أعلنت حركة “حماس”، مساء اليوم الثلاثاء، اختيار يحيى السنوار، رئيس الحركة في قطاع غزة، رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران، بضربة اتهمت إسرائيل بتنفيذها.

وقالت الحركة في بيان “تعلن الحركة عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله”.

وعلى الرغم من وجود العديد من الشخصيات التي تعتبر معتدلة داخل الحركة وتقيم خارج غزة وتتمتع بسهولة التنقل من بلد لآخر، إلا أن اختيار “حماس” للسنوار لقيادة الحركة، وهو من مؤيدي الخط المتشدد، والذي تتهمه إسرائيل بالعقل المدبر لـ”7 أكتوبر”، يؤشر إلى أن الحركة الإسلاموية تريد التصعيد في حربها مع إسرائيل، وليس التهدئة.

السنوار على رأس “حماس”

كانت “حماس”، قد أعلنت، السبت الماضي، بدء إجراءات عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي للحركة، بعد اغتيال هنية.

وحسب النظام الأساسي للحركة، فإن أعضاء “مجلس الشورى المركزي”، الذي يضم حوالي 50 عضواً، من بينهم أعضاء المكتب السياسي المركزي للحركة، هم من ينتخبون الرئيس.

قادة عسكريون من كتائب «عز الدين القسام» يستقبلون يحيى السنوار في غزة 30 أبريل 2022 (أ.ف.ب)

وفي وقت سابق، ذكرت مصادر “العربية/الحدث” أن “حماس” أجرت مشاورات في قطر لاختيار خليفة لهنية. وأضافت أن يحيى السنوار زعيم حركة “حماس” في غزة، يرفض تولي خالد مشعل زعيم الحركة السابق الذي نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في الأردن عام 1997 ويقيم حالياً في قطر، قيادة “حماس” حالياً.

وبينت المصادر أن يحيى السنوار يفضل شخصية علاقتها طيبة مع إيران وسوريا لخلافة هنية، وأن اختيار شخصية قيادية سيكون مؤقتا حتى إجراء انتخابات داخل حماس بعد أشهر.

من هو يحيى السنوار؟

انتُخب يحيى السنوار في شباط/ فبراير 2017 رئيساً لحركة “حماس” في قطاع غزة، ويبلغ من العمر 61 عاماً، وقد أمضى 23 عاماً في السجون الإسرائيلية قبل أن يُطلق سراحه عام 2011 ضمن صفقة تبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي احتجزته “حماس” كرهينة لمدة خمس سنوات.

وولد السنوار في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، وانضم إلى حركة “حماس” عند تأسيسها عام 1987 وهو العام الذي انطلقت فيه الانتفاضة الأولى. بعدها أسس “مجد”، جهاز الأمن الداخلي التابع لـ”حماس”.

ووضعت إسرائيل اغتيال السنوار ضمن أهدافها المعلنة للحرب على القطاع المستمرة منذ عشرة أشهر. وبحسب ما صرّح مسؤولون لموقع “أكسيوس” الأميركي، فإن إسرائيل تريده “حياً أو ميتاً”.

وبحسب إسرائيل، فإن السنوار هو أحد العقول المدبرة للهجوم الذي شنته “حماس”، وفصائل فلسطينية أخرى على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وهو هجوم تقول إسرائيل إنه أوقع 1200 بالإضافة لأسر 250 رهينة اقتادهم مقاتلو الفصائل الفلسطينية إلى غزة.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن السنوار هو الرأس المدبر لتلك الهجمات، رفقة عناصر أخرى في الحركة، بما في ذلك محمد الضيف قائد الجناح العسكري لـ”حماس”، ونائبه مروان عيسى، وفق “بي بي سي عربية”.

ولم يظهر السنوار علناً منذ نشوب الحرب التي أشعل فتيلها هجوم “حماس”، وتسببت في رحيل زهاء 40 ألف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف وتشريد كل سكان قطاع غزة تقريباً البالغ عددهم 2.3 مليون.

وفي مقابلة مع “إيه بي سي نيوز” في كانون الأول/ ديسمبر، قال مايكل كوبي، الضابط السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، إنه استجوب السنوار، لأكثر من 150 ساعة.

قادة «حماس» الذين جرت تصفيتهم… يحيى السنوار في مرمى النيران (تصوير: الشبكات العربية)

ووصف كوبي السنوار بأنه قوي، خال من المشاعر ولكن ليس مريضاً نفسياً، مضيفاً، أن السنوار الملقب بـ”جزار خان يونس”، نسبة إلى البلدة التي ينتمي إليها تفاخر أثناء استجوابه بقتل المخبرين الفلسطينيين المشتبه بهم “بشفرة حلاقة” و”منجل”.

وبحسب تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط”، فإن السنوار قاد “حماس” داخل السجون، خلال فترة اعتقاله. أتقن اللغة العبرية، ودرّس النحو الصرف لرفاقه، وقاد إضرابات ومفاوضات، وربح جولات وخسر أخرى.

وخطف شقيقه جندياً إسرائيلياً وبادلته “حماس” بألفِ أسير فلسطيني. كان يحيى على رأسهم. خرج ليلعب أدواراً بارزة شكّلت معالم جديدة للصراع.

وبالعودة إلى تقرير الـ”بي بي سي عربية”، فإن التخلص من السنوار سيعجل بانهيار “حماس” عسكرياً، وسيضع أيضاً حداً للحرب المستمرة في قطاع غزة، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

وفي السادس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن السنوار: “يمكنه أن يهرب ويختبئ لكننا سنحصل عليه”، وذلك بعد قيام قوات من الجيش الإسرائيلي بمحاصرة منزل السنوار في مدينة خان يونس حيث تعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أنه هرب قادماً من مدينة غزة شمالاً في بداية الحرب.

في العموم، أمام يحيى السنوار، وبعد اختياره رئيساً لحركة “حماس”، العديد من المطبات والتحديات في إدارة الحركة خلال المرحلة المقبلة، وسط استمرار الصراع مع إسرائيل في قطاع غزة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة