بعد الموافقة على مبادرة نقل الحبوب عبر البحر الأسود في 22 تموز/يوليو، من قِبل الأمم المتحدة والاتحاد الروسي وأوكرانيا وتركيا، لإعادة تدفق الحبوب إلى العالم والتي تصدر أوكرانيا منها 45 ملون طن سنويا، عادت كييف أمس الأحد، لتتهم روسيا بعرقلة تنفيذ الاتفاق داعية في الوقت نفسه إلى تجديده.

اتهامات الحكومة الأوكرانية تأتي في وقت أثارت فيه موسكو شكاوى مرارا بشأن تنفيذ الاتفاق، كما هددت بإعادة تقييم تعاونها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وموظفيه، في إطار الرد على اتهامها باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية في قصف المدن الأوكرانية.

حول ذلك، قالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية في بيان عبر تطبيق تليغرام، إن “روسيا تعرقل عمدا التنفيذ الكامل لمبادرة الحبوب، ونتيجة لذلك فإن الموانئ الأوكرانية لم توظف إلا نسبة 25 إلى 30 بالمئة من طاقتها منذ بضعة أيام“.

في هذا السياق، قالت سلطات كييف، إن سبع سفن محمّلة بالحبوب أبحرت من موانئها الأحد متجهة إلى آسيا وأوروبا، داعية إلى تجديد الاتفاق وسط مخاوف من رفض موسكو.

ومن بين السفن التي غادرت الأحد، سفينة استأجرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تحمل 40 ألف طن من القمح من ميناء تشورنومورسك ومتجهة إلى اليمن وهو تطور رحب به الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.

اقرأ/ي أيضا: حكومة قيس سعيّد أمام “فرصة أخيرة”.. توافق سياسي أم تأجيج شعبي؟

مساعي أوكرانية وشحنات مكدسة

زيلينسكي قال في خطاب مصوّر، “من المهم للغاية أن السفينة السادسة أبحرت اليوم، وهي محمّلة بمواد غذائية في سياق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة“.

وأضاف أن “هذه السفينة متجهة إلى اليمن محملة بالقمح. إثيوبيا واليمن وأفغانستان – هذه الدول الثلاث حصلت بالفعل على مواد غذائية بفضل صادراتنا وبرنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة“.

من جهتها، قالت وزارة البنية التحتية، إن السفن السبع التي تحمل إجمالي 124300 طن من المواد الغذائية غادرت من موانئ أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني.

بدوره، المتحدث باسم الأمم المتحدة قال اليوم الإثنين إن “هناك الكثير يجب القيام به”، لحل مشكلة تراكم أكثر من 150 سفينة في صفقة شحن الحبوب عبر البحر الأسود، وأقرّت أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة بالأزمة.

وقالت إسميني بالا المتحدثة باسم مبادرة حبوب البحر الأسود التابعة للأمم المتحدة، “هناك حاليا أكثر من 150 سفينة تنتظر حول إسطنبول للتحرك، ومن المحتمل أن يتسبب هذا التأخير في تعطيل سلسلة الإمداد وأعمال الميناء“.

اقرأ/ي أيضا: مظاهرات واسعة و50 قتيلا وأكثر من 300 جريح.. ما الذي يحصل في تشاد؟

روسيا تتملص

بالمقابل، تثير روسيا مخاوف بشأن ما إذا كانت ستوافق على تمديد الاتفاق إلى ما بعد الموعد النهائي في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، إذ سبق أن أثارت شكاوى مرارا بشأن تنفيذه، وقال جينادي جاتيلوف، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع الماضي، إن موسكو سلّمت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تتضمن قائمة بالشكاوى.

ومهدت المبادرة، التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/ تموز، الطريق أمام أوكرانيا لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ المطلة على البحر الأسود والتي أُغلقت منذ انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا. وحصلت موسكو على ضمانات لصادراتها من الحبوب والأسمدة.

سمح الاتفاق، بحسب الأمم المتحدة، باستئناف صادرات الحبوب والمواد الغذائية الأخرى والأسمدة، بما في ذلك الأمونيا، من أوكرانيا عبر ممر إنساني بحري آمن من ثلاثة موانئ أوكرانية رئيسية هي، تشورنومورسك، أوديسا، ويوجني/ بيفديني، إلى بقية العالم.

ولتنفيذ الاتفاق، تم إنشاء مركز تنسيق مشترك في إسطنبول، يضم ممثلين رفيعي المستوى من الاتحاد الروسي وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، وفقا للإجراءات الصادرة عن مركز التنسيق، ستخضع السفن الراغبة في المشاركة في المبادرة للتفتيش قبالة إسطنبول للتأكد من خلوها من البضائع.

بعد التفتيش تُبحر السفن عبر الممر الإنساني البحري إلى الموانئ الأوكرانية للتحميل، حيث تم إنشاء الممر من قِبل المركز وتتم مراقبته على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لضمان المرور الآمن للسفن، وإضافة إلى ذلك سيتم تفتيش السفن في رحلة العودة في منطقة التفتيش قبالة إسطنبول.

إلى متى يسير اتفاق الحبوب؟

بعد الاتفاق، ووفقا للأمم المتحدة، بدأت الشحنات التي تمت مراقبتها من قبل المبادرة في مغادرة الموانئ الأوكرانية منذ الأول من آب/أغسطس الماضي، وحتى نهاية الشهر؛ غادرت أوكرانيا أكثر من 100 سفينة محمّلة بأكثر من مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى.

وبحلول منتصف أيلول/سبتمبر المنصرم، أفاد مركز التنسيق المشترك بأن حوالي ثلاثة ملايين طن قد غادرت أوكرانيا، مما يشير إلى تقدم إيجابي، وهو ما أعادة الأمل بأن يتم تصدير ما يصل إلى خمسة ملايين طن شهريا في نهاية المطاف، قبل أن تعود كييف لتتهم روسيا في محاولات عرقلة الاتفاق.

وفقا لأرقام الأمم المتحدة، 51 بالمئة من البضائع حتى تاريخ 14 أيلول/سبتمبر، كانت من الذرة، و25 بالمئة من القمح، و11 بالمئة من منتجات عباد الشمس، و6 بالمئة من بذور اللفت، و5 بالمئة من الشعير، و1 بالمئة من فول الصويا، وواحد في المائة من المواد الغذائية الأخرى.

ويسري اتفاق تصدير الحبوب هذا لمدة 120 يوما، ويستهدف صادرات شهرية تبلغ 5 ملايين طن، فيما تدعو أوكرانيا إلى تجديد الاتفاق لكن المخاوف بشأن ما إذا كانت روسيا ستوافق على تمديده إلى ما بعد الموعد النهائي في 19 نوفمبر، بدأت تزداد لاسيما بعد محاولات موسكو ربط انتهاكاتها بما يتعلق باستخدام المسيّرات الإيرانية في القضية.

في حين عبّرت الأمم المتحدة عن وجهة نظرها التي ترى من خلالها أن اتفاقية تصدير الحبوب من أوكرانيا تؤدي وظيفتها، ويتعين تمديدها قبل انتهاء مدتها الشهر القادم، في وقت ترتفع الأسعار بسبب حالة الغموض التي ترخي بظلالها، فيما تحاول الأمم المتحدة تمديد الاتفاق لعام كامل.

اقرأ/ي أيضا: على خطى حزب “البعث”.. “الشيوعي” الصيني يسيطر على السلطة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة