في ظل المؤشرات والمعطيات الراهنة تشير التوقعات إلى قرب توصل إسرائيل وحركة “حماس” إلى اتفاق ما بشأن الرهائن في قطاع غزة، حيث صرح العديد من المسؤولين لوسائل إعلام غربية وعربية بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة مقابل وقف القتال لأيام معدودة، في أقرب وقت اليوم.

اتفاق مرتقب!

من المقرر أن يجتمع “مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي” اليوم الثلاثاء الساعة 6 مساءً، (11 صباحا بالتوقيت الشرقي)، ثم “مجلس الوزراء الأمني” ​​الساعة 12 ظهرا بالتوقيت الشرقي، ثم الحكومة الساعة 1 ظهرا بالتوقيت الشرقي، فيما يخص التطورات بشأن ملف “إطلاق سراح الرهائن”، وفق ما أعلنه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء.

وقال نتنياهو وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن” الأميركية، اليوم الثلاثاء إنه يتم إحراز تقدم بشأن احتمال إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، مضيفا خلال لقائه مع جنود الاحتياط: “إننا نحرز تقدما. لا أعتقد أن الأمر يستحق قول المزيد، حتى في هذه اللحظة، لكنني آمل أن تكون هناك أخبار جيدة قريبا”.

عائلات الرهائن ومؤيديهم يسيرون نحو مكتب رئيس الوزراء في اليوم الخامس والأخير من مسيرة الرهائن في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، في القدس. 
أليكسي جي روزنفيلد – “غيتي إميجز”

هذا وأفادت تقارير صحفية أن إسرائيل و”حماس” على وشك الإعلان عن اتفاق ينص على إطلاق “حماس” سراح 50 امرأة وطفلا رهائن احتجزتهم “الفصائل الفلسطينية” خلال الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على إسرائيل في غزة، مقابل إطلاق سراح ثلاثة فلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل كل رهينة يفرج عنها، فضلا عن وقف الأعمال القتالية لمدة 5 أيام تقريبا.

إلى جانب ذلك، قال مصدران إسرائيليان إن الاتفاق قد يتم الإعلان عنه اليوم الثلاثاء. وأكد مسؤولون أميركيون قريبون من المفاوضات أنه على الرغم من عدم التوصل إلى الاتفاق، إلا أنهم متفائلون بشكل متزايد ويعتقدون أن الأسابيع العديدة من العمل الشاق على وشك أن تؤتي ثمارها بإطلاق سراح الرهائن.

وقال الشخص المطلع إن تنفيذ الاتفاق لن يبدأ على الفور وقد يستغرق يوما واحدا على الأقل للبدء، ويعود ذلك جزئيا إلى وجود إجراءات قانونية يجب على إسرائيل اتباعها قبل إطلاق سراح أي سجناء فلسطينيين. ومن المتوقع أن يكون هؤلاء السجناء من النساء وفتيات دون سن الـ18.

“أقرب نقطة”

في السياق ذاته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، أن المفاوضات بشأن الرهائن الذين اختطفتهم “حماس” منذ هجومها على إسرائيل في غزة، بلغت “أقرب نقطة” من التوصل إلى اتفاق، مضيفا “الوساطة وصلت إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية، والمتبقية هي قضايا محدودة، وبالتالي هذا يعني أنها في أقرب نقطة وصلنا إليها للوصول إلى اتفاق منذ بداية هذه الأزمة”.

وقال الأنصاري في مؤتمر صحفي في الدوحة إن “الوساطة وصلت إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية، والمتبقية هي قضايا محدودة، وبالتالي هذا يعني أنها في أقرب نقطة وصلنا إليها للوصول إلى اتفاق منذ بداية هذه الأزمة”.

الأنصاري أردف “نحن متفائلون، متأملون جدا.. لكننا أيضا حريصون جدا على نجاح هذه الوساطة في التوصل إلى هدنة إنسانية”. ويوم الأحد، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، أن انجاز اتفاق يتوقف على قضايا “بسيطة” و”لوجستية”، مشيرا إلى أنه “أكثر ثقة بأننا قريبون بما يكفي من التوصل إلى اتفاق”، بدون أن يعطي مهلة زمنية لذلك.

ورفض الأنصاري الخوض في “تفاصيل ما يجري حاليا في الوساطة”، مشيرا إلى أنه “من المهم جدا اختيار الوقت المناسب” لذلك، مضيفا “لقد رأينا الكثير من التسريبات.. لكننا نفضل الاحتفاظ بتصريحاتنا، حتى يتخذ قرار نهائي بشأن الاتفاق”.

قال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، إسماعيل هنية، فجر اليوم الثلاثاء، إن “الحركة سلمت ردها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصل لاتفاق الهدنة”.

وجاء تصريح هنية المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن “اعتقاده” بأن الاتفاق وشيك.

وسأل أحد الصحفيين الرئيس الأميركي على هامش حفل أقيم في البيت الأبيض “هل هناك اتفاق وشيك لإطلاق سراح الرهائن؟”، فأجابه “أعتقد ذلك”. وحين كرر الصحفي السؤال، رد بايدن “نعم”.

مناقشات مستمرة

في المقابل، قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، سامويل وربيرغ، إن “الاتفاق قريب، لكن لم يتم التوصل إلى أي معطيات نهائية”، رافضا تقديم أي تفاصيل بشأنه على اعتبار أنه “ملف هش وحساس”، وفق مقابلة مع قناة “الحرة” الأميركية.

وأضاف وربيرغ، أن واشنطن في تواصل مع أطراف بالمنطقة، من بينها قطر، لمناقشة إمكانية إطلاق سراح المختطفين، نافيا أن يكون “للولايات المتحدة أي تواصل أو علاقة مباشرة مع مجموعة حماس”، لافتا إلى أن المناقشات “تجري دقيقة بدقيقة”.

غير أنه أوضح في الوقت ذاته أنه من المبكر القول إن التوصل لاتفاق بشأن الرهائن يعني نهاية الحرب، حيث أن “إسرائيل حددت كيف تريد أن ترد على هجمات حماس”.

هذا وتقود قطر جهود وساطة للإفراج عن المختطفين والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت إثر الهجوم المباغت الذي شنته “حماس” على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، والذي أوقع بحسب السلطات الإسرائيلية 1200 قتيل، غالبيتهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال. واتخذت حماس في الهجوم 240 مختطفا، بينهم أجانب، بحسب الجيش الإسرائيلي.

تفاصيل الاتفاقية المرتقبة

فيما يتعلق بالصفقة المرتقبة، تجري حاليا مناقشات منفصلة حول إمكانية إطلاق سراح بعض الأسرى عبر وسطاء، حيث تتواصل إسرائيل والولايات المتحدة مع “حماس” فقط من خلال رسائل ينقلها المفاوضون في مصر وقطر، بحسب تقرير لـ”نيويورك تايمز“.

دخان يتصاعد بعد غارات جوية إسرائيلية على غزة في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023- “رويترز”

وسيمثل الاتفاق أكبر إطلاق سراح للرهائن وأول تبادل منذ بدء الحرب في غزة. وقد قال مصدران مطلعان على المفاوضات الجارية حول الاتفاق بين إسرائيل و”حماس” لوكالة “فرانس برس” إن “الصفقة تتضمن هدنة لخمسة أيام تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفا تاما لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ست ساعات يوميا فقط”.

وأضاف المصدران أن “الصفقة تتضمن إطلاق سراح ما بين 50 ومئة مختطف في قطاع غزة لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحملة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 من الأطفال والنساء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية”.

وأردف المصدران أن الإفراج عن الرهائن “سيتم على مراحل، بمعدل عشرة مختطفين من الإسرائيليين يوميا مقابل ثلاثين أسيرا فلسطينيا، على أن يتم الإفراج عمن يتبقى في اليوم الأخير”.

كما ويتضمن الاتفاق أيضا، وفق المصادر ذاتها “إدخال ما بين مئة و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها الشمال”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة