تزامنا مع التصعيد الإسرائيلي على لبنان، والبدء بعملية برية، تكثف القوات الإسرائيلية من وجودها في هضبة الجولان السوري، إذ تخشى من تحرّك عناصر لـ “حزب الله” اللبناني، وميليشيات أخرى تتبع لطهران في المنطقة.

إضافة إلى ذلك، فقد نقلت إيران عناصر تتبع لـ “الحوثيين” إلى جنوب سوريا، في الآونة الأخيرة، مما رفع حالة التأهب لدى تل أبيت، في حين أن تحركات عناصر “الحزب” في الجنوب السوري تتم بشكل حذر، بعد التصعيد على لبنان، خشية استهدافهم.

تعزيزات إسرائيلية

قبل بدء الجيش الإسرائيلي العملية البرّية في لبنان، لوحظ تواجد تعزيزات في هضبة الجولان السوري، إذ قال الناشط الإعلامي نور جولان، عبر صفحته على “إكس”، إن عددا كبيرا من الدبابات الإسرائيلية يتواجد في هضبة الجولان، بالقرب من السياج الإسرائيلي مع محافظة القنيطرة.

جنود إسرائيليون في هضبة الجولان السوري أ ف ب
جنود إسرائيليون في هضبة الجولان السوري أ ف ب

بينما أشار لاحقا إلى أن الدبابات الإسرائيلية المنتشرة على الجبهة الشمالية وهضبة الجولان أصبحت تُعد بالمئات.

قبل ذلك بأيام، نفذت القوات الإسرائيلية عدّة توغلات برّية في عمق الأراضي السورية من جهة محافظة القنيطرة، بدأت في الـ 15 من أيلول/سبتمبر الماضي، وتكررت في 21 أيلول/سبتمبر الماضي، حيث دخلت قوة من الجيش الإسرائيلي برفقة جرافات ودبابات ومعدات حفر، بعمق 200 متر، غرب بلدة جباتا الخشب والشحار بريف القنيطرة.

هذا التوغل كان شرق خط فك الاشتباك بين الجانبين “يندوف” لعام 1974، حيث عمدت إلى حفر خندق في أراضي سوريا شرق خط فك الاشتباك وطريق “سوفا 53” الذي أنشأته إسرائيل داخل الأراضي السورية أيضا عام 2022.

في عام 1974، تم التوصل بإشراف الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي لاتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والسوري يقضي برسم خط يُعرف بـ”يندوف” في محيط بلدة جباتا الخشب، تقع شرقه الأراضي السورية وغربه إسرائيل.

نقاط مراقبة روسية

على وقع التوترات وارتفاع حدتها في المنقطة، ثبّتت القوات الروسية، في الـ 25 أيلول/سبتمبر الفائت، نقطتي مراقبة عسكريتين على حدود الجولان، ليرتفع عدد النقاط الروسية إلى 17، خوفا من تصعيد محتمل لعناصر تتبع لـ “حزب الله” وإيران.

نقطة مراقبة روسية في القنيطرة - انترنت
نقطة مراقبة روسية في القنيطرة – انترنت

بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن آخر نقطتين للقوات الروسية ثُبّتتا في منطقة السهول الغربية لـ بلدتي بير عجم وبريقة بريف القنيطرة الغربي قرب الحدود مع الجولان السوري، لتُضافا إلى نقاط في قرى وبلدات القحطانية، وبريقة، وكودنا، والملعقة، والرفيد، وغدير البستان، غرب المحافظة.

الإجراء الروسي يأتي لخفض التوتر بين إسرائيل والمجموعات المدعومة من “حزب الله” اللبناني بعد التصعيد الكبير بين الطرفين.

من المستبعد أن تتوغل القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية من دون الحصول على موافقة روسية، على الأقل، لكن من دون الإفصاح به، مما يدلل على وجود تنسيق إسرائيلي – روسي حيال التحرّك في الجنوب السوري، خاصة في ظل تحرّك عناصر “حزب الله” اللبناني.

حيث تشير مصادر محلية لموقع “الحل نت” إلى تزايد أنشطة جماعات إيران و “حزب الله”، لكن تحركاتهم حذرة في المنطقة، خشية كشفها وتعرّضهم للاستهداف المباشر، في حين أن السيناريوهات تبقى مفتوحة في قادم الأيام، خاصة مع استقدام طهران المزيد من عناصر تتبع لها، على رأسهم “الحوثيين“، الذين لم تتضح مهمّتهم بعد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات