حالة من الفوضى والارتفاع غير المبرر تشهدها أسعار الفروج في سوريا، في وقت لا تجد فيه الجهات الحكومية تبريرات كافية لتقديمها إلى السوريين، فتبرر هذا الارتفاع بشكل عشوائي، حتى وصل الأمر لتحميل الأمر إلى أكلة “الشاورما” الشعبية.
حتى آخر يوم في شهر رمضان، كانت الجهات الحكومية تربط غلاء الفروج بزيادة الطلب عليه في رمضان، حيث اعتمد الأهالي على لحم الفروج في تحضير وجباتهم الرمضانية على الإفطار، وذلك نتيجة الغلاء الكبير في أسعار اللحوم الحمراء.
الشرحات بـ60 ألف
منذ مطلع الأسبوع الحالي سجلت أسعار الفروج ارتفاعات جديدة، حيث وصل سعر كيلو الشرحات إلى 60 ألف ليرة سورية، بعد أن كان لا يتجاوز 52 ألف الأسبوع الماضي، كما وصل سعر كيلو الفروج المنظف إلى 35 ألف ليرة بزيادة بلغت 3 آلاف.
رئيس “لجنة مربي الدواجن” نزار سعد الدين، اعتبر أن عودة محال بيع الشاورما والوجبات الجاهزة للعمل بعد انتهاء رمضان، تسبب بزيادة الطلب على لحم الدجاج وبالأخص الشرحات، الأمر الذي أدى إلى زيادة أسعارها، لافتا في تصريحات لصحيفة “الوطن” المحلية، إلى أن نسبة استجرار محال الوجبات الجاهزة والشاورما للفروج وأجزائه نحو 65 بالمئة من الإنتاج اليومي.
رئيس اللجنة تحدث عن زيادة الطلب في الوقت الراهن، وتجاهل أن تبريرات الحكومة في رمضان لارتفاع أسعار الفروج كانت تتمحور حول زيادة الطلب، رغم أن محلات بيع الشاورما كانت مغلقة طوال الشهر، ما يطرح التساؤلات حول شفافية الجهات الحكومية في طرحها لتبريرات ارتفاع الأسعار، وأين كانت نسبة الـ65 بالمئة خلال أيام رمضان.
الأسعار التي وصل إليها الفروج في الأسواق، اعتبرها سعد الدين أسعار الحد الأقصى، مشيرا إلى أن الأسواق لن تشهد ارتفاعات إضافية خلال الأيام القادمة، في حين أكد مواطنون أن المشكلة ليست فقط في استمرار الارتفاع، بل بإيجاد حل جذري لإعادة الأسعار إلى طبيعتها.
قضية ارتفاع الأسعار تشغل الشارع السوري منذ بداية رمضان، وقد أكد أمين سر “غرفة الزراعة” في دمشق محمد جنن، أن نسبة كبيرة من مربي الدواجن، بدأوا الخروج من خطوط الإنتاج بسبب ارتفاع التكاليف، كما أشار في تصريحات صحفية قبل أيام، إلى أن الحال الذي وصل إليه قطاع الدواجن بحاجة إلى دعم خاص وجدّي من رئاسة مجلس الوزراء “لأن الوضع أصبح خطير جدا”.
نتيجة للارتفاع المتواصل في أسعار لحم الدجاج، فقد شهدت الوجبات الجاهزة ووجبات الشاورما ارتفاعات قياسية في الأسواق السورية، حيث تراوح سعر سندويش الشاورما ين 10500 ليرة و11 ألف، أما الوجبة بـ 17 ألف، فيما وصل سعر الفروج البروستد مع صحن البطاطا لـ 75 ألف، والمشوي وصل لـ 72 ألف.
لا استقرار في الأسعار
وفي مؤشر على عدم الاستقرار القريب لأسعار الفروج، أوضح أمين سر “جمعية حماية المستهلك” في دمشق، عبد الرزاق حبزة في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” المحلي، أن الأسعار مرتفعة في الأسواق في ظل عدم وجود أي حل لقضية ارتفاع تكاليف إنتاج منتجات الدواجن وبالأخص الفروج.
قد يهمك: ما حقيقة وفاة الممثل محمد قنوع نتيجة خطأ طبي في دمشق؟
حبزة أوضح أن هناك تعليمات صدرت من قبل وزارة الزراعة بإعفاء الأعلاف من موضوع الضرائب والرسوم، و”لكن للأسف لغاية هذه اللحظة لم تنفذ التعليمات ففي حال لم تنفذ بشكل فعلي وكان هناك زراعة محلية لموضوع الأعلاف يبقى الموضوع في تزايد”، حسب قوله.
ارتفاع الطلب على لحوم الدجاج خلال السنوات الأخير، جاء مضاعفا بسبب اعتماد العائلات السورية عليه لتحضير وجباتهم اليومية، وذلك إثر مواجهتهم صعوبة بالغة في الحصول على اللحوم الحمراء التي أصبحت أسعارها تفوق القدرة الشرائية لمعظم السوريين مؤخرا، فمتوسط سعر كيلو اللحم الأحمر سجّل خلال الأسابيع الأخير أسعار ما بين 80 إلى 90 ألف ليرة سورية.
في ظل فشل وزارة “التجارة الداخلية وحماية المستهلك” في ضبط أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية، فإنها دائما ما تحاول إلقاء اللوم على التجار والتهرب من المسؤولية، حيث أشار تقرير لصحيفة “تشرين” المحلية، أن الوزارة كذّبت زاعم ارتفاع التكاليف وضيق هوامش الربح التي يسوقها التجار وهم يبررون ارتفاع أسعار مبيعاتهم، وبالتالي “جلد” المستهلك، وحرمانه من فرصة إكمال نواقص مائدته.
الوزارة عمدت خلال الأسبوعين الماضيين، إلى طرح سلعة اللحوم في صالاتها ضمن بعض المحافظات السورية بأسعار أقل من السوق، حيث أعلن فرع السورية للتجارة في حماة، استمرار بيع اللحوم بأنواعها المختلفة، بأسعار تنافس أسعار السوق، حيث يباع الفروج بسعر 19500 ليرة سورية للكيلو جرام، ولحم الخروف بـ 40000 ليرة للكيلو، لكن يبدو أن الحكومة عجزت عن استمرار طرح المواد بهذه الأسعار لفترة طويلة.
- وفيق صفا.. ما الذي نعرفه عن أول قيادي ينجو من ضربات إسرائيل
- ما بين النفط والموقع الاستراتيجي.. الصين عينها على السودان
- بموافقة 26 دولة.. مجلس حقوق الإنسان يعتمد قرارا حول سوريا
- إسرائيل تحيّد قائد وحدة الصواريخ بقوة “الرضوان” واستهداف جديد لـ”اليونيفيل”
- العراق وتعديل قانون الأحوال الشخصية.. الرجعية تكسر التنوير!
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.