يبدو أنها على غرار الوساطة التي قامت بها حكومة مصطفى الكاظمي السابقة بين السعودية وإيران. هكذا يمكن وصف خطوات حكومة محمد شياع السوداني لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا.

في عهد حكومة الكاظمي، وتحديدا في عام 2021، نجحت 4 مرات في جمع طهران والرياض على طاولة واحدة في بغداد لبحث تطبيع العلاقات بينهما، وإنهاء القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، وفي النهاية تكللت الأمور بالنجاح من خلال بكين، بعد انتهاء حكومة الكاظمي، ومجيء حكومة عراقية جديدة. 

الحكومة الجديدة تتخذ نفس مسار الحكومة السابقة، ولكن هذه المرّة بين دمشق وأنقرة، ففي التفاصيل، كشف مصدر حكومي عراقي مطّلع، أن مساعي العراق لتذويب الخلافات بين سوريا وتركيا، ومحاولة إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، أثمرت عن اجتماع سيجمع دمشق وأنقرة في العاصمة بغداد قريباً.

السوداني يُهاتف الأسد.. وترحيب من أنقرة ودمشق

المصدر الحكومي قال لوكالة “شفق نيوز” المحلية، إنه “في الأيام المقبلة ستشهد العاصمة العراقية بغداد اجتماعاً يضمُّ مسؤولين سوريين وأتراك للجلوس على طاولة الحوار، ضمن الوساطة العراقية التي يعمل عليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمصالحة البلدين وعودة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها”.

المصدر أضاف، أن “السوداني وفريقه الحكومي توصّلوا خلال الفترة الماضية إلى نتائج إيجابية بهذه الوساطة عبر اتصالات ولقاءات ثنائية غير معلنة وهناك ترحيبٌ كبير من قبل دمشق وأنقرة بوساطة بغداد”.

وأجرى رئيس مجلس الوزراء العراقي، أمس الأربعاء، اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال مكتب السوداني في بيان، إن “الاتصال تناول التنسيق الأمني بين البلدين في مواجهة أخطار فلول الإرهاب، والتحديات الأمنية الأخرى، إلى جانب بحث سبل تنمية التعاون، وتوسيع آفاقه في مختلف المجالات، لا سيما المجالات الاقتصادية، والتأكيد على أهمية رفع مستوى الشراكة المثمرة لما فيه خدمة ونماء الشعبين الشقيقين”.

وبحث الطرفان، آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، والحرب الدائرة في غزة، وفق ما جاء في البيان.

كيف توترت العلاقات بين سوريا وتركيا؟ 

رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، كان قد كشف بداية الشهر الجاري، عن تحركات لحكومته لإتمام التطبيع بين حكومة سوريا وتركيا.

وتوترت العلاقات بين سوريا وتركيا منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، حيث انطلقت تظاهرات حاشدة تطالب بتغيير الحكومة، وفي حينها أبدت تركيا تأييدها لها حين كان رجب طيب إردوغان رئيسا للوزراء.

كانت تركيا والحكومة السورية، قد بدأتا في كانون الأول/ ديسمبر 2023، مساراً لتطبيع العلاقات بينهما برعاية روسية، بلقاء وزيري دفاع البلدين في موسكو، تَبِع ذلك لقاء وزيري الخارجية بحضور وزيري خارجية روسيا وإيران التي انضمت لاحقاً لمحادثات التطبيع.

ما يجدر ذكره، أن مسار تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا مجمّدٌ منذ أشهر، بسبب خلافات بين الجانبين بشأن كثير من الملفات، يتصدرها الوجود التركي في الشمال السوري.

وتصرّ دمشق، على ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، قبل البدء بخطوات التطبيع الأخرى، الأمر الذي ترفضه أنقرة حتى الآن. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة