سندات الخزينة السورية تسجل رقما قياسيا في أول يوم تداول

في أول صورة لظهور سندات الخزينة على شاشة الأسعار الفورية القديمة بموقع سوق دمشق للأوراق المالية، كان اللافت هو ثبات الأرقام غير الطبيعي، خصوصا بعد ترويج وزارة المالية خلال الأشهر السابقة لمزايا إدراج سندات الخزينة السورية في سوق دمشق للأوراق المالية، أن تداولها وفق أحكام نظام تسجيل وإيداع وتداول السندات سينعش السوق المحلية.

في اليوم الأول.. لا تداول

في شهر تموز/يوليو من العام الحالي، تم توقيع مذكرة تفاهم بخصوص الاكتتاب في مزادات سندات الخزينة وتداول سندات الخزينة في سوق دمشق للأوراق المالية، بين كل من وزارة المالية وبنك سوريا المركزي وهيئة الأوراق والأسواق المالية السورية وسوق دمشق للأوراق المالية.

في هذا السياق، قال مدير الإيرادات في وزارة المالية، أنس علي، أمس الاثنين، إنه لم يسجل أي تداول على سندات الخزينة في اليوم الأول.

وبحسب ما نقلته صحيفة “الثورة” المحلية، عن مدير الإيرادات، فإن “الأمر طبيعي خاصة في أول يوم، وأن الميزة الهامة أنه أصبح متاح التداول في السوق، إضافة إلى اكتساب هذه الورقة ميزة التسييل إذا ما احتاج المكتتب سيولة دون أن ينتظر لنهاية أجل الورقة، وحلول تاريخ استحقاقها والتي كانت تمتد لمدة سنتين”.

ووفقا لما ذكره علي، فإن هناك ست مؤسسات مالية ومصرفية بين عام وخاص، وشخصا اعتباريا واحدا فازوا بنتائج الاكتتاب على سندات الخزينة في المزاد الذي جرى بالسوق الأولي الشهر الماضي.

وزارة المالية تطرح سندات خزينة في بورصة دمشق.. ما الأهداف؟

لحظة محورية؟

أمس الاثنين، بدأ فعليا تداول سندات الخزينة التي أصدرتها وزارة المالية في سوق دمشق للأوراق المالية، وذلك بعد أن أعلنت وزارة المالية عن إنهاء كافة الإجراءات والموافقات اللازمة لتداول تلك السندات الخزينة في سوق دمشق للأوراق المالية، تلك السندات الصادرة بموجب المزاد الثاني لعام 2022.

وطبقا لما أعلن آنذاك، فإن عملية تداول السندات والتي هي الخطوة الأولى من نوعها في الاقتصاد السوري حتى الآن، سوف تسمح بأن تنتقل ملكية السندات بين الأفراد والمؤسسات الراغبة في اقتنائها، والحصول على عائد مضمون منها كنوع من أنواع الاستثمار المالي في الاقتصاد.

المحلل الاقتصادي، محمد حبش، تطرق للعملية على حسابه الشخصي في موقع “فيسبوك”، حيث ذكر أنه أصبح بإمكان المستثمرين في سوريا تداول سندات الخزينة عبر سوق دمشق للأوراق المالية، بحيث يمكنهم الحصول على قيمتها الأسمية المخصومة اليوم بدلا من انتظار موعد الاستحقاق.

وتابع، “الآن أُدرج في السوق سندات خزينة بعائد سنوي 8.41 بالمئة، أي أن قيمة السند الواحد 2 مليون ليرة، ويتم التداول عبر تحديد سعر الخصم من سعر السند”.

وتفسيرا للعملية، يقول حبش، “عندما يكون السعر 90 بالمئة، أي يقبل البائع أن يخصم 10 بالمئة، من قيمة السند ويحصل عليها نقدا اليوم، أي سيحصل على مليون و800 ألف ليرة بدلا من 2 مليون ليرة، وبالطبع يتنازل عن الفوائد الدورية اللاحقة، ويمكن أن يكون السعر 105، أي يريد البائع ربحا 5 بالمئة، فوق سعر السند ليتنازل عنه بالتالي يكون سعره مليونين و100 ألف ليرة، وهكذا توزع الفوائد نصف سنويا”.

مزادات الاكتتاب على سندات الخزينة في سوريا.. من المستفيد؟

ما هي سندات الخزينة؟

سندات الخزينة، هي بمثابة قرض تعطيه المصارف والأفراد للدولة، سابقا كانت المصارف فقط تكتتب بتلك السندات، أي الدولة تقترض من المصارف، لكن القرار السوري طرح سندات الخزينة بحيث يمكن للأفراد الاكتتاب فيها، أي تقترض الدولة من الأشخاص الطبيعيين.

للسند أجل استحقاق مثلا سنتان، وتحصل على معدل فائدة سنوي لنقل 8.42 بالمئة سنويا، قد توزع سنويا، أو نصف سنويا، أو عند الاستحقاق.

والسندات أدوات تمويل واستثمار منخفضة المخاطر، والعائد كون المقترض هي الدولة التي تستطيع الوفاء بالتزاماتها وتسديد مبلغ السند في نهاية الأجل، ومع إتاحة تداول السندات في سوق دمشق، يمكنك بأي لحظة بيع أو شراء تلك السندات من خلال السوق، حيث يخضع تداول السندات في سوق دمشق، للحدود السعرية المطبقة على الأسهم وكذلك عمولات التداول المعمول بها.

الجدير ذكره، أنه من الجانب الاستثماري، يرتبط نجاح مزادات الاكتتاب بسندات الخزينة التي أجرتها، وستجريها وزارة المالية السورية خلال العام 2022 ارتباطا وثيقا بمدى تحسينها لسعر الصرف من خلال نقل الأموال من المصارف الخارجية، واستخدامها في قنوات الاستثمار، وتحييد هذه الأموال عن المضاربة في أسعار الصرف، ولاحقا الاستفادة من زيادة الإنتاج والقدرة الشرائية، إلا أن استخدامها بسد عجز الموازنة العامة للدولة أثار جدلا واسعا حول المستفيد من هذه الخطوة.