مع قرب قدوم فصل الشتاء، تعتزم شركة المحروقات التابعة للحكومة السورية، البدء في التسجيل للحصول على مازوت التدفئة، فيما أكد مسؤولون حكوميون أن حاجة سوريا اليومية لمادة المازوت، تبلغ نحو 5.5 ملايين ليتر، وهي 20 بالمئة، من الكميات أو الكتلة الإجمالية الموجودة والمخصصة في كل محافظة، وهي للتدفئة للأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة دمشق.

أول دفعة 50 ليتر

في سياق توضيح فترة التسجيل للحصول على مازوت التدفئة، قال مدير التشغيل والصيانة بشركة المحروقات، عيسى عيسى، إن التسجيل على مازوت التدفئة لموسم 2022/2023 سيبدأ اعتبارا من يوم غد الأربعاء، وفق قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الصادر اليوم الثلاثاء، وفق ما نقلته صحيفة “تشرين” المحلية، اليوم الثلاثاء.

أضاف عيسى، في حديثه، أن حاجة سوريا اليومية من المازوت هي 5.5 مليون ليتر، حسب الإمكانيات المتاحة وهي 20 بالمئة، من الكميات أو الكتلة الإجمالية المتوفرة والمخصصة في كل محافظة وهي للتدفئة، وهذه النسبة يمكن أن تزداد بتحسين الكميات. وعن العاصمة دمشق قال: “إن مخصصاتها من المازوت تصل إلى 5.80 ألف ليتر يوميا منها 20 بالمئة للتدفئة”.

أشار عيسى، إلى أن تفعيل آلية توزيع مادة المازوت سيتم عبر الرسائل النصية في كل المحافظات لإيصال مخصصات جميع المواطنين من مازوت التدفئة، والأولوية ستكون تبعا لأقدم عملية شراء سابقة لأي مواطن بدون استثناء، والأهم أن التوزيع سيكون بإشراف لجان المحروقات المركزية في كل محافظة، على حد تعبيره.

خزانات لبيع المازوت في سوريا “إنترنت”

أما بالنسبة للأولوية في توزيع الكميات بكل محافظة لفت عيسى، إلى أنها “ستكون للمناطق الباردة”، مبينا أن الدفعة الأولى 50 ليترا، كما هو معروف لكل المواطنين في كل المحافظات وأن الكميات الموجودة تفرض على شركة المحروقات اتباع هذه الآلية، ليصار بعدها لتأمين الدفعة الثانية 50 ليترا، الأخرى وهو أمر مرتبط بتوفر الكميات لدى الجهات الحكومية.

يُشار إلى أنه خلال فصل الشتاء الماضي، تأخرت شركة المحروقات في توزيع الدفعة الثانية من مازوت التدفئة على مناطق واسعة في المحافظات السورية، وتحديدا المناطق الجبلية الباردة، مما اضطر الأهالي إلى شراء المازوت من السوق السوداء الذي كان سعره مضاعفا، وسط انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.

قد يهمك: “قبل موسم الشتوية”.. طن الحطب بمليون ليرة سوريّة

الحطب بدلا عن المازوت؟

مع اقتراب فصل الشتاء وندرة المازوت رغم مزاعم الحكومة بتوفيره للمواطنين على مدار الشتاء، نمت تجارة الحطب مع بحث بعض السوريين عن وسائل تدفئة بديلة قبل حلول الأشهر الباردة، وخوفا من تكرار الوضع الذي كان سائدا في العام الماضي، حيث كانت معظم العائلات تعتمد على وعود لتوفير المازوت ولكنها لم تتلقَ الدفعة الثانية، مما أدى إلى ظهور مافيات جديدة، فبات بعض تجار الحطب يشهرون السلاح بوجه عناصر الضابطة الحراجية.

وبالتالي، فإن الخطوة الأولية لبعض العائلات كانت شراء وتخزين الحطب، لأن الطن منه بات يكلف نحو مليون ليرة في دمشق، في حين أن الطن يكلف ما بين 300 ألف، و500 ألف ليرة، في المحافظات التي تكثر فيها الأحراج مثل منطقة حماة.

ضمن هذا الإطار، قال عبد الرزاق حبش، أمين سر جمعية حماية المستهلك، في تصريحات صحفية سابقة، إن عدم توفّر مادة المازوت خلال العام الماضي كان درسا للمواطنين، لأن عدم التزام وزارة النفط بتوزيع مادة المازوت أدى إلى زيادة ملحوظة في نسبة أمراض الشتاء، مما سبب لهم الخوف اليوم. ولتجنب تكرار ما حدث، لجأ المواطنون إلى بدائل مثل شراء الحطب، أو إخفاء الورق المقوى والمواد البلاستيكية المضرة بالبيئة التي جُمعت من الشوارع والأزقة.

رغم تحديد السعر الرسمي للطن الواحد من الحطب بـ 300 ألف ليرة، إلا أن وزارة الزراعة غير قادرة على تأمين الكميات التي يحتاجها المواطن نتيجة لفقدان مادة المازوت، لذا رأى حبش، أنه من الضروري إيجاد سبل لتأمين مادة المازوت عن طريق توزيع الحصص على العوائل لتغطية جزء من الحاجة.

قد يهمك: الكاز والحطب بديلان عن الكهرباء في سوريا

“الكسح” بديلا للتدفئة؟

منذ زمن بعيد ولعقود عديدة، اقتضت العادة بين البدو وسكان محافظة السويداء في المناطق الحضرية إرسال “الكسح”، من أجل تجنب برد الشتاء إلا أن هذه العادة اندثرت بعد التقدم التكنولوجي، ولكن وفي ظل الارتفاع العبثي في أسعار أجهزة التدفئة والوقود مثل المازوت والحطب، عاد جلب “الكسح”، مؤخرا في سوريا إلى الواجهة، محملة بجرارات وبسعر غير زهيد، يصل إلى 300 ألف ليرة سورية للنقلة.

“الكسح”، أحد المنتجات الحيوانية الثانوية، أنتج المزارعون سابقا، وهو مكون من خليط مخلفات الجمال والماعز والأغنام، يتم صناعتها في فصل الصيف، حيث يغلق على الأغنام داخل الحظائر، لتشكل بتجمعها من فضلاتها وترسبها تحت أقدام المواشي، طبقة تسمى “الكسح”.

بحسب تقرير نشره موقع “السويداء 24” المحلي، مؤخرا، فإن “المادة التي أخفاها الزمن ونساها الناس، والكثير من الأجيال لا تعرفها، عاودت الظهور بعد تقاعس الحكومة السورية عن واجباتها بتأمين وسائل التدفئة الحضارية للسكان، ومع قلّة توفرها وصعوبة الاستغناء عنها من مالكيها، يقدّر ثمن النقلة الواحد بواسطة جرار زراعي أو سيارة بيك أب، صغيرة الحجم بسعر 300 ألف ليرة”.

الجدير ذكره، أن أزمة الكهرباء والوقود في سوريا تتفاقم يوما بعد يوم، دون أن تتمكن الحكومة ووزارة الكهرباء من إيجاد أي حلول، ولا يوجد سوى الوعود بالتخفيف من التقنين على الرغم من انتهاء فصل الشتاء، إلا أن الأمور لم تزدد إلا سوءا، ولذلك كان لا بد للمواطنين من البحث عن بدائل تمكّنهم من متابعة حياتهم كشراء الحطب، أو إعادة إحياء وسائل التدفئة القديمة.

قد يهمك: بعد عقود على اختفائه.. “الكسح” في سوريا إلى الواجهة والنقلة بـ300 ألف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.