ارتفاع الحرارة أذاب الجمود في الحركة.. إقبال واسع على صيانة “المكيفات” في سوريا

رغم الأزمة التي تعيشها سوريا في التغذية الكهربائية، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة ضمن جداول التقنين، حيث تصل الانقطاعات في بعض المناطق إلى أكثر من 20 ساعة يوميا، إلا أن السوريين بدأوا تحضيرات استقبال حر الصيف عبر إيجاد الحلول في تشغيل المكيفات القديمة أو شراء المراوح لمساعدتهم على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة خلال الأشهر القادمة.

بعض العوائل السورية بدأت بتفقد اجهزة التكييف في المنازل بهدف إصلاحها، عسسى أن تستفيد من بضع ساعات التغذية خلال فصل الصيف الحار، حيث شهد سوق صيانة أجهزة التكييف زيادة في الإقبال خلال الأيام الماضية، وأكد أصحاب مراكز الصيانة استقبالهم أجهزة التكييف لإصلاح الأعطال والصيانة الدورية، بعد أشهر من الركود في الشتاء.

أسعار كاوية كحر الصيف

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أشار إلى ارتفاع في أسعار صيانة وتنظيف وتعبئة غاز لجهاز التكييف، حيث سجّلت الأسواق أسعار بين 150 إلى 300 ألف ليرة سورية، فيما تصل أسعار صيانة بعض الأعطال إلى أكثر من ذلك بحسب العطل والقطعة المراد تبديلها وتغييرها .

بحسب التقرير فإن زيادة الإقبال على صيانة أجهزة التكييف، يعود إلى تعرّضها لأعطال متعددة نتيجة عدم تشغيلها لأشهر خلال فصل الشتاء، فضلا عن الأجهزة التي تضررت نتيجة الأعطال بشبكة الكهرباء، أو مجيء التيار بتوتر عالي يسبب أعطال في مختلف الأجهزة الإلكترونية بينها المكيفات.

تعبئة غاز المكيف تصل تكلفتها إلى 250 ألف ليرة سورية، وهي من أكثر الخدمات المطلوبة حاليا في الأسواق،أما الصيانة الكاملة مع التنظيف فيمكن أن تصل تكلفتها إلى 350 ألف ليرة سورية، كما أكد مختصون في صيانة المكيفات، أن بعض الأجهزة قد تحتاج إلى تكاليف أعلى تكلفة لصيانة أنواع أخرى نظرا لارتفاع أسعار قطع الغيار ونوعية المكيف.

قد يهمك: ما حقيقة وفاة الممثل محمد قنوع نتيجة خطأ طبي في دمشق؟

العديد من السوريين رفضوا إصلاح مكيّفاتهم، نظرا لمعرفتهم بواقع التيار الكهربائي في سوريا، حيث أكد رضوان عبد الله، وهو أب في عائلة مؤلفة من أربعة أفراد ويعيش في دمشق، أنه لا فائدة من وجود المكيّف في المنزل في ظل غياب الكهرباء لساعات طويلة، وعدم قدرة المولدات الكهربائية المحلية على تشغيل أجهزة التكييف.

عبد الله قال في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “العام الماضي قمت بعمل صيانة للمكيّف ولم أستفد منه إلا لساعات قليلة خلال أشهر الصيف الحار، الوسيلة الوحيدة للتهوية هي المروحة نظرا لأنها لا تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء ونستطيع تشغيلها باستخدام اشتراك الأمبير من المولدة المحلية”.

أسعار المراوح والمكيفات في أسواق دمشق، سجّلت هذا العام أرقاما قياسية، حيث كان واضحا من خلال الأسعار المدوّنة أنها ارتفعت بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي مع توقعات بزيادة يومية حسب حركة السوق وسعر الصرف ونوع وحجم المروحة وآلية عملها سواء بطارية خارجية أم داخلية.

بحسب تقرير لـ”أثر”، فقد بدا واضحا، أن المراوح العاملة على البطارية هي الحل الوحيد لمواجهة حر الصيف في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وقد بلغ سعر المروحة شكل الدولفين قياس “16 إنش” 700 ألف ليرة، بينما يتراوح سعر المروحة الصغيرة التي يمكن أن تعمل على الكهرباء والبطارية بين 550 إلى 600 ألف ليرة.

مكيف بـ 5 مليون

أما بالنسبة للمكيفات فقد أصبح شراء مكيف جديد، ضربا من البذخ بالنسبة للكثيرين، بسبب أسعارها الباهظة التي تبلغ أضعاف مضاعفة لراتب المواطن العادي، حتى بالنسبة للنوعيات الوسط، حيث يبلغ سعر المكيف 2 طن نحو 5 مليون ليرة سورية، ومكيف طن واحد 2 مليون، علماً أن ذلك لا يشمل كلفة تركيب المكيف التي تتراوح بين 250 إلى 300 ألف ليرة.

الحكومة السورية بدورها، لا تملك حتى الآن أي رؤية لحل مشكلة الكهرباء، وذلك رغم مرور أكثر من ست سنوات على الاستقرار العسكري الذي عاشته المناطق الخاضعة لسيطرتها، واكتفت بإطلاق الوعود المتعلقة بحل أزمة الكهرباء وغيرها من مؤسسات البنية التحتية، إلا أن الوضع الاقتصادي استمر بالانحدار، وتراجعت الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، الأمر الذي انعكس على القدرة الشرائية للمواطن، وانحدار الوضع المعيشي في البلاد.

منذ أن فقدت العائلات السورية الأمل في تحقيق الحكومة لوعودها المتعلقة بتحسين الشبكة الكهربائية، لجأت هذه العوائل للبدائل بحسب القدرة المالية لكل منها، فمنهم من اتجه إلى شراء مولدة صغيرة، أو الاشتراك في المولدات الكبيرة داخل الأحياء السكنية، ومنهم من بقي ينتظر حل الأزمة لعدم قدرته على دفع ثمن البدائل.

هذا الوضع كان السبب في إنفاق الكثير من العائلات لجزء كبير من دخلهم الشهري لسد احتياجات منازلهم وأماكن عملهم من الكهرباء، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن تنعم هذه العوائل بالكهرباء طوال اليوم، فأوقات تشغيل هذه المولدات يبقى محدودا وتكلفتها عالية، خاصة في ظل عدم التدخل الحكومي بآلية عملها.

استمرار غياب الكهرباء لساعات طويلة، يعود لعدم امتلاك دمشق لرؤية وخطط مستقبلية واضحة، وفق مراقبين. وبالتالي هذا يؤثر على مستقبل البلاد ككل، من ارتفاع الأسعار وزيادة حجم المشاكل الاقتصادية والتضخم والتحديات والأزمات الاجتماعية ككل، من زيادة وتيرة النزوح والهجرات فضلا عن تفاقم معدل البطالة والفقر.

كل ذلك يجري وسط انهيار قيمة الرواتب والأجور أمام هذا الواقع المعتم، على الرغم من تحذير العديد من الخبراء ضرورة معالجة الواقع الخدمي حتى يعيش المواطن السوري ويكمل مسيرة حياته اليومية بأقل الخسائر، أي ضرورة تحسين وضع الكهرباء وتوفير المحروقات ورفع مستوى الدخل وما إلى ذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات