منذ سنوات تعمل وزارة الاتصالات في العراق على مشروع إطلاق قمر صناعي، والآن وصلت إلى وضع اللمسات الأخيرة، حسبما أفادت اليوم الاثنين؛ بأنها بصدد اختيار واحدة من الشركات العالمية المتقدمة لتصنيع وإدارة القمر الصناعي العراقي، بعد إغلاق العطاءات الخاصة بالمشروع.

وزارة الاتصالات حاليا هي بصدد اختيار إحدى الشركات المتخصصة بتصنيع الأقمار الصناعية، من أجل اختيار الشركة المؤهلة لتصنيع وإدارة ملف القمر الصناعي بالشكل الذي يتناسب مع توجه الوزارة فـي توفير أفضل الخدمات الاتصالاتية والمعلوماتية للمواطنين ومؤسسات الدولة عموما، يقول المتحدث باسم وزارة الاتصالات رعد المشهداني، في تصريحات صحفية تابعها موقع “الحل نت“.

ويضيف في حديث لصحيفة “الصباح” المملوكة للحكومة العراقية والصادرة من بغداد، أن “الموقع الاستراتيجي للعراق يمكنه من تشغيل القمر الصناعي ضمن المدارات التي يحتاج إليها من دون أي مشاكل فنية أو غيرها“، منوها إلى أن “القمر الصناعي العراقي سيوفر خدماته المتعددة التي ستكون متاحة لجميع المؤسسات التي تحتاج إلى خدماته.

تطورات مشروع القمر الصناعي تأتي بعد أن أعلنت وزارة الاتصالات العراقية آب/أغسطس الماضي استحصال الموافقات الأصولية منذ العام 2021 على إطلاق أول قمر صناعي عراقي، وأكدت أنه سيكون مشروعا واعدا ذا مـردودات مالية كبيرة، فضلا عما سيحققه مـن سيادة للعراق لاسيما أن أغلب البلدان تمتلك أقمارا سيادية تمثلها.

الوزارة قالت، إنها بصدد التعاقد مع شركة استشارية لإنشاء القمر الصناعي، فيما أشارت إلى أسباب توقف المشروع منذ عشرة أعوام.

اقرأ/ي أيضا: اقتراب موعد إطلاق أول قمر صناعي عراقي

العراق بصدد مشروع طموح

مدير عام دائرة العلاقات الخارجية والإعلام في الوزارة، عادل الأعرجي، تحدث لوكالة الأنباء العراقية “واع“، وتابعه موقع “الحل نت“، إن “القمر الصناعي مشروع طموح توقف منذ العام 2012 ومر بظروف داعش الإرهابي، وعدم وجود موازنة“.

 لكنه بين أنه “منذ العام 2013 لغاية اليوم لم ترصد موازنة استثمارية لهذا المشروع، في حين تم طرح مناقصة علنية لجميع شركات الفاندر“.

الأعرجي، لفت إلى أن “الآن نحن في طور تعاقد مع شركة استشارية لتحديد المتطلبات والمواصفات الفنية للقمر الصناعي، ولن يكلف ميزانية الدولة أي مبالغ على الموازنة الاستثمارية“.

وفي مطلع العام الحالي كشفت وزارة الاتصالات، تفاصيل جديدة عن إنشاء القمر الصناعي العراقي، فيما أشارت إلى الفوائد التي سيعود بها إلى البلاد.

المتحدث باسم الوزارة، رعد المشهداني، ذكر في تصريح صحفي، أن “العروض المقدمة من قبل الشركات العراقية والعربية والعالمية المختصة بصناعة وتطوير القمر الصناعي العراقي، مازالت مستمرة للشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية“.

اقرأ/ي أيضا: مخطط عراقي لإطلاق قمر صناعي 

العراق يكشف مدة إنجاز المشروع

المشهداني قال، إن “شركة الايرباص الفرنسية المختصة في شأن صناعة الأقمار الصناعية قامت بزيارة الوزارة قبل أيام، وقدمت عروضا بشأن صناعة القمر الصناعي العراقي“.

