“خان الذهب“.. دراما عراقية تقترب من المتابع وتبتعد عن الواقع

لا يزال الوقت مبكرا للحكم على الأعمال الرمضانية في العراق، التي ستحظى بأكبر مقبولية وأعلى نسبة متابعة، لكن ما هو واضح حتى الآن من بين مجموعة أعمال درامية برزت وسط غزارة الإنتاج، أن مسلسل “خان الذهب” الذي لمع نجمه قد حظي بمساحة كبيرة لدى المشاهدين العراقيين، لكنه لم يسلم أيضا من الانتقادات التي وصفته بالبعيد عن الواقعية.

“خان الذهب” يُبث على قناة الـ “إم بي سي العراق”، كما أن هناك عدة قنوات فضائية تقوم بعرض حلقات المسلسل الذي تدور أحداثه بين عائلتين يعملون بصياغة الذهب، بالإضافة إلى إحدى العوائل ميسورة الحال التي تمر بمشكلات كثيرة.

أحداث المسلسل تدور بشكل أساسي بين أسرة عراقية تواجه الحياة بالكثير من الصعاب والأزمات والمشكلات المتنوعة ويسعى أفراد الأسرة من أجل حل هذه المشكلات بكافة الطرق، وبذل المحاولات العديدة، وغير ذلك مما يواجههم من القضايا الاجتماعية التي تحدث في واقع المجتمع العراقي، الأمر الذي ساهم في استقطاب المتابعين والمشاهدين العراقيين لمتابعة حلقات هذا المسلسل وترقب أحداثه غير المتوقعة.

“خان الذهب” بين النجاح والانتقاد

حتى الآن، يُعتبر “خان الذهب” من أنجح المسلسلات الدرامية التي تم عرضها خلال أيام شهر رمضان الكريم لعام 2023، ولا تزال حلقاته شيقة ومليئة بالأحداث والتطورات، لكنه وبحسب متابعين فإن المسلسل لم يُكتب له الخروج عن سياق الإنتاج الدرامي العراقي الذي لا يزال يعاني من فقدان وحدة الموضوع إضافة إلى ضعف الحوار.

اقرأ/ي أيضا: مسلسل “دفعة لندن“.. يثير غضب العراقيين ويشعل جدلا مع الكويتيين

متابعون وصفوا حوار المسلسل بالضعيف في بعض المشاهد التي كانت تحتاج إلى قوة النص وإظهار براعة المؤلف في تقديم الرسالة، وعلى الرغم من ذلك فإن المسلسل نال استحسان الكثيرين، ولم تظهر هذه الانتقادات بشكل كبير حول رصانة العمل الدرامي، بقدر ما ابتعد بقصته عن الواقع العراقي.

البعض يقول أن المسلسل نجح في الخروج عن المألوف في الإنتاج العراقي، ونجح في تقديم قصة متكاملة تشد المتابع وتحفّزه على مدار الوقت، بل تشغله في الأحداث، وهذا ما هو غير معتاد على الدراما العراقية في السنوات الأخيرة والتي تراجعت بشكل كبير على مستوى الأداء والفكرة والكتابة والإنتاج، لكن هذا المسلسل الناجح فشل بمحاكاة الواقع العراقي، وأخذ منحى فنتازيا.

الانتقادات تركزت حول، الواقعية الاجتماعية للعائلة العراقية، حيث أظهر المسلسل الشاب أمير وهو ابن صائغ ذهب معروف، يقيم علاقة مع إحدى العاملات التي تعمل في معرض مجوهراتهم، وهي من عائلة ميسورة الحال، واسمها حياة.

أظهر المسلسل، زيارة أمير لحياة لمنزلهم في إحدى مناطق العاصمة بغداد، بشكل متكرر من دون أي حواجز مجتمعية أو أسرية، إذ يطرق الباب بكل بساطة لتخرج حياة تتحدث معه، بينما تأتي أمها لتراهم يقفون عند الباب، فتطلب منهما الدخول إلى المنزل، وهذا من غير المعهود على المجتمع العراقي.

قصة حب بعيدة عن الواقع

كذلك، فيما يتعلق بقصة زواج أمير من حبيبته حياة، من دون حضور والده أو أمه معه لخطبة حياة، بدى المسلسل كما لو أنه يفتقد لحلقة هامة في سياق السيناريو والقصة، إذ يعارض والد أمير زواج ابنه من حياة، ويصر الشاب على ذلك، وفي سياق التدافع الأسري بين أمير وأخيه الأكبر، يذهب أخيه معه لخطبة حياة، ومن ثم يعود بكل بساطة ليخبر والده أن أمير ابنه قد كسر كلامه وذهب لخطبة حياة، ليأخذ الأب موقفا من أبنه دون أن يفكر بالسؤال عن كيفية حدوث الخطبة التي سعى بها ابنه الذي يحاول التظاهر بأنه مطيع له.

على ذلك النحو، لا يخفي الكثيرون إعجابهم بالمسلسل بالرغم من كل المثالب التي أثيرت حوله، معتبرين إياها انطلاقة واعدة لأعمال أكثر جاذبية ودقة، في حين يرى أخرون أن المسلسل نجح بكل شيء إلا فيما يخص بعض المواضع التي يخرج فيها عن الواقعية.

اقرأ/ي أيضا: أثار جدلا سياسيا وعشائريا.. ما قصة مسلسل “الكاسر” الذي أوقف بثه بالعراق؟

المسلسل من بطولة الفتاة رويدا شاهين والتي تقوم بدور حياة كممثلة للمرة الأولى، وقد لاقت استحسان الجمهور بشكل كبير، إلى جانب سيف الشريف الذي يقوم بدور أمير، والفنان طه علوان، والفنانة سمر محمد، والفنان أحمد الخفاجي، والممثل الرائد سامي قفطان، والممثلة أميرة جواد، والممثل غسان إسماعيل، والممثلة سارة البحراني، والممثلة بتول عزيز، والممثلة أميمة جواد الشكرجي، والممثلة نور مازن، والممثلة عواطف نعيم، والممثل محمد ناصر، والممثل أحمد بيبر، والممثل كريم محسن.

في غضون ذلك، يعود مسلسل “حامض حلو” مرة أخرى، بعد سلسلة أجزاء، بالجزء الرابع على شاشة “إم بي سي عراق” في رمضان 2023، كما يعرض على منصة شاهد، وغير أن المسلسل يشهد هذه المرة غياب نجمة العمل ألاء حسين، وتدور أحداثه حول عدد من المواقف التي تواجه الإنسان بشكل يومي في حياته العادية، في إطار كوميدي.

كذلك، يشارك في “حامض حلو 4” إحسان دعدوش، ناريمان الصابوري، فوزية حسن، علي الملاك، علي جابر، صبا إبراهيم، مأمون النطاح، رضا طارش، رائد أبو فتيان، ويشارك في هذا الجزء مجموعة من الممثلين الجدد وهم: زهور علاء، عباس الشيباني، أحمد نسيم، خالد عمران، كرم ثامر، ساندي جمال، وهو من إخراج أسامة الشرقي.

جدل الدراما العراقية

بالمقابل، يحتدم الجدل في العراق، على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى داخل “البرلمان”، حول ما يوصف بالإساءات التي تنطوي عليها أعمال تلفزيونية رمضانية؛ فبالإضافة إلى مسلسل “معاوية” الذي حظر العراق عرضه، أثار مسلسلان آخران ضجة مع بدء عرضهما بداية رمضان الحالي.

المسلسل الأول “دفعة لندن” هو إنتاج قناة “إم بي سي” السعودية،عن قصة كاتبة كويتية، يتحدث عن يوميات طالبات من دول عربية مختلفة في العاصمة البريطانية، ليشعل أحد مشاهد المسلسل الجدل إثر ظهور طالبة عراقية على أنها “خادمة” لزميلاتها الخليجيات.

ما دفع عراقيون إلى الاعتراض على أساس أن المسلسل “ينتقص” من العراقيات، وتصاعد الجدل ليتحول إلى ما يشبه أزمة علاقات عامة بين العراقيين والكويتيين، واتهم عراقيون الدراما الكويتية بأنها “تتعمد” الانتقاص من العراقيين بشكل ممنهج.

المسلسل الآخر هو مسلسل درامي عراقي عنوانه “الكاسر” أثار عرضه ضجة بعد أن صور نجل شيخ قبيلة من جنوب العراق في جلسة رقص، وأثار المسلسل ردود فعل وصلت إلى “البرلمان” العراقي حيث طالب نواب هيئة الإعلام والاتصالات بوقف عرضه، ما دفع الهيئة إلى إصدار أمر لقناة “يو تي في” المحلية بوقف المسلسل.

عرض المسلسل أجج انتقادات من قبيل جهات سياسية أغلبها مقربة لإيران، ومنها ميليشيا “عصائب أهل الحق”.