يبدو أن إسرائيل لا يزال لديها المزيد من القادة البارزين في “حزب الله” على قائمة أهدافها لتصفيتهم، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل قيادي بارز في الحزب اللبناني المدعوم من إيران، وقال إنه “كان مسؤولا عن نقل وسائل قتالية” من إيران ووكلائها إلى “حزب الله”.
وبحسب البيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، فقد قتل “في غارة جوية على بيروت، محمد جعفر قصير، قائد الوحدة 4400، المسؤولة عن نقل وسائل قتالية من إيران ووكلائها إلى حزب الله في لبنان”.
محمد جعفر قصير، المعروف أيضا باسم الشيخ صلاح وحسين غولي، هو ممول رئيسي لـ”حزب الله”. وسافر قصير مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال الزيارة السرية إلى طهران عام 2019، برفقة وفد ضم قاسم سليماني، والتقى بالمرشد الأعلى علي خامنئي. لذا ماذا نعرف عنه؟
قصير ممول “حزب الله” والأسد
أضاف بيان الجيش الإسرائيلي، أن قصير كان “من أبرز قادة حزب الله، ومن الجهات المؤثر في محور إيران – حزب الله – سوريا، وكان مقربا من النظام الإيراني”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قصير “قاد وأدار مئات العمليات لنقل الوسائل القتالية الاستراتيجية إلى حزب الله في لبنان”.
ومحمد جعفر قصير، القيادي بـ”حزب الله” القتيل حديثا، كان قد “أشرف على تطوير مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله، وتطوير قدرات النيران للتنظيم، التي كانت مخصصة لاستهداف الجبهة الداخلية وأهداف أخرى في إسرائيل”، وفق بيان الجيش الإسرائيلي.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن قصير الذي شغل منصب قائد الوحدة 4400 لأكثر من 15 عاما، كان في الأعوام الأخيرة “مسؤولا عن مجال التمويل في حزب الله”.
وتابع: “قاد مبادرات اقتصادية بهدف الحصول على تمويل لأنشطة الحزب، مثل مشاريع اقتصادية في لبنان وسوريا وشبكات اقتصادية ورجال أعمال في أنحاء العالم”.
كما وكان قصير “مسؤولا عن نقل أموال من إيران وسوريا إلى حزب الله في لبنان بقيمة مئات ملايين الدولارات سنويا”، وفق البيان الإسرائيلي.
كان برفقة الأسد
بحسب تحقيق لموقع “إيران إنترناشيونال” نُشر عام 2023، فإنه كشف عن هوية الشخص المسؤول عن تحويل الأموال من إيران إلى حكومة دمشق و”حزب الله” اللبناني.
وبحسب تحقيق “إيران إنترناشيونال”، فإن محمد جعفر قصير هو أحد كبار قادة الوحدتين 4400 و108 في “حزب الله” بلبنان، والمسؤول عن تحويل الأموال.
والنقطة الأكثر إثارة للانتباه هي أن قصير سافر مع بشار الأسد خلال الزيارة السرية إلى طهران عام 2019، برفقة وفد ضم قاسم سليماني، والتقى بالمرشد الأعلى علي خامنئي.
وطبقا لمعلومات “إيران إنترناشيونال”، فإن “رحلة الأسد إلى طهران التي استغرقت أربع ساعات هي خطة محمد جعفر قصير، لتهيئة ظروف طارئة على ما يبدو لتلقي ملايين الدولارات من إيران”.
وأصبح قصير مليارديرا من خلال أنشطته وذلك عبر “تهريب السجاد والسجائر إلى بيروت”. كما استورد آلاف الأطنان من الحديد منخفض الجودة إلى لبنان عبر الحدود العراقية- السورية.
واشتهر قصير باسم “الحاج فادي”، وتحول من قائد وحدة عسكرية إلى “رئيس إمبراطورية مالية”، وفق “إيران إنترناشيونال”.
وتحدثت الوكالة عن شرائه “آلاف الأفدنة من الأراضي وسرقة عدد كبير من الخيول من مزرعة خلال الحرب السورية”.
“التعاون مع الحرس الثوري”
ولفت التحقيق إلى أنه كان يتعاون مع “الحرس الثوري” الإيراني في بيع النفط الإيراني المهرب، وينقل الأموال الناتجة عنه إلى لبنان.
كما يشرف بمساعدة “فيلق القدس” على نقل معدات عسكرية من سوريا إلى لبنان وبالعكس.
ليس ذلك فحسب، فقد كان “محمد جعفر قصير يشارك في إنتاج وتوزيع المخدرات في الدول العربية إلى جانب الحرس الثوري الإيراني”.
ويقول تحقيق “إيران إنترناشيونال”، أنه في حين أن الاقتصاد اللبناني على حافة الانهيار ويعاني أهل هذا البلد من ظروف اقتصادية صعبة، تعيش عائلة قصير حياة مترفة في لبنان وأوروبا. وترتبط محاسن مرتضى، زوجة قصير الثالثة، بعلاقة خاصة معه تتجاوز الزواج وتشرف على أنشطته.
وخلال عام 2022 اشترى قصير سيارة بورشه باهظة الثمن لزوجته بمناسبة عيد الحب. وفاطمة، ابنة قصير، متزوجة هي الأخرى من محمد قاسم البزال، رئيس الشؤون المالية في وحدة “حزب الله” 4400. وتشمل مسؤولياته موازنة المحاسبة المالية بين “حزب الله” و”فيلق القدس” التابع “للحرس الثوري” الإيراني. ويعرض “برنامج مكافآت من أجل العدالة” التابع للخارجية الأميركية، مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى قاسم البزال. والبزال مطلوب من الولايات المتحدة.
“10 ملايين دولار”
وكان برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية، حدد مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل القبض على قصير.
وحسب برنامج المكافآت، فإن قصير هو ممول رئيسي لـ”حزب الله”، و”فيلق القدس” التابع “للحرس الثوري” الإيراني وحكومة دمشق، والجهات الفاعلة الأخرى غير المشروعة، وذلك من خلال عدد من أنشطة التهريب والمشتريات غير المشروعة، وغيرها من المشاريع الإجرامية.
ولفت برنامج المكافآت إلى أنه “يساعد في الإشراف على العديد من الشركات الوهمية المستخدمة لإخفاء دور فيلق القدس في بيع النفط والمستخلصات الأخرى”.
في 15 أيار/مايو 2018، صنفت وزارة الخزانة الأميركية قصير بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة. مما يعني تجميد كل مصالحه المالية في الولايات المتحدة، ويحظر عموما على الأمريكان الدخول في أي تعاملات معه. وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر مرتكبا لجريمة كل من يقدم عن قصد دعما ماديا أو أي موارد إلى “حزب الله”، الذي صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية أجنبية.
وقصير من مواليد دير قانون في لبنان عام 1967، ويشتهر بالعديد من الأسماء، منها “الشيخ صلاح، والحاج مجيد عينكي، والشيخ ماجد، وحسين غولي”.
تهريب نترات الأمونيوم
في صيف 2020، لقي أكثر من 220 شخصا مصرعهم جراء انفجار قرابة ثلاثة آلاف طن من مخازن نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت. وقد رفض “حزب الله” اللبناني المتهم في هذه القضية التعاون مع القضاء اللبناني.
وبعد هذا الانفجار، ذكرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية أن “حزب الله” أحضر ثلاث شحنات كبيرة من نترات الأمونيوم إلى ميناء بيروت في ثلاث تواريخ مختلفة. وكشفت أجهزة المخابرات الألمانية في تقاريرها أن المسؤول عن تهريب شحنات نترات الأمونيوم هو محمد جعفر قصير الذي أحضر إحدى الشحنات إلى بيروت بواسطة شركة طيران “ماهان”.
وقد وردت أنباء عن قيام “حزب الله” بتهريب نترات الأمونيوم إلى لبنان، في حين استخدمت هذه المجموعة تلك المادة في أول عملية إرهابية لها عام 1982.
ووفق تحقيق “إيران إنترناشيونال”، فإنه في هذه العملية الانتحارية التي نفّذها أحمد قصير، شقيق محمد جعفر قصير، البالغ من العمر حاليا 19 عاما آنذاك، انفجرت سيارة مليئة بمتفجرات نترات الأمونيوم في مركز عسكري إسرائيلي، ما أدى إلى مقتل العشرات من اللبنانيين والإسرائيليين.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.