في الوقت الذي يحتل العراق فيه المرتبة الخامسة على مؤشر أكثر الدول تأثرا بتغييرات المناخ، كشفت وزارة البيئة العراقية، أمس الثلاثاء، وضع خطة لتخفيف أثار الاحتباس الحراري، وذلك بالتزامن مع العمل على مشروع لتغليف الأبنية بالخلايا الشمسية، وبشكل متوازي مع إنجاز زراعة مئات الدوانم الزراعية.

مساعي ومشاريع البيئة العراقية تأتي طبقا لما ورد في وثيقة المساهمات الوطنية العراقية؛ وهي سياسة البلد العليا تجاه مشكلة التغيرات المناخية التي قدمها العراق إلى سكرتارية اتفاقية “الأمم المتحدة” الإطارية لتغيير المناخ “يو إن إف إس إس إس”، والتي تمثل رؤية الحكومة العراقية في سياسة التعامل مع ملف التغيرات المناخية والمصوت عليها من قبل مجلس الوزراء، بحسب مدير الدائرة الفنية في الوزارة عيسى الفياض الذي تحدث لوكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع”.

فمن خلال هذه الوثيقة، بحسب الفياض، فقد بينت الحكومة العراقية التزامها الأخلاقي في خفض الانبعاثات بنسبة 1 – 2 بالمئة في الجهد الوطني، مشيرا الى أن، وبناء على ذلك ستخفض الانبعاثات بنسبة 15 بالمئة في حال توفر الدعم الدولي، مع شريطة توفر الكهرباء لمدة 24 ساعة في البلاد، إلى جانب الأمن والسلام وخلوه من الأمراض والأوبئة.

جهود الحد من الاحتباس الحراري

في غضون ذلك، تسعى وزارة البيئة فتح الباب أمام دخول الطاقات المتجددة للبلد من خلال القطاعين العام والخاص؛ خصوصا الطاقة الشمسية، حيث خصصت الوزارة منحة مالية مقدمة من مرفق البيئة العالمي وأطراف أخرى متعددة تقدر بحوالي 38 مليون دولار لتعزيز كفاءة الطاقة في الأبنية وإدخال مفاهيم الطاقات المتجددة وتغليف الأبنية بالخلايا الشمسية، كما أكد مدير الدائرة الفنية في وزارة البيئة.

اقرأ/ي أيضا: “خان الذهب“.. دراما عراقية تقترب من المتابع وتبتعد عن الواقع

لتطبيق ذلك، أشار الفياض إلى أنه، تم اختيار بناية نموذجية في “جامعة بغداد” لهذا الغرض، وبالتعاون مع “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، حيث بدأت التهيئة لهذا المشروع منذ العام الماضي في حين سيبدأ التنفيذ الميداني خلال الأسابيع المقبلة.

على صعيد الطاقة، أنجزت الوزارة وثيقة خطة تقييم الاحتياجات التكنولوجية “تي إن أي”، وخطة العمل التكنولوجية الملحقة بها الـ “تي أي بي”، التي تعتبر إحدى الوثائق المهمة المنبثقة من وثيقة المساهمات الوطنية، التي استهدفت قطاع الطاقة من ضمن القطاعات الأربعة التي عملت عليها الوثيقة.

وسط ذلك، من المؤمل أن يتم إدخال أنظمة الطاقة الشمسية ضمن المباني السكنية، حيث بين الفياض، أنه تم تحديد تقنية إدخال أنظمة الطاقة الشمسية ضمن المباني السكنية على الشبكة أو خارج الشبكة، كما أعدت دراسة تفصيلية لهذه التقنية ضمن وثيقة خطة العمل التكنولوجية لاستقطاب المنح المالية المخصصة لهذا النشاط والمقدرة بـ5 ملايين دولار من مرفق البيئة العالمي، و”صندوق المناخ الأخضر” لتنفيذ إحدى التقنيات الواردة في وثيقة الـ “تي إن أي”.

مضامين المساهمات الوطنية

إلى ذلك، فإن الأيام المقبلة ستشهد إعلان خارطة تنفيذ وثيقة المساهمات الوطنية التي ستتضمن مشاريع وبرامج واضحة لإدخال الطاقات المتجددة في جميع القطاعات، واحتساب نسب الخفض المتحققة وذلك لمواكبة العالم أجمع في جهوده الرامية للتخفيف من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.

في سياق منفصل، أعلنت أمانة بغداد، أمس الثلاثاء، إنجاز زراعة وتأهيل 380 دونما ضمن مناطق قاطع بلدية الرشيد جنوبي العاصمة، مبينة أن ذلك جاء تنفيذا لخطة زيادة المساحات الخضراء.

اقرأ/ي أيضا: بعد حادثتي بغداد والأنبار.. أسباب وأرقام صادمة وراء انهيار المباني المتكرر في العراق؟

الأمانة وفي بيان لها، ذكرت أن دائرة بلدية الرشيد أنجزت زراعة 380 دونما في المناطق الواقعة ضمن رقعتها الجغرافية وشملت الجزرات الوسطية والمتنزهات والحدائق والساحات العامة، مضيفة أن الدائرة المذكورة أنجزت مؤخرا تأهيل وزراعة 30 دونما منها متنزهين في منطقة السيدية؛ الأول بمساحة 7 دونم ضمن محلة 827، والآخر بمساحة 3,5 دونم ضمن محلة 825، كما تم تنفيذ 4 حدائق جديدة في منطقة حي الحسين للشريط المحاذي لطريق سريع المطار.

جهل بياني حول الاحتباس الحراري في العراق

لا يمتلك العراق إحصاء دقيقا ومحدثا لكمية ونوعية غازات الاحتباس الحراري، حيث تطرق الاجتماع الاخير لـ “اللجنة الوطنية العليا لتحديد وتقليص الانبعاثات” مع وزارة البيئة إلى العديد من المحاور والتي أهمها عدم امتلاك العراق احصاء دقيقا لكمية ونوعية الانبعاثات.

يشار إلى أنه سبق ودخل العراق في “الاتفاقية الاطارية المناخية” و”اتفاق باريس” الذي يفترض من خلالها خفض انبعاثاته بنسبة 1 ـ 2 بالمئة وصولا إلى 2030 ـ 2035، 

في حين هناك عملا مستمرا من قبل الجهات المعنية لغرض توحيد الجهود بين القطاعات ذات العلاقة بالتعاون مع “برنامج الامم المتحدة الإنمائي” لغرض وضع خطة تبدأ بالإحصاءات وتحديد الانبعاثات وتنتهي بالآليات التي سيتم استخدامها لتقليل الانبعاثات من خلال الاتفاق على سيناريو وطني متفق عليه.

على مستوى المساحات الخضراء، فقد انخفض تلك المساحات في العاصمة العراقية بغداد خلال العقدين الماضيين إلى حوالي 12 بالمئة من أكثر من 28 بالمئة، فيما تعتبر بغداد من أكثر المدن سخونة في العالم، بدرجات حرارة تصل إلى 50 درجة أحيانا في الصيف ومعدلات جفاف عالية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات