في شوارع سوريا، بدأ التجار بطرح المدافئ للمستهلكين، لكن أسعارها تفوق قدرتهم الشرائية، حيث ارتفعت أسعارها عن العام الماضي بنسبة 100 بالمئة، إضافة إلى أزمة المحروقات، خاصة مادة “المازوت”، الشائع استخدامها في التدفئة بسوريا، في حين عاد سوريون إلى استخدام مدافئ الحطب، كونه أقل تكلفة ويمكن وضع أكياس وكرتون فيها.
المعاناة بالنسبة للسوريين لا تتوقف عند ذلك، إذ أن هذه المدافئ أيضا مصنوعة من مواد منخفضة الجودة أو ما يُعرف بـ “الستوك”، والتي تتعرض للأعطال بسرعة، الأمر الذي يضع المستهلك في حيرة من أمره، بين الشراء من عدمه، في ظل أوضاع اقتصادية متردية.
غياب الأمن الصناعي
أمين سر جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة، قال إنهم يطالبون بدور رسمي في دراسة العينات، في ظل غياب الأمن الصناعي في سوق الكهربائيات، خاصة بسبب انتشار منتجات رديئة مصنعة في ورشات مخالفة، مما يشكل خطراً على المستخدمين نتيجة لاستخدام مواد سيئة مثل “فيش” الحديد بدل النحاس، مما يسبب ارتفاع الحرارة وحدوث الحرائق.
حبزة أشار في حديث لصحيفة “البعث” المحلية، إلى عدم توفر قطع تبديل أصلية للأجهزة الكهربائية، مما يؤدي إلى إصلاحها بقطع مقلّدة تسرّع من تلفها، مع غياب الكفالة التي كانت موجودة سابقا.
ودعا إلى تدخّل سريع من وزارة الصناعة وحماية المستهلك لضبط هذه المشاكل، خاصة الورشات غير المرخصة، قبل دخول فصل الشتاء وطرح كميات كبيرة من المدافئ المستعملة، مما قد يخرج الوضع عن سيطرة الجهات المعنية.
الجمعية، بحسب حبزة، تتابع موضوع المدافئ منذ العام الماضي، ويتم وضع التسعيرة وفق بيان التكلفة عبر لجنة تأخذ عينات من الأسواق، حيث يُدرس السعر بناءً على نسبة الألمنيوم ومتانة المواد، وتُحدد المخالفات.
الأسعار بارتفاع
تماشيا مع ارتفاع أسعار المحروقات نتيجة الأزمة الحالي التي تعاني منها المحافظات السورية، أعلنت وزارة الزراعة عن السماح للراغبين باستيراد الحطب بكمية تصل إلى 10 آلاف طن، لتلبية احتياجات التدفئة في ظل شحّ “المازوت”. في حين يلجأ سوريون إلى جمع الحطب من الأحراج استعدادا لمواجهة الشتاء، لكن الصدمة ستكون في أسعار المدافئ بالأسواق.
في شتاء العام الماضي 2023، تراوح سعر مدفأة “المازوت” في سوق المناخلية بدمشق بين مليون و500 ألفا إلى 3 ملايين ليرة سورية، تبعًا لحجمها. يضاف إلى ذلك أسعار مستلزمات التركيب.
سعر مدفأة الحطب تراوح ما بين 800 إلى مليون ليرة سورية، بينما وصل بعضها إلى 5 ملايين ليرة، وفق ما ذكر “بزنس تو بزنس” المحلي.
أما مدافئ الوقود الحيوي، التي درج استخدامها العام الماضي مع صعوبة تأمين “المازوت”، فتراوحت أسعارها بين مليون إلى 3 ملايين ليرة سورية، تبعًا لحجمها وشكلها، في حين تتراوح أسعار مدافئ الكهرباء والغاز بين مليون ومليوني ليرة، تبعا لمواصفاتها.
بناء على ذلك، فإن كلفة تركيب مدفأة “مازوت” متوسطة النوع مع مستلزماتها، تصل إلى حوالي مليون و700 ألف ليرة سورية، ناهيك عن حاجتها إلى نحو 7 ليترات “مازوت” يوميا، أي أكثر من 100 ألف ليرة، لتدفئة غرفة متوسطة.
إذاً حاجة العائلة السورية للتدفئة يوميا، تتجاوز ثلث الراتب الشهري لموظف في القطاع العام، إذ تتراوح الرواتب بين 375 و450 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ الحد الأدنى للأجور نحو 280 ألف ليرة، الأمر الي يدفع الكثير من العائلات إلى البقاء من دون تدفئة طوال فصل الشتاء.
- تحرير مختطفة إيزيدية عراقية في غزة بمشاركة أميركية: ما علاقة “حماس” وإسرائيل؟
- السوريون على مشارف انتكاسة غير مسبوقة.. الحكومة تناقش موازنة 2025؟
- لأول مرة.. قصف يستهدف قاعدة “حميميم” الروسيّة
- “اليد اليمنى للسنوار”.. إسرائيل تعلن قتل رئيس حكومة “حماس” بغزة
- “بتضَلّك حبيبي يا تراب الجنوب”.. رسائل مؤثرة من فايا يونان إلى لبنان
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.