الحديث عن قضية المثلية الجنسية في سوريا، كالقفز في حقل ألغام، حيث أن أي تصريحات حول الموضوع، قد تحولك إلى “تريند” على وسائل التواصل الاجتماعي وتعرضك لحملة هجوم شرسة، ويزداد الأمر سوءا في حال كان الحديث صادر عن شخصية عامة أو مشهورة كما حدث مع العديد من الفنانين السوريين.

خلال السنوات الماضية، كان هناك خروج لبعض المشاهير لا سيما الممثلين السورين، متحدثين عن آرائهم في هذه القضايا، وفي كل مرة يخرج بها ممثل للحديث عن قضايا مشابهة، يتحول في غضون ساعات “قليلة” إلى ترند على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مَن يهاجمه وهم الأكثرية وبين من يؤيد رأيه.

قبل أيام تعرضت الفنانة والممثلة السورية ديما بياعة، لحملة هجوم واسعة على مواقع التواصل بسبب تصريحاتها عن موقفها من الميول الجنسية للأشخاص، الأمر الذي دفع زوجها للخروج بتصريحات مدافعا عن زوجته والأفكار التي طرحتها في مقابلة تلفزيونية.

الحلو يدافع عن زوجته

أحمد الحلو وهو زوج الممثلة ديما بياعة، علّق على منتقدي تصريحات زوجته قبل أيام، وبالأخص فيما يتعلق بتقبلها لابنها في حال كان ميوله الجنسي مثلي، حيث طالب الحلو متابعيه بالحذر من أن يكونوا “ضحية لمصيدة العنوان”، وأضاف “لا أحد يحكم ع الرسالة من عنوانها لا تكونوا ضحية لمصيدة المانشيتات”.

الحلو شارك بحسب ما نقلت منصة “غلوبال نيو” المحلية، أحد الأخبار التي نقلت تصريحات ديما بياعة، وردّ على تعليق أحد المتابعين الذي استنكر تصريحات بياعة قائلا “استاذ أحمد شو رأيك انه مرتك عم تدعم المثليه عنجد خبر مو حلو كرهت تفكيرها، الدين ما فيو لعب الحرام هو حرام والحلال هو حلال”.

ليرد الحلو عليه بالقول، “ديما تدعم التسامح ونحنا ننادي بعدم الكره والتفرقة بين الناس بل بالحوار والتفاهم وديما ما قالت اي تصريح مثل هذا ارجوكم اسمعوا الجمل للنهاية هي أم  وردت عسؤال متل اي أم” .

الفنانة والممثلة السورية ديما بياعة، أطلت في لقاء تلفزيوني قبل أكثر من أسبوع، متحدثة عن رأيها بالتوجهات الجنسية المختلفة، وأشارت إلى أنها تدعم المثلية الجنسية كغيرها من الميول، الأمر الذي أحدث جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في إطار ردود الأفعال حول تصريحاتها.

خلال لقائها ضمن برنامج “كتاب الشهر”، الذي بثّته قناة الجديد عبر الـ “يوتيوب”، كشفت عن دعمها لمختلف الميول الجنسية للبشر، مشيرة إلى أنها “تفضل عدم الخوض في اهتمامات الآخرين الجنسية، إذ ترى أن لكل فرد الأحقية في ممارسة الجنس بأي طريقة يريدها”.

كذلك أكدت الممثلة السورية، أن ما يهمها في الإنسان طريقة تعامله معها، “بصرف النظر عن ميوله الجنسية التي لا تحدد أبدا مدى تقبلها له أو لا”، وأضافت “أنا بتعامل مع الأشخاص المثليين كبني آدمين بعيدًا عن رغبتهم الجنسية”.

في إطار إجابتها على سؤال يتعلق باحتمال أن يكون توجه ابنها “مثلي”، أكدت أنها ستتقبله بالطبع ولن ترفضه على الإطلاق، وقالت “لو ابني أكيد رح اتقبله، ليه لحتى أرفضه، أنا أتقبل الشخص كما هو”.

لمحة عن ديما بياعة

هي ممثلة سورية من مواليد 1978، ولدت لأسرة فنية، فهي ابنة الفنانة مها المصري ومدير التصوير والمخرج حازم بياعة وخالتها هي الممثلة سلمى المصري، وهي حاصلة على بكالوريوس أدب إنكليزي.

قد يهمك: شيرين عبد الوهاب في مرمى الهجوم بسبب “مايوه حفل جدة”

كانت بدايتها الفنية بمساعدة من والدتها في مسلسل “الكواسر” عام 1998 ومنها كانت انطلاقتها وإثبات نفسها كممثلة بالاعتماد الكلي على نفسها دون مساعدة أحد، وبعد “الكواسر” قدمت عدة أدوار مهمة ومن تلك الأدوار شخصية “سوسو” في مسلسل “الفصول الأربعة” الشهير والتي قدمت منه جزأين.

وفي عام 2002 تزوجت من الفنان السوري تيم حسن وأنجبا ولدين، ولكنهما انفصلا في عام 2012، وفي نهاية العام نفسه أعلنت عن ارتباطها برجل الأعمال المغربي أحمد الحلو.

المثلية في سوريا

تجدر الإشارة إلى أن قضية المثلية الجنسية، تعتبر من أكثر القضايا إثارة للجدل في سوريا، وسط رفض مجتمعي للمثليين ولحرية اختياراتهم الجنسية، حيث يواجه المثليون في البلاد كما في معظم الدول العربية، رفضا من عائلاتهم ونبذا اجتماعيا، وأحيانا السجن بحسب القانون الذي ينص على معاقبة العلاقات الجنسية “المخالفة للطبيعة”.

المادة 520 من قانون الجنايات في سوريا، تنص على فرض عقوبة السجن حتى ثلاث سنوات على من يثبت عليه أنه مثلي، لكن هذه العقوبة رغم قسوتها ليست أسوأ ما قد يواجه مثليو الجنس في هذا البلد ذي الغالبية المحافظة، لكن السنوات الأخيرة شهدت انخفاضا في حدّ الرقابة على المثليين في البلاد.

ورغم انخفاض حدّ الرقابة، لا يشعر المثليون في الارتياح، حيث ما تزال المنظمات الحقوقية تسجل انتهاكات بحقهم، كذلك فإن القانون هو سيف بيد السلطة يمكنها أن تشهره على المثليين في أي وقت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات