بعد أن ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيزور السعودية ودولا أخرى في المنطقة ابتداء من الثلاثاء لبحث القضايا الإقليمية والعمل على وقف الحرب الجارية في غزة ولبنان، أكد مصدر دبلوماسي لصحيفة “الشرق الأوسط” أن عراقجي سيصل إلى العاصمة السعودية الرياض صباح اليوم الأربعاء، في زيارة يلتقي خلالها نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.
ويأتي ذلك وسط ترقب لشكل الرد الإسرائيلي على الرد الصاروخي الإيراني على إسرائيل قبل أيام، حيث من المرجح أن تكون هناك تغيرات في موازين القوى في المنطقة، بين إسرائيل وإيران ووكلائها وميلشياتها، مما سيحمل بما لها من انعكاسات سلبية على دول المنطقة، وزيارة عراقجي اليوم لعدد من الدول الإقليمية من بينها السعودية، تثير العديد من التساؤلات حيال ذلك.
عراقجي في السعودية.. التهدئة وعدم التصعيد
بحسب ما قال مصدر دبلوماسي، رفض الكشف عن هويته، لـ”الشرق الأوسط“، فإن عراقجي سيصل صباح اليوم الأربعاء ويلتقي وزير الخارجية السعودي، ممتنعا عن إعطاء تفاصيل إضافية بشأن المواضيع التي سيناقشها الوزير الإيراني في الرياض.
هذا وذكرت وكالة “إيسنا” الحكومية الإيرانية، أن جولة عراقجي ستشمل السعودية ودولا أخرى في المنطقة، وتركز على مناقشة القضايا الإقليمية، والعمل على وقف الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة ولبنان.
ويبدو أن إيران باتت في وضع مربك وحرج، وبالتالي جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الرياض اليوم، والتي تأتي في إطار إبداء إيران رغبتها في التهدئة وعدم التصعيد مع إسرائيل أو الدخول في حرب شاملة معها، وحديث نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ”حزب الله”، في خطاب بثه التلفزيون يوم أمس الأربعاء، عن “فصل الربط” بين لبنان وغزة، دون التطرق لشرط الحزب حول الهدنة في القطاع، مقابل وقف إطلاق النار مع إسرائيل، يعزز من هذه الفرضية. ولذلك، يمكن أن نفهم أن طهران بدأت تشعر بخطر حقيقي من خسارة نفوذها في لبنان وغزة، ولذلك لجأت إلى الرياض للتوسط في الوصول إلى صيغة تفاهمية مع تل أبيب.
كما وإيران تريد التلميح عبر ويزر خارجيتها للمملكة العربية أنه يجب أن تسعى جاهدة مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مثل مصر والولايات المتحدة، للتوصل إلى تهدئة ما مع إسرائيل، وبالتالي عدم الانجرار إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
يبدو أن إيران لم تلجأ إلى دول الخليج إلا بعد أن شعرت بخسارة أوراق قوتها في غزة ولبنان وتراجع هامش المناورة لديها لجر الولايات المتحدة إلى الحوار كما كانت تفعل دائما.
وكانت وكالة “تسنيم” الإيرانية قد نقلت عن عراقجي قوله “بعد المشاورات في نيويورك والدوحة، زرت بيروت ودمشق، وسأواصل هذه الزيارات، وأتوجه إلى السعودية ودول المنطقة ونسعى لاتخاذ تدابير لوقف هذه الجرائم”.
وطهران تدرك جيدا أن السعودية، بحكم علاقاتها القوية مع اللاعبين الإقليميين والدوليين، مثل مصر والولايات المتحدة، قادرة على لعب دور محوري في تهدئة الوضع ومنع توسع الصراع في إطار سعيها الدائم للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
هذا وجرى محادثات بين إيران ودول الخليج العربية الأسبوع الماضي على هامش مؤتمر بشأن آسيا في قطر، والذي سعت دول الخليج خلاله إلى أن تؤكد لإيران حيادها في أي صراع بين طهران وإسرائيل.
رسائل لدول الخليج
في سياق متصل، قالت مصادر لوكالة “رويترز” الأسبوع الماضي إن دول الخليج تسعى إلى طمأنة إيران بأنها ستقف على الحياد في الصراع الإيراني الإسرائيلي.
وكان عراقجي قال إن أي هجوم على البنية التحتية الإيرانية سيعقبه رد قوي، وحذر إسرائيل من شن أي هجمات على إيران، وسط تهدد إسرائيل بالرد على الضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت إسرائيل قبل أيام.
ويبدو أن زيارة عراقجي لدول الخليج تحمل رسائل عديدة منها عدم الوقوف إلى جانب إسرائيل سواء عبر استخدام المجال الجوي أو القواعد العسكرية، وهذا ما أكده مسؤول إيراني كبير لـ”رويترز”، حين قال إن “إيران بيّنت أن أي تحرك لأي من دول الخليج ضد طهران، سواء باستخدام المجال الجوي أو قواعد عسكرية، ستعده طهران فعلا صادرا عن المجموعة بأكملها، وسترد طهران وفقا لذلك”.
وأردف “شددت الرسالة على ضرورة الوحدة الإقليمية في مواجهة إسرائيل، وعلى أهمية تحقيق الاستقرار. وأوضحت أيضا أن أي مساعدة لإسرائيل، مثل السماح باستخدام المجال الجوي لأي دولة في المنطقة من أجل تحركات ضد إيران، غير مقبولة”.
ويرى مراقبون أن إيران لم تلجأ إلى دول الخليج إلا بعد أن شعرت بخسارة أوراق قوتها في غزة ولبنان وتراجع هامش المناورة لديها لجر الولايات المتحدة إلى الحوار كما كانت تفعل دائما.
وتعتبر الخسائر التي لحقت بـ”حزب الله”، وخاصة بعد مقتل أمينه العام حسن نصرالله، أفدح الخسائر التي تكبدتها إيران.
- “لجأ إلى الخداع” قبل هروبه.. تفاصيل الساعات الأخيرة للأسد في دمشق
- وسط ترقب من أهالي المعتقلين.. توسيع دائرة البحث عن معتقلات سرية في سوريا
- “صديق” و”تكويع”.. مصطلحات انتشرت عربياً بعد سقوط الأسد
- لغز أموال “نظام الأسد” المجمدة في الخارج.. ما مصيرها؟
- عودة اللاجئين السوريين.. كيف ستنعكس على اقتصادات الدول المجاورة؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.