وسط موجة من التهديدات والاستعدادات التي عبّرت من خلالها الأطراف الإسرائيلية واللبنانية عن موقفها من الخلاف حول حقل “كاريش” المتنازع عليه، نقلت مصادر إعلامية إسرائيلية، أن الوسيط الأميركي، عاموس هوكشتاين، سينقل إلى لبنان خلال الأيام القريبة “مقترحا نهائيا”، لحل الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية.

مقترح “الحل النهائي”، يأتي في أعقاب إعلان إسرائيل، أول أمس الجمعة، الشروع خلال بضعة أيام في تطبيق المرحلة القادمة من استغلال حقل “كاريش”، المتنازع على ملكيته مع لبنان، في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام لميليشيا “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، أمس السبت، أن أعين مسلحيه وأسلحتهم موجهة صوب الحقل في حال باشر الإسرائيليون العمل به قبل حصول بلاده على مطالبه.

في حين قالت قناة التلفزة الإسرائيلية “13” يوم الجمعة الفائت، أن الوسيط الأميركي، عاموس هوكشتاين، سينقل للبنان في الأيام القريبة “مقترح نهائي” لحل الخلاف مع تل أبيب، وأكدت نقلا عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن “هوكشتاين سينقل مقترح الحل النهائي“.

يأتي ذلك في ظل استعداد وزارة الطاقة الإسرائيلية، لربط خزان حقل “كاريش” بالمنظومة الإسرائيلية، وفق ما أعلنت عنه أول أمس الجمعة، في حين لفتت القناة الإسرائيلية إلى أن المسؤولين استدركوا بالقول، إن “المرحلة القادمة لا تشمل البدء في استخراج الغاز من الحقل“، في إشارة إلى احتواء موقف “حزب الله”.

اقرأ/ي أيضا:  اقتراب ترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل؟ 

رسائل إسرائيلية إلى “حزب الله”

القناة، اعتبرت أن” المسؤولين الإسرائيليين من خلال حديثهم معنيون بإيصال رسالة إلى حزب الله لإقناعه بعدم الإقدام على افتعال توترات“، مشيرة، إلى أن “جدلا نشب داخل المستويات القيادية الإسرائيلية حول طابع الإعلان الإسرائيلي بشأن مخطط التعاطي مع حقل (كاريش)“.

بالمقابل، كان نصر الله، قد قال في كلمة تلفزيونية له، أمس السبت، إنه “لا يمكن السماح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة“، مشيرا إلى أنهم يراقبون “مسار المفاوضات لترسيم الحدود البحرية“.

نصر الله، أكد في كلمته “بالنسبة لنا الخط الأحمر، هو بدء استخراج النفط والغاز من حقل كاريش، وهدفنا أن يتمكن لبنان من استخراج النفط والغاز، وهذا الملف لا يتصل بأي ملف آخر“.

من جهتها، تدعي إسرائيل إن حقل “كاريش”، يقع بأكمله في منطقتها الاقتصادية الخالصة، بينما يؤكد لبنان أن الحقل يقع في جزء من المياه المتنازع عليها مع تل أبيب.

ولحل هذا الخلاف الذي تصاعد مطلع شهر حزيران/يونيو الماضي، توسطت واشنطن بين الجانبين، في وقت استقدمت شركة “إنرجيان”، المشغلة للحقل، سفينة لاستخراج الغاز منه وهذا ما أجج الغضب اللبناني.

سياق الأزمة اللبنانية – الإسرائيلية

حيث تصاعد التوتر إلى مرحلة التحذير من اندلاع مواجهات مسلحة، بعد أن وصلت إلى المنطقة البحرية المتنازع عليها، سفن تابعة لشركة “إنرجيان”، مخصصة لاستخراج الغاز لحساب إسرائيل، في شهر حزيران.

ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا؛ وتتوسّط الولايات المتحدة، مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية النزاع وترسيم الحدود.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2020، انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين بيروت، وتل أبيب برعاية الأمم المتحدة، بهدف ترسيم الحدود، وعُقدت 5 جولات كان آخرها في مايو/ أيار 2021، ثم توقفت نتيجة خلافات جوهرية، تمثلت بمساحة المنطقة المتنازع عليها بين البلدين.

وفي الثاني من تموز/يوليو الماضي، قالت إسرائيل إنها اعترضت 3 مسيّرات تابعة لحزب الله، كانت متجهة إلى منطقة حقول الغاز في البحر المتوسط.

وتعتقد إسرائيل، بحسب تقرير عسكري سري صادر عن الجيش الإسرائيلي، أن حزب الله، قد يلجأ إلى افتعال مواجهة مسلحة في الفترة القريبة للالتفاف على الانتقادات الداخلية التي يتعرض لها.

اقرأ/ي أيضا: ما الجديد في ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة