في السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أجرت إيران مناورات عسكرية واسعة النطاق على الحدود الأذربيجانية، ولم يتم الإعلان بشكل دقيق عن موقع المناورات، إلا ما أشارت إليه وسائل إعلام إيرانية بأنها جرت في منطقة للتمرين تقع على حدود منطقة ناخشيفان وأراضي البر الرئيسي لأذربيجان.

في مقابل ذلك، أجرت قوات أذربيجانية، يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، مناورات عسكرية قرب الحدود مع إيران، وكانت أذربيجان قد شنت هجمات على أهداف في جنوب أرمينيا، في 13 أيلول/سبتمبر الماضي، في محاولة للسيطرة على ممر “زانجيزور”، الذي يقع على الحدود بين إيران وأرمينيا، ويربط بين جمهورية أذربيجان وإقليم ناخيتشيفان التابع لها والمتمتع بالحكم الذاتي داخل أرمينيا، الأمر الذي تنظر إليه طهران على أنه مؤامرة دولية لتطويقها جغرافيا، متعهدة بمنع أي محاولة لتغيير الجغرافيا السياسية في هذه المنطقة.

المؤشرات على التصعيد

إجراء مناورات عسكرية حدودية، فقد أطلق “الحرس الثوري” الإيراني، مناورات عسكرية واسعة النطاق على طول الحدود مع أذربيجان، في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتم نشر جسور مؤقتة عائمة لتدريب القوات والمركبات العسكرية على التنقل عبر العقبات المائية، لأول مرة، وهو ما أثار الانتباه، لاسيما في ضوء الإشارة إلى زيادة عدد الأسلحة والأفراد المشاركين في هذه المناورة. وأعقب ذلك بيومين، إعلان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أن “إيران لن تسمح بقطع اتصالها مع أرمينيا، ومن أجل تأمين هذا الهدف، أطلقت جمهورية إيران الإسلامية أيضا مناورة في تلك المنطقة”، وهو ما يُدلل على أن هدف طهران من تلك المناورات هو تهديد الجانب الأذربيجاني للحيلولة دون إقدامه على تفعيل ممر “زانجيزور”.

منطقة ممر زانجيزور “وكالات”

أذربيجان لم تتوانى عن الرد على استفزازات إيران، إذ أطلقت القوات الخاصة في الجيش الأذربيجاني مناورات عسكرية على الحدود مع إيران، في 2 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، وهو ما يُنذر باحتمال تفجّر الأوضاع في القوقاز، إذا ما استمر التصعيد بين الجانبين على نحو متسارع.

افتتاح القنصلية الإيرانية في أرمينيا، حيث افتتحت إيران، في 21 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قنصليتها العامة في مدينة كابان التي تقع بمقاطعة سونيك الأرمينية، وشهدت هجمات أذربيجانية في أيلول/سبتمبر الماضي. وقد تمت الإشارة إلى أن هذا الافتتاح تم على عجل، قبل أن يتم الانتهاء من أعمال التجديد التي كانت جارية داخل القنصلية. ويعكس ذلك الأمر رغبة طهران في إيصال عدة رسائل، أهمها أن تحالفها مع أرمينيا ثابت ويتجه نحو مزيد من التطوير في العلاقات بين الجانبين، بالإضافة إلى ما يحمله مكان افتتاح القنصلية من دلالة، حيث يقع بالقرب من المسار المخطط لممر “زانجيزور”، في مسعى لتأكيد إيران أن الحدود مع جارتها الشمالية غير قابلة للتغيير. وقد أعقب ذلك زيارة وزير الخارجية الأرميني إلى طهران ولقائه نظيره الإيراني، حيث أكدا على ضرورة تعميق العلاقات بين الدولتين.

تعزيز العلاقات الاقتصادية الإيرانية مع أرمينيا، شهدت العلاقة بين أرمينيا وإيران تطورا ملموسا خلال الفترة الأخيرة، لاسيما اقتصاديا وتجاريا، إذ تُعد أرمينيا الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي تتشارك حدودا مع إيران، واتفق الطرفان على إطلاق خط إنتاج للسيارات الإيرانية في أرمينيا، بعد مباحثات بين رئيس منظمة التنمية التجارية الإيرانية، علي رضا بيمان باك، ونائب وزير الاقتصاد الأرميني، ناريك تيريان، في 4 أيلول/سبتمبر الماضي. كما استضافت يريفان منتدى الأعمال الأرميني الإيراني، بهدف رفع العلاقات الاقتصادية الثنائية إلى مستوى أعلى. وسجل التبادل التجاري بين البلدين نمواً كبيرا في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، ليبلغ حوالي 307 ملايين دولار مقارنةً بـ 224 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2021، وسط عزم يريفان على اتخاذ خطوات لجذب الاستثمارات الإيرانية وإيجاد أسواق جديدة للمصدّرين والمصنّعين الأرمن. وتسعى طهران من خلال ذلك، إلى تأسيس تعاون استثنائي مع أرمينيا، للرد على التحالف بين أذربيجان وتركيا والتي ترى أنه مدعوم من قِبل إسرائيل وحلف شمال الأطلسي “الناتو”.

رسوم على الشاحنات الإيرانية، منذ صيف 2021، بدأت أذربيجان بفرض رسوم على الشاحنات الإيرانية المتجهة إلى أرمينيا، عبر طريق “جوريس- كابان” السريع، بعد أن بات خاضعا للسيطرة الأذربيجانية، وفق الترتيبات التي نتجت عن النزاع الذي اندلع بين باكو ويريفان، في الفترة من 2 أيلول/سبتمبر إلى 10 تشرين الأول/أكتوبر 2020، فيما يُسمى بـ “حرب كاراباخ الثانية”. وعليه، فقد اتجهت إيران إلى إيجاد طريق بديل للنقل مع أرمينيا، وهو طريق “تاتيف- أغفاني” السريع، الذي سيتجنب أذربيجان تماما، هذا إلى جانب اعتزام تركيا استكمال خط أنابيب الغاز “أغدير” مع ناخيتشيفان، بالشراكة بين شركة “بوتاش” التركية لأنابيب النفط والغاز الطبيعي، وشركة النفط الحكومية الأذربيجانية “سوكار”، وهو ما يعني الاستغناء عن الاعتماد على إيران في مد هذا الإقليم ذي الحكم الذاتي بالغاز، ما يمثل خسارة اقتصادية لطهران.

أسباب الخلاف بين البلدين

التخطيط لإنشاء ممر “زانجيزور” يعزل إيران، حيث أثارت مسألة إنشاء ممر يربط بين جمهورية أذربيجان وإقليم ناخيتشيفان التابع لها في أرمينيا، على طول الحدود الإيرانية الأرمينية، حفيظة طهران، على أساس أن ذلك الأمر من شأنه أن يعزلها جغرافيا عن أرمينيا، ومن ثم عن المحيط الأوراسي المجاور، بما يتضمنه ذلك من حرمانها من مزايا اقتصادية وجيوسياسية عديدة، في الوقت الذي تواجه فيه إيران عقوبات أميركية وأوروبية على خلفية ملفها النووي والصاروخي، ودورها الإقليمي المزعزع لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ما أسفرت عنه الاحتجاجات الراهنة في إيران من فرض ضغوط وعقوبات متتالية على النظام الحاكم بسبب القمع الذي تمارسه السلطات بحق المتظاهرين. فضلا عن سعي إيران لأن تصبح بديلا لإمدادات الطاقة إلى أوروبا، في ظل الحظر الأوروبي على الإمدادات الروسية، على خلفية الحرب الأوكرانية.

لذلك أبدت إيران اعتراضا واضحا تجاه مخطط هذا الممر، وشدد المرشد الأعلى علي خامنئي، على رفض بلاده إغلاق الحدود مع أرمينيا، وذلك خلال لقائه كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أثناء زيارتهما طهران، لحضور اجتماع قمة أستانا، في تموز/يوليو الماضي، وهو الأمر ذاته الذي كرره الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال اتصاله برئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان.

تركيا وأذربيجان حاولتا الالتفاف على الاعتراض الإيراني، من خلال الحديث عن “تنازل أرميني” عن الممر لجارتيها، مقابل الحصول على مزايا اقتصادية، فضلا عن السماح لها بالوصول إلى إقليم ناغورني كاراباخ. بيد أن هذا الأمر واجه الرفض الإيراني نفسه، وأكد وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، في اتصال مع نظيره الأذربيجاني، جيهون بيرموف، في أيلول/سبتمبر الماضي، ضرورة عدم تغيير الحدود المعترف بها دوليا بين إيران وأذربيجان وأرمينيا.

طرق النقل الإيرانية مهددة، إيران تنظر إلى ممر “زانجيزور” على أنه محاولة لحرمانها من عوائد مرور الصادرات التركية إلى دول آسيا الوسطى، كما سيحرمها من رسوم عبور الشاحنات الأذربيجانية إلى إقليم ناخيتشيفان التابع لها في أراضي أرمينيا، وذلك في ضوء الاتفاق الذي وقعته إيران مع أذربيجان في آذار/مارس 2021، للعبور إلى الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي، بعد تقاعس أرمينيا عن تنفيذ بند في اتفاق الهدنة الموقّع مع أذربيجان، برعاية روسية في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بأن تسمح يريفان بوصول أذربيجان إلى الإقليم. أي أنه في حال إتمام هذا الممر، فإن ذلك يعني أنه لا حاجة لاستخدام الأراضي الإيرانية، للعبور، بل إن إيران ستضطر لدفع رسوم، ربما مضاعفة، للسماح بمرور شاحناتها سواء إلى الأراضي الأذربيجانية أو عبر الممر الواقع على الحدود مع أرمينيا.

إيران تتخوف من النفوذ التركي، هناك تخوف إيراني لتصاعد النفوذ التركي في منطقة القوقاز، وذلك في ضوء علاقات أنقرة الوثيقة مع أذربيجان، فضلا عن طموحاتها القومية الكبرى في هذه المنطقة. وتجري أنقرة مناورات عسكرية بشكل منتظم بمشاركة باكو، كان آخرها التي حملت اسم “النسر التركي الأذربيجاني 2022” وأُجريت في مدينة كنجه بأذربيجان، في 5 أيلول/سبتمبر الماضي. كما أجرت الدولتان مناورات في إقليم ناخيتشيفان، بالقرب من الحدود الأذربيجانية الإيرانية، في حزيران/يونيو الماضي، في محاولة من جانب أنقرة لإيصال رسائل تهديد إلى طهران.

لذلك تنظر إيران إلى ممر “زانجيزور”، على أنه مشروع أذري تركي بالأساس، يحظى بدعم من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويسعى لربط تركيا بحليفتها أذربيجان، وصولا إلى بحر قزوين، الأمر الذي يسهم أيضا في وصول تركيا إلى دول وسط آسيا، بالإضافة إلى كونه الطريق الأسرع للوصول إلى الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا، وهو أمر يحجم من النفوذ الإيراني في هذه المنطقة.

مخاوف من إثارة النزعة القومية الأذرية، تتخوف إيران من أن يؤدي زيادة نفوذ أذربيجان وتركيا على حدودها الشمالية، في حال تم تنفيذ مشروع ممر “زانجيزور”، إلى إثارة النعرات الانفصالية لدى القومية الأذرية، والتي تمثل ثاني أكبر القوميات في إيران بعدد سكان يتجاوز 20 مليون نسمة، وبنسبة تُقدر بنحو 22 بالمئة من إجمالي السكان، وهي تقطن المحافظات الشمالية الغربية من إيران. ويتهم النظام الإيراني، أذربيجان بدعم الحركات الانفصالية في هذه المحافظات التي يقطنها الأذريون.

العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل تقلق إيران، حيث تتهم إيران إسرائيل بدعم أذربيجان بالأسلحة والمعدات العسكرية، وأن الأخيرة تمتلك مخزونا ضخما من الأسلحة المتطورة التي اشترتها من إسرائيل على مدار سنوات، وأنها زودتها في حربها الأخيرة مع أرمينيا بالطائرات المُسيّرة الهجومية، وتكنولوجيات متقدمة أسهمت، مع الدعم التركي، في تحقيق انتصار كبير على أرمينيا.

كما تُلقي طهران بالاتهامات على الجانب الأذربيجاني في استضافة قوات وعناصر استخبارات إسرائيلية داخل أراضيها، أسهمت في تنفيذ عدة عمليات تخريبية في الداخل الإيراني، نال البرنامج النووي الإيراني النصيب الأكبر منها.

لذلك وكردّ إيراني على العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل، أجرى الجيش الإيراني مناورة عسكرية قرب حدود أذربيجان، في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2021، سُميت بمناورة “فاتحو خيبر”، في رسالة تهديد لباكو لاستضافتها عناصر إسرائيلية على أراضيها. وفي السياق ذاته، انتقد الرئيس الإيراني، نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، لإطاعته إسرائيل، وذلك خلال لقائهما على هامش مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا في العاصمة الكازاخية آستانا في 13 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

مآلات الخلاف

الخلاف بين إيران وأذربيجان خلاف ممتد تاريخيا، إلا أنه محكوم باعتبارات عديدة، تتعلق بعوامل جغرافية وديموغرافية واقتصادية وأمنية، فضلا عن الحساسية الشديدة التي تتمتع بها منطقة القوقاز باعتبارها واحدة من أهم مناطق صراع عدة قوى، على رأسها إيران وتركيا وروسيا والولايات المتحدة. وفي ضوء التطورات الأخيرة، قد تأخذ الخلافات بين إيران وأذربيجان أحد المآلات التالية.

