تفجير بياناتٍ مفاجئة حول صحة سيدة سياسية بارزة تثير دائماً موجة من التساؤلات والشكوك، لكن أمس الاثنين، أثار الإعلان عن حالة وفاة أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد جدلًا واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية على مدار الساعات الماضية. فهل هناك حقيقة وراء هذا البيان المريب، أم أنه مجرد شائعات؟

تأتي هذه الأخبار في ظل تكتم شديد على المعلومات الخاصة بصحة أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري. فهل ثمة توضيح رسمي قادم من الحكومة السورية للكشف عن حقيقة الوضع؟ أم أن الأمر سيظل محاطاً بالغموض والتساؤلات المتلاحقة.

ففي الوقت الذي تلقي فيه وسائل الإعلان العالمية الضوء على هذا الموضوع الحساس، تبقى التفاصيل والحقائق غائبة إلى حد كبير. 

بيان غامض عن أسماء الأسد

في مشهد درامي يليق بأروقة السلطة، تحولت الحالة الصحية لأسماء الأسد، قرينة الرئيس السوري، إلى قضية رأي عام تشغل الشارع والإعلام. فبعد إعلان إصابتها بـ”اللوكيميا” قبل أسابيع، ظلت التكهنات تتأرجح بين الأمل والقلق، حتى ظهرت هي بنفسها لتبثّ الطمأنينة في قلوب مناصريها.

خضعت أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري، بشار الأسد، للعلاج من سرطان الثدي، حسبما أعلنت الرئاسة السورية في وقت سابق. (تصوير: لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية)
خضعت أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري، بشار الأسد، للعلاج من سرطان الثدي، حسبما أعلنت الرئاسة السورية في وقت سابق. (تصوير: لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية)

لكن المفاجأة الصادمة جاءت مساء أمس الاثنين، حين زلزل خبر وفاة أسماء الأسد الساحة السورية. فقد نشر المكتب الإعلامي لمحافظة ريف دمشق على فيسبوك بيانًا، زعم أنه صادر عن الرئاسة، يعلن رحيل “فقيدة الوطن” إثر مضاعفات مرضها. انتشر النبأ كالنار في الهشيم، مثيراً موجة من الصدمة والتساؤلات.

وفي لحظات مشحونة بالترقب، تدخلت أصوات رسمية لتكشف الحقيقة. فقد نشرت الصفحة الرسمية لحزب “البعث العربي الاشتراكي – القيادة القطرية”، على “فيسبوك”، توضيحاً أكدت فيه أن كل ما تم تداوله أخبار عارية من الصحة.

وقالت في منشور التصحيح: “توضيح هام.. ظهرت مؤخراً عدة صفحات على منصة فيسبوك تحمل اسم “حزب البعث العربي الاشتراكي – القيادة القطرية، وبدأت بنشر أخبار كاذبة وشائعة ولا أساس لها من الصحة.. نؤكد لمتابعينا وجمهورنا ورفاقنا البعثيين أنه لا يوجد أي حساب آخر للقيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي سوى هذه المنصة وأي منصة أخرى هي منصة غير حقيقية، كما نرجو من رفاقنا وجمهورنا توخي الدقة في تلقي الأخبار من مصادرها الموثوقة حصراً، وعدم تداول منشورات يتم بثها عبر صفحات وهمية”.

وصول أسماء الأسد إلى بريطانيا

ليست المرة الأولى التي يكتنف الغموض وجود زوجة الرئيس السوري بشار الأسد داخل وخارج سوريا، إذ طالما خيّم الالتباس على تحركاتهما وأوضاعهما الصحية. فبينما تحاول زوجة الأسد البحث عن أمل في هذه المحطة الجديدة، تتصادم مع جملة من التساؤلات حول حقيقة إصابتها وواقع معاناتها.

الرئيس السوري بشار الأسد (من اليسار) وزوجته أسماء يزوران المعرض المخصص للرسام الفرنسي كلود مونيه في القصر الكبير في 11 كانون الأول/ديسمبر 2010 في باريس في ختام زيارتهما الرسمية إلى فرنسا. (ميغيل ميدينا / وكالة الصحافة الفرنسية)

ففي بيان رسمي مفاجئ الثلاثاء الفائت، أعلنت الرئاسة السورية عن إصابة أسماء الأسد بمرض الابيضاض النقوي الحاد (اللوكيميا). ووفقاً للبيان، سوف تخضع أسماء الأسد لبروتوكول علاجي متخصص يتطلب العزل والتباعد الاجتماعي المناسب، كما ستبتعد عن العمل المباشر.

وتأتي هذه الإصابة بعد كشفٍ سابق عن إصابة أسماء الأسد (48 عاماً) بورم خبيث في الثدي في آب/أغسطس 2018. حينها، تم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، وخضعت للعلاج في أحد المستشفيات العسكرية في دمشق.

البيان ذكر، أن أعراض وعلامات سريرية ظهرت تبعتها سلسلة من الفحوصات تم تشخيص إصابتها بمرض الابيضاض النقوي الحاد (لوكيميا). 

إلا أنه بالتزامن مع إعلان دمشق عن إصابة أسماء الأسد بمرض سرطان الدم (اللوكيميا)، نشرت مواقع إعلامية محلية – لم يتأكد “الحل نت” من صحة المعلومة – عن وصول الأسد، زوجة الرئيس السوري، إلى العاصمة البريطانية لندن عبر طائرة خاصة.

المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، لاحظت أن أسماء كانت في حالة صحية جيدة قبل أيام، مما يرجّح أن سفرها قد يكون جزءاً من صفقة سياسية بين الرئيس السوري وبعض الأطراف العربية أو الدولية خلال القمة العربية الأخيرة في المنامة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات