“سياحة مدعومة“، هكذا وصف مصطفى إبراهيم صاحب شركة للسياحة والسفر في محافظة ديالى العراقية، انتعاش القطاع السياحي بين العراق ولبنان وأسبابه، وهو يتحدث لموقع “الحل نت“، عن قرار مجلس الوزراء اللبناني في الأيام القليلة الماضية، بإعفاء العراقيين من الحصول على تأشيرة دخول، وتخفيض الجانب العراقي لعمولة الرحلة، ما دفع إلى تحول بيروت للوجهة المفضلة لدى العراقيين.

مصطفى إبراهيم (30) عاما، يقول إن “القرار اللبناني لم يكن ذا نفع لولا ما قابله من إجراءات عراقية بتخفيض أجور الطيران لتصل إلى نحو 200 دولارا ذهابا وإيابا، ما يعادل نحو نصف قيمة الرحلة في السابق، وهذا ما جعل للقرار وقعا في تحفيز الراغبين في السفر إلى الإسراع في استغلال الفرصة، وهذا ما جعلنا نقول عنها سياحة مدعومة“.

إجراءات تأتي في إطار تقديم الدعم إلى لبنان الذي يعيش أصعب أزمة مالية وسياسية خلال سنواته الأخيرة، وتأثيرها على المواطنين الذين باتوا لا يمكنهم الحصول في بعض الأحيان حتى على الخبز، يشير إبراهيم، ويلفت إلى أن ذلك دفع بالكثير من العراقيين الراغبين في زيارة لبنان لكن أوضاعهم المادية لا تسعفهم في السابق إلى استثمار الفرصة حاليا، خاصة بعد إتاحتها لوقت محدد.

ومطلع الأسبوع الماضي، قرر مجلس الوزراء اللبناني منح العراقيين الراغبين في بالسفر إلى لبنان تأشيرة دخول وإقامة مجانية لمدة شهر قابلة للتمديد حتى ثلاثة أشهر مجانا أيضا. قرار عززه المجلس بإلغاء شرط أن يكون الرعايا العراقيين الراغبين بالدخول إلى الأراضي اللبنانية، يحمل مبلغ 2000 دولار نقدا، أو شيك مصدقا من بنك معتمد.

اقرأ/ي أيضا: مخاوف من فوضى أمنية في لبنان

العراق ولبنان يدعمان القطاع السياحي

كما أن ذلك يأتي في إطار تعزيز العلاقات وتجسيرها بما يخدم العلاقات الثنائية بين البلدين، وجزءا من الشراكات المتبادلة في الآونة الأخيرة والتي يحاول من خلالها العراق إعانة لبنان على مشاكله الاقتصادية، من خلال دعمه بالوقود مقابل استيراد بعض مما ينتجه، وهذا ما أكده بيان الحكومة اللبنانية الذي أشار إلى أن ذلك يهدف لتفعيل التعاون مع جمهورية العراق.

من جهته يقول عزام الكروي لموقع “الحل نت“، إن “لبنان جميلة وهي حلم كل من يرغب بالسفر والاطلاع، بالتالي مع قرار منح التأشيرة مجانا وخفض تكلفة الطيران من قبل الخطوط الجوية العراقية، فمن الطبي سنجد الكثيرين الذين يرغبون بالحصول على هذه الفرصة في حياتهم“.

الكروي الذي كان قد عاد للتو من سفرته إلى لبنان، أضاف في حديثه، أن “لبنان بلد عريق وفيه من المواقع الأثرية والتاريخية الكثير، لذلك الذهاب إليه هو بمثابة العودة إلى حقبة معينة من الزمن من خلال مطالعة وزيارة أثارها“.

تسهيلات يقابلها تراجع قيمة العملة المحلية اللبنانية لمستويات قياسية، ما يخفف عن السائحين في قيمة الاستهلاك، لا سيما من يحملون منهم عملة أجنبية، كما يقول مصطفى إبراهيم، ويوافقه الكروي بالرأي، الذي يشير إلى أن سفرته بالكامل تكلفتها لم تتجاوز الـ 500 دولار، وهو مبلغ بسيط بالنسبة إلى من يرمون السفر عبر البلدان.

بدوره علي فاضل يقول، إن “القرار الذي صدر من الحكومة اللبنانية وخطوط الجوية العراقية تشجيع السياحة جماعية يراد منها دعم الحكومة اللبنانية لحلحلة مشكلاتها الاقتصادية التي تمر بها، بسبب الأزمة السياسية التي تعيشها وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة المحلية“.

ويضيف: “أنا شخصيا أفكر جديا بالسفر إلى لبنان، خاصة وفي السابق كانت التكلفة المادية وأجور النقل لا تسعفني لتحقيق تلك الزيارة، لكن الآن في حال استمر هذا التخفيض فلا شك سأقوم بالسفر“.

اقرأ/ي أيضا: تطورات المشهد العراقي.. اجتماع رفيع المستوى لإنهاء الأزمة السياسية

لبنان والعراق وتقارب العلاقات

في تموز/ يوليو 2021 وقّع لبنان مع العراق، اتفاقا لاستيراد مليون طن من وقود “الفيول” للتخفيف من أزمة الكهرباء في البلاد، ووصلت أول باخرة إلى بيروت محملة بـ31 ألف طن من مادة وقود “الفيول” في 16 أيلول/ سبتمبر عام 2021.

“الفيول” هو مزيج من الزيوت التي تبقى في وحدة تكرير النفط بعد التقطير -وقود ثقيل- ويحرق في الفرن أو المرجل لتوليد الحرارة أو لتوليد الطاقة الكهربائية أو الحركية.

وفي نيسان/ أبريل 2021، وقعت بغداد اتفاقا “إطاريا” مع بيروت، تحصل بموجبه الأخيرة على النفط العراقي مقابل تقديم لبنان الخدمات الطبية للعراق.

الاتفاقية حصلت حينها، بأن يتم توريد لبنان 500 ألف طن من النفط العراقي دوريا مقابل الخدمات الطبية، لإنقاذ بيروت من الأزمة الاقتصادية وتحديدا الصعوبات في التزود بالطاقة.

بعد “توقيع الاتفاق الإطاري“، توصل العراق ولبنان إلى تفاهمات من أجل تشكيل “لجنة فنيّة مشتركة” لضمان تطبيق ما ورد في الاتفاق حينها، وفق “الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام“، لكن وبعد تنفيذه لمدة معينة، لم يستمر الاتفاق؛ لأن بغداد هي الأخرى تمر بأزمة وقود مؤخرا.

وكان الهدف من الاتفاق تخفيف النقص الحاد في الكهرباء في لبنان، الذي بلغ حد الأزمة في الصيف الماضي عندما عجزت الحكومة عن دعم واردات الوقود.

اقرأ/ي أيضا: مقترح نهائي لحل الخلاف الإسرائيلي– اللبناني حول حقل “كاريش”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة