لعدم إمكانية شرائها ودون تحديد تسعيرة رسمية، سمحت “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، الأربعاء، بتصدير مادة الذرة الصفراء لخارج مناطقها، وقالت إن السبب هو عدم قدرتها على شراء المحصول من المزارعين.

وأصدرت “الإدارة الذاتية” قرارها القاضي بالسماح بتصدير محصول الذرة الصفراء من كافة المعابر، وتركت للمزارعين حرية التوريد لمجففات الذرة في مناطقها.

استغلال التجار

خبير زراعي، يرى أن عدم تحديد تسعيرة محصول الذرة الصفراء، قد يدفع التجار لاستغلال الفلاحين وعدم شراء المحصول بالسعر المناسب الذي يعادل أتعاب ومجهود الفلاحين.

وقال فرحان حسو، وهو خبير زراعي في منطقة الدرباسية، لموقع “الحل نت”، إن غياب تسعيرة رسمية، ستكون نتائجها كارثية على الفلاحين ليكونوا ضحايا التجار، مضيفا أن “تكاليف زراعة محصول الذرة باهظة ويحتاج إلى ري لأكثر من اثنتي عشرة مرة إلى موسم حصاده، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مواد السماد والمحروقات”.

وفي الخامس من تشيرين الأول/أكتوبر الجاري، حددت المؤسسة العامة للأعلاف التابعة لحكومة دمشق، سعر الطن الواحد من مادة الذرة الصفراء المحلية المجففة دوكمة لموسم 2022 بـ 2 مليون ليرة سورية.

وتشير التوقعات الحكومية إلى أن تقديرات إنتاج محصول الذرة الصفراء لهذا الموسم، نحو 450 ألف طن من الذرة الرطبة، وسيتم تسديد ثمن المحصول للفلاحين خلال 24 ساعة من تسليم محصولهم، بحسب وكالة “سانا” المحلية.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية شمال شرقي سوريا، ما يقارب 400 ألف طن من محصول الذرة الصفراء، يتوقع إنتاجها لأكثر من 200 ألف طن، وفق المركز الإعلامي لـ هيئة الزراعة والري في “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا.

محصول استراتيجي

الخبير الزراعي، فرحان حسو، أشار إلى أنه كان ينبغي أن تقوم “الإدارة الذاتية” بشراء جزء من هذا المحصول الاستراتيجي، وتحديد تسعيرة مناسبة حتى لا يتم استغلال الفلاحين من قبل التجار.

والعام الماضي، حددت “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، تسعيرة محصول الذرة بـ 1100 ليرة سورية للكيلو الواحد، واستُخدم في الخبز بسبب قلة محصول القمح، فيما لم تصدر تسعيرة الذرة هذا العام.

وقررت هيئة الاقتصاد والزراعة، خلال الموسم الماضي، شراء كامل محصول الذرة، واصفا إياه بـ«الاستراتيجي»، نظرا للاستفادة منه في معمل الزيوت النباتية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.

ومطلع العام الفائت، افتتحت “الإدارة الذاتية” معمل الوردة الذهبية لإنتاج الزيوت النباتية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 طن يوميا، وفقا لمسؤولين في “الإدارة الذاتية”.

ويعد محصول الذرة ثالث أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في شمال شرقي سوريا، بعد القمح والقطن، يستفاد منه في صناعة الزيوت النباتية وصناعة المعجنات والصناعات الغذائية.

وتحتل مدينة الرقة، المركز الأول في زراعة محصول الذرة، نظرا لخصوبة تربتها ووفرة المياه، حيث تروى مساحات زراعية واسعة على نهر الفرات، فيما تأثر محصول الذرة هذا العام بموجة الجفاف التي ضربت المنطقة، وبانخفاض منسوب نهر الفرات باعتبار الذرة من المحاصيل التي تحتاج لكميات مياه عالية خلال فترة زراعته، بحسب مزارعين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.