بعد رفع سعر الغاز.. ماذا يمكن أن يفعل رفع سعر المازوت بالأسواق السورية

بعد سلسلة من القرارات الحكومية المتعلقة برفع أسعار مادتي الغاز والبنزين، بدأ التجار والصناعيون يتخوفون من رفع سعر مادة المازوت، لما له من آثار وصفوها بـ”الكارثية” على تكاليف إنتاج السلع بمختلف أنواعها، الأمر الذي سينعكس على القدرة الشرئية للمواطنين.

تقرير لصحيفة “تشرين” المحلية، نقل عن الصناعي محمد صباغ قوله، إن الصناعي الذي يملك معامل، لن يتأثر كثير بقرار وزارة “التجار الداخلية وحماية المستهلك” المتعلق برفع سعر الغاز الصناعي، حيث أن أغلب المعامل في سوريا تعمل على المازوت ولا تستهلك أكثر من 10 أسطوانات غاز شهريا، بالتالي فإن تأثير ارتفاع الغاز لن يتجاوز 10 بالمئة على المعامل.

صباغ أشار إلى أن تأثير ارتفاع سعر الغاز، سيتركز على المطاعم التي تستخدم الغاز في تحضير الأطعمة والوجبات، لكن وجود نيّة في رفع سعر مادة المازوت هي التي سيكون لها التأثير الأكبر على الصناعيين.

قرار كارثي

كذلك أكد أن تأثير رفع سعر المازوت، سيكون “كارثي على المعامل، وستزيد الأسعار إلى الضعفين إن لم تكن لثلاثة أضعاف في حال ارتفع، فأقل منشأة صناعية تستهلك 120 ألف لتر يوميا من المازوت“، خاصة وأن سعر المازوت يدخل في صميم عمل كافة المعامل، فضلا عن دخوله في تكاليف نقل البضائع ونقل العمال.

صناعيون في مجالات عديدة، أكدو أن رفع سعر المازوت بمثابة “كابوس يعيشه الصناعي”، حيث أن ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى انخفاض الطلب على منتجاتهم بسبب ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين، في ظل ثبات الرواتب والأجور في سوريا.

سلسلة من القرارات أصدرتها الحكومة السورية خلال الأسابيع الماضية، كان لها دور كبير في زيادة تكاليف إنتاج معظم السلع والخدمات في سوريا، الأمر الذي ساهم بزيادة الأسعار على المستهلك، في ظل عدم إقرار أي آلية من شأنها تحسين دخل المواطن.

الحكومة تركت المواطن السوري إلى مصيره، دون أية إجراءات من شأنها مساعدته على مواجهة تفاقم أزمة المعيشة، في وقت يخرج فيه المسؤولون الحكوميون ويتحدثون بكل صراحة أن القرارات الرسمية ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار، ولا توجد أي خطة لرفع الأجور.

قد يهمك: بدء ترخيص مولدات الأمبير في دمشق.. اعتراف حكومي باستمرار أزمة الكهرباء؟

عضو لجنة الموازنة وقطع الحسابات في مجلس الشعب زهير تيناوي، أوضح أن زيادة الرواتب تبدأ بدراسة صادرة عن وزارة المالية، وتحال إلى مجلس الوزراء ومن ثم تُصدر بمرسوم رئاسي، مؤكدا أن الزيادة تحتاج إلى مصدر مالي، وهذا المصدر غير موجود حاليا.

تيناوي أبد تخوفا من أن يتم اللجوء إلى رفع أسعار حوامل الطاقة لتغذية زيادة الرواتب والأجور للعاملين في الدولة، لافتا إلى أنه تم رفع سعر مادة البنزين أوكتان 95 مؤخرا وكذلك الغاز، ولم يتبقَ سوى مادة البنزين التي توزع بنظام البطاقة الذكية، وهنا نسأل فيما إذا كان يُعول على رفع سعره من أجل خلق مصدر مالي مستدام لتغذية زيادة الرواتب والأجور.

قفزات غير مسبوقة بالأسعار

الأسواق السورية شهدت قفزة هي الأعلى منذ بداية العام الجاري، في أسعار مختلف السلع والخدمات بمتوسط زيادة نسبته 30 بالمئة، فيما ارتفعت أسعار بعض السلع بنسبة وصلت لـ 80 بالمئة، الأمر الذي فاقم الأزمة المعيشية في البلاد.

وزارة “التجارة الداخلية وحماية المستهلك” السورية كانت قد أعلنت قبل أيام، رفع سعر أسطوانة الغاز الصناعي إلى 75 ألف ليرة سورية، وسعر البنزين “أوكتان 95” إلى 7600 ليرة، وسعر اسطوانة الغاز المنزلي المدعوم إلى 15000 ليرة، في حين تم تحديد سعر اسطوانة الغاز المنزلي بالسعر الحر سواء من داخل البطاقة أم خارجها بـ 50 ألف ليرة.

كذلك تم رفع سعر البنزين، حيث رفعت الوزارة سعر المادة من 6600 ليرة سورية، إلى 7600 ليرة سورية، للتر الواحد من بنزين “أوكتان 95”. هذا الارتفاع يتزامن مع شحّ في الوقود في الأيام الماضية، إضافة لرفع أسعار المحروقات على القطاعين العام والخاص بسوريا، فضلا عن تهاوي سعر الصرف أمام النقد الأجنبي، حيث تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، لنحو 8800 ليرة مقابل الدولار الواحد، وفق موقع “الليرة اليوم”.

السوريون يعانون من هوة كبيرة بين الدخل والإنفاق، ففي حين لا يزيد الحد الأدنى للأجور عن 92 ألف ليرة، ومتوسط الأجور عن 150 ألف، بلغ متوسط معيشة الأسرة المكوّنة من خمسة أفراد أكثر من 5.6 ملايين ليرة سورية والأدنى نحو 3.5 مليون ليرة سورية، وذلك مع انتهاء الربع الأول من عام 2023، بحسب ما نشره مركز “قاسيون” من دمشق أخيرا.

خبراء وباحثون في الاقتصاد السوري أكدوا في وقت سابق أن الحكومة السورية عاجزة عن تطبيق أية آليات من شأنها تحسين الوضع المعيشي، وهي ترفض الاعتراف بذلك وتقدم الوعود المتعلقة بتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، أما بالنسبة لزيادة الرواتب بنسب فعلا تُحسّن الواقع المعيشي، فتطبيق هكذا قرارات سيكون بمثابة الضربة القاضية لأسعار مختلف السلع والخدمات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات