وسط استمرار الحرب في قطاع غزة منذ نحو 11 شهرا، أصدرت حركة “حماس” بيانا مساء الأربعاء قالت فيه إن وفدها المفاوض أكد استعداد الحركة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل “فوري” مع إسرائيل في قطاع غزة بناءً على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وما تم الاتفاق عليه سابقا، دون وضع أي مطالب جديدة من أي طرف.

وأردفت “حماس”، في بيانها، بحسب ما نقلته “فرانس 24“، أن وفدها برئاسة خليل الحية التقى برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل في العاصمة القطرية الدوحة، يوم أمس الأربعاء.

“حماس” توافق على هدنة غزة

في السياق، أشارت “حماس” في بيانها إلى أنه “تم استعراض التطورات على صعيد القضية الفلسطينية والعدوان على قطاع غزة”.

وجاء في ختام البيان “التأكيد على تجاوب حماس مع جهود الوسطاء، والترحيب باستمرار دورهم وجهودهم من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة والإغاثة لشعبنا وتبادل الأسرى وإعادة الإعمار”.

ارتفع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى أكثر من 41 ألفا-“وكالات”

وبحسب مصدر مصري رفيع المستوى، قال إن مباحثات الدوحة اتسمت بالجدية وبالتالي باتت تشكل بارقة أمل لإنهاء الأزمة في غزة.

لكن مسؤولا إسرائيليا كبيرا قال إن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، وأكد أنه لا يعتقد أن لقاء الدوحة سيغير ذلك، لكن واشنطن والقاهرة والدوحة لا تزال تعمل على مقترح جديد ومحدث لتقديمه إلى الطرفين.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، أصبح البيت الأبيض أكثر تشككا بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق في الأمد القريب، بسبب “مطالب حماس الجديدة”، وفق مسؤولين أميركيين.

هذا وفشلت المحادثات حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 11 شهرا. وتتضمن القضايا العالقة السيطرة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وهو شريط ضيق من الأرض على حدود قطاع غزة مع مصر.

جهود مستمرة

في الأثناء، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، استمرار جهود بلاده، بالتعاون والشراكة مع قطر والولايات المتحدة، لتعزيز فرص التهدئة من خلال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بشكل فوري بقطاع غزة، بما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، وإيقاف التصعيد الإقليمي.

بحسب ما أفادت وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى أكثر من 41 ألفا و118 فلسطيني.

جاء ذلك خلال لقاء الرئيس المصري، وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، في القاهرة، وتطرقا الجانبان إلى الأوضاع الإقليمية، حيث تم استعراض سبل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الراهنة، وفق وسائل الإعلام.

بدوره، أشاد وزير خارجية الكويت بالدور المصري في جهود استعادة الاستقرار بالمنطقة، كما تم الاتفاق على تأكيد ضرورة تحلي الأطراف كافة بالمسؤولية، لوقف نزيف الدم، ومنع اتساع نطاق الصراع في الإقليم.

هذا وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، الذي يشغل أيضا منصب كبير المفاوضين الأميركيين بشأن غزة، يوم السبت إنه سيتم تقديم اقتراح أكثر تفصيلا لوقف إطلاق النار في الأيام القليلة المقبلة.

وحدد الاقتراح السابق الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن، في حزيران/يونيو وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين.

حصيلة ضحايا حرب غزة

بحسب ما أفادت وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى أكثر من 41 ألفا و118 فلسطيني، فضلا عن إصابة 95 ألفا و125 آخرين.

ولفتت إلى أن “القوات الإسرائيلية ارتكبت 3 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن سقوط 34 فلسطينيا، وإصابة 96 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية”.

هذا ودانت قطر والأردن والمملكة العربية السعودية، اليوم الخميس، قصف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في وسط قطاع غزة.

وكانت مدرسة تابعة “للأونروا” تؤوي نازحين في مخيم النصيرات، قد تعرضت، الأربعاء، لقصف إسرائيلي مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، من بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى موظفين أمميين، حسب مصادر محلية.

وأكدت المملكة العربية السعودية “ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين العزل، ووضع حد للكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين والأعراف الدولية”.

وجددت المملكة “رفضها التام لاستهداف المنشآت والمنظمات الإغاثية والعاملين فيها، مؤكدةً على المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة الدولية، ووضع حد لهذه المأساة”.

فيما طالبت وزارة الخارجية القطرية في بيان، بـ”تحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق”، في “الاستهداف المستمر (…) لمدارس ومراكز إيواء نازحين”، وفق موقع “الحرة” الأميركي.

فلسطينيون يتفقدون مدرسة تابعة للأونروا تؤوي نازحين، تعرضت لغارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا، مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في 6 حزيران/يونيو 2024. © رويترز

وشددت الوزارة على أن “حماية الأرواح البريئة ومعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية والمحافظة على ما تبقى من البنية التحتية في قطاع غزة، يتطلب جهودا إقليمية ودولية مضاعفة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع فورا”، وفق البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية “قنا“.

كما ودانت وزارة الخارجية الأردنية قصف المدرسة، معتبرة في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية “بترا“، أن “استمرار إسرائيل في انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ما هو إلا نتيجة لغياب موقف دولي فاعل وحازم ينهي هذا العدوان المتواصل على القطاع، وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة”.

هذا وكانت وكالة “الأونروا” قد أعلنت مقتل 6 من موظفيها في غارتين إسرائيليتين على مخيم النصيرات وسط مدينة غزة، مشيرة إلى أن هذه الحصيلة هي الأكبر في هجوم واحد.

بينما تنفي إسرائيل من جهتها استهداف المدنيين في قطاع غزة، حيث تؤكد أن عملياتها موجهة “للقضاء على حماس”، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات