من لبنان وحتى الأردن، تصدرت أحداث اقتحام سالي حافظ، لبنك في لبنان، وهبوط عمارة اللويبدة، في العاصمة الأردنية عمّان، مواقع التواصل الاجتماعي العربية، ما بين متعاطف ومستنكر لأدوار الحكومات على إشارة إلى أنها ظواهر متكررة، كان آخرها في شهر آب/أغسطس الفائت.

اقتحام بمسدس غير حقيقي

في لبنان، نجحت اللبنانية سالي حافظ، أمس الأربعاء، في أخذ وديعتها من بنك “لبنان والمهجر” في السوديكو في ضواحي العاصمة بيروت، والمقدرة بـ13 ألف دولار، بعد دخولها إليه مسلحة، وبرّرت سالي، فعلتها عبر فيديو بثته على صفحتها على “فيسبوك”، بأن سبب ما قامت به، هو دفع تكاليف المستشفى لشقيقتها التي تموت داخله، حسب قولها.

هذه المرة، بدت حلقة اقتحام المصرف شبه محبوكة أكثر من السابقة التي مضى عليها شهر، حيث تدخل الشابة سالي حافظ، برفقة مجموعة من الشبّان إلى بنك “لبنان والمهجر” بثقة عالية، من دون أن تظهر على أيّ منهم علامات الخوف، ويقفل أحدهم الباب بالجنزير، ويحتجز آخر الموظفين والزبائن رهائن.

ثم رشت سالي، المصرف بالبنزين وشهرت سلاحها في وجه المدير ممسكة بعنقه، ليستسلم ويعطيها ما تريد، ثم غمرتها مشاعر القوة وصعدت إلى الطاولة وأعادت المسدس إلى داخل البنطال، وأوكلت إلى البعض مهمة تصوير العملية بالهاتف والتعريف عن هوية المقتحمين بـ “نحن صرخة المودعين”، ثم غادروا المصرف ومعهم الأموال.

وقالت حافظ في فيديو مصور، إنه “منذ زمن طويل وأنا أرجو البنك ولم يفِ أحد بوعوده معنا ولم تقف معنا أي وزارة، البنك سرقنا علنا وبشكل مباشر، ورأيت أختي تموت أمام عيني ولم يعد لدي ما أخسره”.

تابعت، “منذ يومين رجوت مدير البنك وقلت له أختي تموت، عرض إعطاءنا 200 دولار على الـ12 ألف لبناني بالشهر، ووصلت إلى حد قررت بيع كليتي حتى تتعالج شقيقتي”، وتوجهت للبنانيين: لماذا انتم ساكتين، “روحوا جيبوا مصرياتكم لو بدها تكلفكم حياتكم”.

واعتذرت حافظ، عن الخوف الذي سببته لأي أحد وقالت، “لم أكن أريد إيذاء أحد سلاحي يلعب فيه ابن أختي وهو لعبة يستعملونها بالمسلسلات وأنا ضد السلاح المتفلت، شفت شقفة منّي عم تدوب أمامي، وفي بنك فشخة عن بيتي في 20 ألف دولار، جمعناها بعرق جبينا وأختي بحاجة إلى 50 ألف دولار، ونحن بعنا نصف أغراض بيتنا”.

المتابعون على وسائل التواصل الاجتماعي، رأوا أن أنها “ردة فعل طبيعية لأي إنسان سرق منه جنى عمره”، فلكل مقتحم مصرف حكاية، من حسن مغنية، وعبد الله الساعي، وبسام الشيخ حسين، وبالأمس رامي شرف الدين، وسالي حافظ، التي فعلت ذلك من أجل أختها المصابة بالسرطان.

وآخر مرة حصلت فيها مثل هذه الحادثة كانت في شهر آب/أغسطس الماضي، حين اقتحم مودّع فرع المصرف في شارع الحمرا في العاصمة بيروت، وطالب باستعادة ودائعه لمعالجة والده المريض، وهي الظاهرة التي يضطر فيها المودعون إلى اقتحام البنوك وإرغام الموظفين على تحرير جزء من ودائعهم المجمّدة.

رعب عمارة اللويبدة

حادثة سالي، لم تكن الوحيدة التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، ففي أقدم أحياء مدينة عمّان الأردنية، كانت هناك قصة أخرى خلفت 9 قتلى و14 مصاب بسبب انهيار عمارة سكنية، وما زالت عمليات إزالة الأنقاض والبحث عن ناجين مستمرة، حيث أعلنت فرق الإنقاذ العثور على طفل عمره أقل من عام، وهو على قيد الحياة، وتم عمل الإسعافات الأولية له قبل نقله للمستشفى.

بدأت حادثة عمارة اللويبدة، حينما تفاجئ سكان الحي، أول أمس الثلاثاء، بسقوط عمارة قديمة المنشأ مكونة من أربعة طوابق بالكامل، يقطنها أردنيون وآخرون من جنسيات عربية، حيث استدعى الأمر لحضور رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، ووزراء الداخلية، والصحة، والدولة لشؤون الإعلام، لمكان الحادث للإشراف على عمليات الإنقاذ والإخلاء.

مع استمرار انتشال الضحايا، حيث استخرجت 9 جثث من تحت الأنقاض، وأكثر من 350 رجل أمن ودفاع مدني، ما زالوا يعملون منذ أكثر من 48 ساعة لإنقاذ المحاصرين، يعيش الشارع الأردني على أعصابه، وسط معلومات رسمية تشير إلى وجود المزيد من القتلى والمصابين.

من إحدى القصص المؤلمة لسكان عمارة اللويبدة، بحسب ما نقله موقع “العربية”، فإن “أميرة، وملك، ومحمد ثلاثة أشقاء رحلوا تحت الأنقاض، حيث بدأت الحكاية بدعوة أميرة، وملك لصديقتهم نجد، إلى منزلهم للاحتفال بعيد ميلادها، فذهبت والدة الطفلتين للبقالة لشراء بعض الحاجيات للمنزل ولدى عودتها إلى العمارة لم تجدها وكأن الأرض ابتلعت ما فوقها”.

أحمد رمضان وهو أحد سكان العمارة، حمّل مالك العمارة مسؤولية ما جرى، مؤكدا أن “العمارة المنهارة قديمة البناء، وخلال الأيام الماضية قام مالك البناء بعمل توسعة في الطابق السفلي، فأزال أعمدة وجدرانا، وخلال عمله تشققت الجدران والأرضية في الشقة التي أسكن بها، عند ذلك قمت بتبليغ المالك بخطورة ما يقوم به على العمارة والسكان، لكنه استمر بالعمل حتى سقطت العمارة على السكان والعمال الذين يشتغلون في الطابق الأرضي”.

وزير الدولة لشؤون الإعلام، والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، فيصل الشبول، أكد أن هناك معلومات غير مؤكدة تفيد بوجود 10 أشخاص مازالوا تحت أنقاض عمارة اللويبدة، حتى الآن، فيما أوقف مدعي عام عمان، 3 أشخاص على خلفية انهيار المبنى.

عمارة اللويبدة، لا تختلف أحداثها عمّا حصل في حي الفردوس بمدينة حلب، الأسبوع الماضي، والذي راح ضحيته 11 مواطنا، بسبب عدم اكتراث مؤسسات السلطة السورية بالتحذيرات المتكررة من الواقع الكارثي والخطير للمباني المنهارة والمهدمة في حلب، وكذلك الأبنية المخالفة، ورغم المطالبات العديدة بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية، وكذلك اتخاذ تدابير لضمان السلامة العامة من أجل منع وقوع الحوادث البشرية، والكوارث الإنسانية، غير أن هذا الملف بقي على أهميته وأولويته الساخنة مؤجلا، ومرحّلا من عام إلى عام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.