وتابع، أن “هناك شركات مصرية أيضا قدمت عروضها حسب الاتفاقية الثلاثية بين العراق والمملكة الأردنية وجمهورية مصر العربية“، مؤكدا “إمكانية الاستفادة من خبرة المصريين والفرنسيين وكافة الشركات التي تسهم في تطوير وضع الاتصالات والقمر الصناعي العراقي“.

المتحدث باسم الاتصالات، بين أن “التكلفة المالية لإنشاء القمر الصناعي لم تخصص، ولم تعلن لغاية اللحظة بسبب العمل المستمر على جمع العروض“.

كما أوضح، أن “القمر الصناعي سيعود بفائدة على إيرادات وزارة الاتصالات من خلال الاشتراك عبر الترددات الفضائية والترددات الهوائية، وترددات شبكات الاتصالات، بالإضافة إلى تشغيل أيد عاملة في مجال شركة القمر الصناعي إذا ثبتت على الأرض“.

مدير العلاقات في وزارة الاتصالات عادل الأعرجي، كان قد أعلن في شهر حزيران/يونيو الماضي، أن إطلاق هذا القمر الصناعي سيكون خلال السنوات الثلاث المقبلة.

العراق ومكاسب القمر الصناعي

الأعرجي قال في تصريح صحفي لـ “واع“، إن “وزارة الاتصالات المتمثلة بالشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية تقوم بجهود حثيثة لإطلاق قمر صناعي“.

وأضاف، إن “مرحلة استقطاب العروض والشركات الاستشارية العالمية قائمة، لوضع اللمسات الأخيرة لتلبية المتطلبات العامة والخاصة للمشروع بعد أن تتم دراستها بالتعاون مع وزارة الداخلية والدفاع والأمن الوطني والمخابرات“.

وبيّن، أن “القمر سيرى النور خلال السنوات الثلاثة المقبلة“، عازيا أسباب تأخر المشروع، إلى “قلة التخصيصات المالية للوزارة“.

ولفت، إلى أن “الوضع السياسي الحالي المرتبك، فضلا عن عدم إقرار الموازنة يجعلان من الصعب إطلاق مشروع ريادي ضخم هادف مثل القمر الصناعي، إلا أن جهود الكادر الموجود في وزارة الاتصالات لديها مساعٍ جادة للخروج من عنق الزجاجة، ووضع حلول للمشاكل الروتينية، وعدم وجود تخصيص مالي“.

ودفعت الوزارة إلى التوجه للشركات المستثمرة للقيام بتصنيع القمر واطلاقه، وبالتالي عدم تحميل الموازنة أيّ تكاليف، بحسب الأعرجي.

اقرأ/ي أيضا: أول قمر صناعي خاص بالعراق.. هذه التفاصيل

العراق يخصص مدارين للقمر الصناعي

فيما أشار إلى أن “العراق خصص له مداران، أي العمل على قمرين، الأول خاص بالإنترنت والاتصالات والثاني خاص بالقنوات الفضائية“.

ولفت، إلى أنه “من المتوقع أن يكون المشروع ذا مردودات مالية كبيرة للبلاد، فضلا عن سيادة البلد الخاصة لأن أغلب البلدان لديها أقمار سيادية تمثلها“.

وكانت وزارة الاتصالات، قد استحصلت الموافقات على إطلاق أول قمر صناعي عراقي، منذ العام الماضي.

المتحدث باسم الوزارة رعد المشهداني، أعلن في مؤتمر الأمن السيبراني العراقي الثاني، أن العراق سوف يطلق قريبا أول قمر صناعي عراقي في الأجواء العراقية.

وقال حينها، إن “هذا الإنجاز جاء بدعم وتوجيه من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي أكد مواكبة التطور التكنولوجي الحاصل في قطاع الاتصالات الجديد“.

اقرأ/ي أيضا: ربع سكان العراق بعمر 15 – 24 عاما

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.