مواصلة التصعيد المحدود، أي أن تتجه طهران للضغط على أذربيجان، بهدف إثنائها عن تنفيذ مشروع ممر “زانجيزور”، لما يمثله من حصار جغرافي لإيران، خاصةً في ضوء ما تعانيه من تطويق اقتصادي وسياسي بسبب العقوبات المفروضة عليها من الغرب. وقد يشمل هذا السيناريو، تنفيذ مناورات عسكرية ضخمة على الحدود مع أذربيجان، أو حتى القيام بعمليات محدودة في مناطق حدودية بين البلدَين، في ظل الاعتقاد الإيراني بتواجد إسرائيل في هذه المنطقة، والانطلاق منها لشن هجمات على أهداف داخل إيران.

قوات إيرانية قرب حدود أذربيجان “وكالات”

الدخول في مواجهة عسكرية شاملة، في ظل إصرار باكو، ومن خلفها أنقرة، على تنفيذ الممر الاستراتيجي بين أذربيجان وناخيتشيفان، متجاهلين مخاوف إيران، فقد يدفع ذلك طهران إلى الاندفاع نحو خيار الحرب مع أذربيجان، مع اعتقادها أن مخطط الممر سيجعلها محاصرة في القوقاز، ويؤدي إلى تراجع مكانتها الإقليمية، فضلا عن الخسائر الاقتصادية المتوقعة، إلى جانب ما يفرضه ذلك من استدعاء لوجود حلف شمال الأطلسي “الناتو” في تلك المنطقة، حيث تطلق إيران على هذا الممر “ممر الناتو التركي”. يُضاف إلى ذلك، المخاوف الإيرانية المتنامية بشأن الوجود الإسرائيلي على حدودها الشمالية في أذربيجان.

لكن فُرص نشوب حرب محدودة للغاية، بالنظر إلى الاعتبارات الجيوسياسية للأطراف الدولية والإقليمية المعنية، بالإضافة إلى أن مثل هذا النزاع سيُثير غضب موسكو التي لن تسمح باندلاعه، فضلا عن عدم رغبة إيران في فتح جبهة جديدة من الصراع في القوقاز، بخلاف التوترات الأخرى مع الغرب.

تدخّل روسي بين الطرفين والوصول للتهدئة، حيث تلعب روسيا دورا مهما في ضبط التفاعلات بمنطقة القوقاز، والحد دون انجرار الأطراف إلى تصعيد شامل، إذ تدفع باتجاه تعزيز التفاهم السياسي والتعاون الاقتصادي بين دول هذه المنطقة، من خلال محادثات (3+3) التي تضم أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، بالإضافة إلى روسيا وتركيا وإيران، للتعاون في جنوب القوقاز. واستضافت روسيا الاجتماع الأول لهذا التشكيل الدبلوماسي في 9 كانون الأول/ديسمبر 2021.

روسيا كانت قد أعلنت أن طريق الربط المخطط له بين أذربيجان وإقليم ناخيتشيفان، لا يحق لإيران الاعتراض عليه، لأنه سيجري في أرض أرمينية وليست إيرانية، في دلالة ربما على موافقة ضمنية من جانب روسيا على إنشاء هذا الممر، وهو ما قد يمثل ضغطا على طهران للقبول بحل وسط لهذا الأمر، بالنظر إلى حرص إيران على عدم إثارة غضب الحليف الروسي، الذي يدعم موقفها في المفاوضات النووية، وتدعمه هي في الحرب الأوكرانية.

من الجدير بالذكر، أن إيران تشعر بمدى التهديد الذي يفرضه عليها إنشاء ممر “زانجيزور” الذي سيحد من نفوذها سياسيا في المنطقة، فضلا عن تداعياته الاقتصادية السلبية بالنسبة لها. ويصعب التكهن بالخطوة القادمة للنظام الإيراني في هذا الملف في ظل ما يعانيه من أزمات داخلية راهنة، قد تدفعه للتهدئة والاتجاه بقبول حل وسط ومحاولة تقليل خسائره، أو قد يتجه نحو تصعيد خارجي كبير لصرف الانتباه عن الاحتجاجات الداخلية.

إقرأ أيضا:نزاع عسكري بين أذربيجان وأرمينيا.. ما الأسباب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.