تشارلز، على العملة الكندية في غضون عام أو عامين، على حسب خطط الجهة المسؤولة عن صك العملة.

ومنذ عام 1966، تم صك أكثر من 15 مليار قطعة من العملات المعدنية، في أستراليا، معظمها تحمل صورة الملكة إليزابيث، لكن بعد وفاتها، وبحسب ما ذكره بنك الاحتياطي الأسترالي، فإن جميع العملات والأوراق النقدية، الصادرة منه منذ عام 1913، بما في ذلك التي تحمل صورة الملكة الراحلة، تحتفظ بوضعها القانوني كعملة للبلاد.

الملك الجديد وسياسة بريطانيا الخارجية

يبدو أن المسيرة الطويلة من التغييرات أحدثتها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، خلال فترة حكمها المديد في بريطانيا، آخذ في التغيير، خصوصا مع أول تبني تشارلز الثالث، في وقت سابق من هذا العام، إنه خلال عام 2022 سيواصل العمل مع الناس في جميع أنحاء العالم للدفاع عن القيم الثمينة التي يتكون منها المجتمع الحر، خاصة في سوريا وأفغانستان. وهكذا، يبدو أن الملك البريطاني الجديد أخذ على عاتقه العديد من المسؤوليات، سواء داخل بريطانيا، أو في العالم الخارجي.

تشارلز الثالث، انتظر 70 عاما ليصبح ملكا، وهو الوريث الأطول خدمة في التاريخ البريطاني، وهو الأكبر من بين أربعة أطفال ولدوا للملكة وزوجها الراحل الأمير فيليب. وعندما تولت والدته العرش في سن 25، أصبح وليا للعهد، وهو في سن 3 سنوات.

وطبقا لما قاله خبراء في الشأن السياسي لـ”الحل نت”، فإنه وعلى اعتبار أن العمل السياسي ممنوع على الملك البريطاني وأسرته، فإن مجال اشتغاله يتركز بشكل كبير في رعاية المؤسسات الخيرية، وتقديم الدعم لمنظمات المجتمع المدني، كما وسيكون الملك الجديد مشرفا على أكثر من 600 جمعية خيرية.

وباعتبار الملك رأس الدولة، فإنه يقوم بإلقاء خطابات دورية أمام البرلمان، وذلك في قاعة مجلس اللوردات، حيث يقضي العرف بأن الملك، من غير المسموح له أن يدخل قاعة مجلس العموم المخصصة للبرلمانيين. وفي هذا الخطاب يحدد الملك الخطوط العريضة لبرنامج عمل الحكومة السنوي، والتوجيهات حول القضايا التي يجب التركيز عليها في عمل الحكومة والبرلمان.

الجدير ذكره، أنه بعد رحيل الملكة إليزابيث الثانية، يوم الخميس الفائت، بعد توليها مقاليد بريطانيا العظمى لمدة 70 عاما، سيرث تشارلز فيليب العرش تلقائيا، وبالتالي سيكون لبريطانيا ملك جديد ورئيس دولة، وكذلك لـ 15 دولة أخرى، بما في ذلك أستراليا وكندا ونيوزيلندا، التي تعترف بملك (أو ملكة) بريطانيا كرئيس لها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.