بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا، التحق شبابٌ بالقتال في أوكرانيا إلى جانب روسيا، إذ أفادت مصادر، الأحد، عن مقتل أحدهم، على إحدى جبهات القتال في منطقة لوغانسك، داخل الأراضي الأوكرانية.
شبكة “السويداء 24” المحلية، قالت إن نبأ مقتل وحيد مرسل الشبلي المنحدر من بلدة عريقة في ريف السويداء الغربي، وصل عن طريق أصدقائه في روسيا، إلى عائلته، حيث كان يقاتل بصفوف الجيش الروسي.
بقي 6 من السويداء
نقلت “السويداء 24″ عن المصادر، أن الشبلي ذهب بمهمة ولم يعد منها، إذ وصل ضابط روسي يحمل جهازا لوحيد وأخبر أصدقاءه أن صاحب هذا الجهاز أصيب وفارق الحياة على خط الجبهة، حيث أكد جنودٌ كانوا برفقته أنهم شاهدوه مصابا على جانب الطريق ولم يتمكنوا من سحبه.
بعد مقتل وحيد، بقي ستة شبان من السويداء يقاتلون إلى جانب روسيا في أوكرانيا، إذ ذكرت الشبكة المحلية أن وحيد كان من ضمن مجموعة مؤلفة من سبعة شبان تعرّضوا لعملية مركّبة عبر شبكات سماسرة في سوريا وروسيا، في العام الجاري، استغلت ظروفهم المعيشية القاهرة، وزجّت بهم في الحرب المستعرة في أوكرانيا.
حاول وحيد البحث عن حلول لفسخ عقده مع الجيش الروسي، وأكد أنه لم يكن يرغب أبدا بالقتال في أوكرانيا، وأنه تعرّض لعملية خداع من شبكات السماسرة. وكان في مناسبات عديدة يؤكد أنه مع رفاقه تفاجؤوا بزجّهم في الحرب، ويطلبون بالعودة إلى سوريا.
كانت “السويداء 24” قد نشرت قبل عدّة أشهر تسجيلا صوتيا لوحيد الشبلي، أرسله إلى عائلته، كان يتحدث فيه عن أهوال الحرب، وعدم رغبته بالمشاركة، وطلب المساعدة في العودة إلى سوريا.
وتحركت مرجعيات عديدة في السويداء في محاولة لاستعادة الشبان العالقين في أوكرانيا، من خلال مخاطبة السلطات الروسية، دون الوصول إلى نتيجة حتى اليوم، وفق الشبكة.
نحو 2000 سوري في أوكرانيا
تجنيد الشباب السوريين من قبل روسيا للقتال في أوكرانيا، ليست جديدة، إذ سبق وأن نشرت وسائل إعلام عن انخراط مقاتلين، سوريين ومن جنسيات أخرى، في الحرب الروسية على أوكرانيا، وهو ما يُعرف وفق التصنيف الدولي بـ “المرتزقة”.
بحسب تقرير نشره موقع “العربية”، فإن كل سوري يقاتل إلى جانب الجيش الروسي يتقاضى مبلغ 1400 دولار أميركي، تدفع لهم في مكانين مختلفين وتوزّع على 800 دولار تسلّم لعائلاتهم في سوريا، و600 دولار تسلّم لهم في روسيا، وفق ما نقلت عن المنظمة السورية “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، فيما يقول “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن رواتبهم الشهرية تبلغ 1000 يورو.
وعملت روسيا على تجنيد شباب سوريين للقتال إلى جانب قواتها في مناطق مختلفة في العالم، وذلك مقابل عروض مالية ووعود بمنحهم الجنسية الروسية، إذ عملت على ذلك “الفرقة 25 مهام خاصة” التي يقودها سهيل الحسن الملقب بـ “النمر”. بينما قدّر مدير “المرصد”، رامي عبد الرحمن أعدادهم بداية العام الحالي بنحو 2000.
ونهاية عام 2023 وصلت مجموعة كبيرة من المقاتلين إلى مطار موسكو، ومن ثم نُقلوا بطائرة عسكرية إلى إقليم سيبيريا الذي يُعد من أبرد بقاع الأرض للتدريب قبل أن يُنقلوا فيما بعد إلى الجبهة الأوكرانية.
يُذكر أن الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم تُعدّ من أبرز الاتفاقيات والصكوك الدولية وآخرها، التي تمنع اللجوء إلى تشكيل الجنود المرتزقة واستخدامهم في الصراعات بين الدول.
واعتُمدت الاتفاقية في عام 1989، ودخلت حيّز النفاذ في 2011، وتُعد سوريا من الدول المصادقة على هذه الاتفاقية، كما أن الاتفاقيات الدولية والإقليمية إلى جانب القانون الدولي الإنساني جرّمت استخدام المرتزقة في الحروب والنزاعات، لكن يبدو أن الأطراف المنغمسة في حروبها تبحث عن النصر بأي ثمن ومن دون اكتراثٍ لتلك الاتفاقيات والقوانين.
- تجاوزات وانتهاكات خلال حملة أمنية بريف حمص.. ماذا جرى؟
- السماح باستيراد جميع أنواع السيارات.. ماذا عن الشروط الفنية؟
- شادي حلوة وحسين مرتضى.. حرب نارية مستعرة بين موالي نظام الأسد
- شبكات الاتصال السورية: كيف يمكن حمايتها من خطر الاختراق الإيراني؟
- الأمم المتحدة تدعو لعودة اللاجئين السوريين.. ووزير الخارجية السعودي في دمشق
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.